ألمانيا: استدعاء آلاف اللاجئين لإعادة فحص طلبات لجوئهم
٣ ديسمبر ٢٠١٩
منذ تشديد قانون اللجوء، تزداد حالات إعادة فحص طلبات اللجوء. أكثر من 50 ألف طلب استدعاء تم إرسالها إلى اللاجئين في النصف الأول من هذا العام. فهل فحص طلبات الاجئين يشمل الجميع؟
إعلان
ارتفعت أعداد اللاجئين الملزمين بالمشاركة في إجراءات إعادة فحص ملفات لجوئهم إلى أكثر من الضعف. لكن أعداد طالبي اللجوء