ألمانيا.. استبدال 87 مليون يورو من "نقود الفيضانات" التالفة
٣٠ نوفمبر ٢٠٢١
تضررت الكثير من البنوك بمختلف أنواعها خلال الفيضانات الجارفة التي ضربت ولايتي شمال الراين - وستفاليا وراينلاند بفالتس. ومنذ ذلك الحين تم استبدال سندات مالية بقيمة عدة ملايين من اليورو.
إعلان
انتهت في مدينة ماينز الألمانية عملية استبدال الأوراق النقدية التي تضررت حين غمرت الفيضانات عدة مناطق في ولايتي شمال الراين - وستفاليا وراينلاند بفالتس، بأوراق نقدية جديدة. وجرت العملية بأقصى سرعة في البنك الاتحادي "بوندسبانك".
وفقاً للبنك، فقد قدم المتضررون حتى الآن سندات مالية وعملات معدنية بقيمة إجمالية قدرها 86.7 مليون يورو، فيما تسارعت مؤخراً وتيرة العملية التي انتهت بحلول 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، بحسب ما نشر موقع شتوتغارت ناخريشتين.
وبحسب التقرير الذي نشره الموقع، فإن الأوراق المالية التالفة تأتي من البنوك المختلفة وبشكل خاص من أجهزة الصراف الآلي التي دمرتها المياه وحتى من الأفراد العاديين الذين كانوا يحتفظون بأموال نقدية أو سندات في بيوتهم.
ووفق الإجراءات المتبعة، يتم تنظيف وتجفيف الأوراق المالية - والتي غالباً ما تكون ملوثة بشدة بالطين ومياه الصرف الصحي وزيت التدفئة بسبب الفيضانات - ويتم فحصها من قبل خبراء في مركز تحليل متخصص للكشف عن التزييف وتقدير حجم التلف وهو مركز يتبع البنك الاتحادي في ماينز حتى يتمكن أصحاب تلك الأموال والسندات من الحصول على أموالهم في صورة أوراق نقدية جديدة وهي خدمة مجانية تماماً متاحة للمواطنين.
في غضون ذلك، بدأ معدل تسليم الأموال الجديدة في الانخفاض عما كان عليه قبل أسابيع قليلة حتى انتهت العملية تماماً، كما قال عضو المجلس التنفيذي لبوندسبانك يوهانس بيرمان، والذي أضاف أن الموظفين عملوا بجدية للتأكد من أن "المتضررين يستردون قيمة العملات الورقية والمعدنية المقدمة في أسرع وقت ممكن". وقال إن إمكانية التبادل غير محدودة بمبلغ معين من المال في الوقت الحالي.
ع.ح/ ع.غ
تاريخ الفيضانات في ألمانيا.. مصائب قوم عند ساسة فوائد؟
نظراً لتكرر الفيضانات في ألمانيا على مدار العقود الماضية، فقد بقيت صور السياسين وهم يتفقدون المناطق المنكوية جزءا من مشوارهم السياسي وبرامجهم الانتخابية في "لحظات تاريخية" لا تٌنسى أحياناً قبل الانتخابات المصيرية.
صورة من: Andreas Gebert/dpa/picture alliance
هيلموت شميدت خلال فيضانات هامبورغ عام 1962
تسبب الفيضان الهائل لبحر الشمال في شباط/ فبراير 1962 في مقتل أكثر من 300 شخص فيما ترك عشرات الآلاف في مدينة هامبورغ الساحلية الألمانية دون مأوى. الحادثة التي كانت نقطة تحول حاسمة في مسيرة المستشار الأسبق هيلموت شميدت الذي كان حينها وزيراً للداخلية في هامبورغ. إذ اكتسب من خلال إدارته للأزمة، وخاصة قراره لتحشيد الجيش للمساعدة، شعبية على مستوى البلاد.
صورة من: Blumenberg/dpa/picture alliance
هيلموت كول خلال فيضانات ولاية براندنبورغ عام 1997
كان "مهندس الوحدة الألمانية" المستشار الأسبق هيلموت كول في المرحلة الأخيرة من ولاية حكمه عندما زار ولاية براندنبورغ الشرقية في عام 1997 بعد فيضانات ضخمة على طول نهر الأودر. الكارثة التي أطلق عليها غالباً اسم "Einheitsflut": "فيضان الوحدة"، باعتبارها أول أزمة وطنية لاختبار التضامن بين ألمانيا الشرقية والغربية التي كان قد أعيد توحيدها حديثاً.
صورة من: picture alliance
غيرهارد شرودر، بلدة غريما عام 2002
انقلبت حظوظ غيرهارد شرودر عندما سقطت الأمطار في ساكسونيا في صيف 2002 وتسببت الفيضانات القاتلة بأضرار على ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك. إذ مع تراجع حظوطه خلال حملته الانتخابية، ارتدى المستشار الاشتراكي الديموقراطي جزمة مطاطية ليخرج بصورة المسؤول عن إدارة الأزمة في بلدة غريما الشرقية الصغيرة. وفاز في الانتخابات بعد شهر من ذلك.
صورة من: localpic/imago images
إدموند روديغر شتويبر في باساو عام 2002
كان خصم غيرهارد شرودر، إدموند شتويبر، المرشح لمنصب المستشار عن الاتحاد المسيجي في إجازة بشمال ألمانيا عندما وقعت الكارثة. ووصل إلى ولاية ساكسونيا بعد أيام قليلة فقط، واشتكى بمرارة من "سياحة الفيضانات" التي يمارسها منافسه.
صورة من: Armin_Weigel/dpa/picture-alliance
أنغيلا ميركل في نيو غارج عام 2006
زارت أنغيلا ميركل مناطق الفيضانات عدة مرات خلال فترة توليها منصب مستشارة لألمانيا. حدث أول فيضان كبير خلال فترة ولايتها في أذار/ مارس ونيسان/ أبريل 2006 مرة أخرى حول نهر إلبه في ولاية ساكسونيا. وقد وقعت الكارثة بعد أشهر قليلة من إعصار كاترينا في نيو أورلينز بالولايات المتحدة، عندما تعرض جورج دبليو بوش للهجوم لفشله في تنظيم استجابة مناسبة. لذا حرصت ميركل على تجنب انتقادات مشابهة.
صورة من: Patrick Lux/dpa/picture alliance
أنغيلا ميركل في دريسدن عام 2013
تعرض شرق ألمانيا وجنوبها مرة أخرى لفيضانات شديدة في صيف 2013، هذه المرة قبل بضعة أشهر من الانتخابات. وبات المركز التاريخي لمدينة دريسدن مهدداً، حيث تسبب نهر الإلبه ضفافه في فيضانات واسعة النطاق ضربت معظم مناطق وسط أوروبا. وزارت ميركل المناطق المتضررة في ولايتي ساكسونيا وبافاريا ووعدت بتقديم المساعدات.
صورة من: Arno Burgi/dpa/picture alliance
ارمين لاشيت في مدينة هاغن عام 2021
ألغى مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي لخلافة ميركل ورئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا كافة المواعيد لزيارة مدينة هاغن المتضررة بشدة في ولايته. غير أن المخاطر السياسية كبيرة، حيث يتم ربط الفيضانات المميتة بتغير المناخ، في حين يُعرف لاشيت كحامي لصناعة الفحم في الولاية، مما قد ينعكس سلباً على حملته.
صورة من: Ina Fasbender/AFP
أولاف شولتس في مدينة باد نوينار عام 2021
كما ظهر مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية أولاف شولتس في ولاية راينلاند بفالس المجاورة بعد أن ضربت الفيضانات، إلى جانب رئيسة وزراء الولاية ورفيقته في الحزب مالو دراير. على الرغم من أن حزبه يظهر تراجعاً في الاستطلاعات بفارق كبير عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إلا أن شولتس، بصفته وزيراً للمالية، كان قادراً على الوعد بتقديم مساعدة فورية للمناطق المنكوبة. نايت بنيامين / ر.ض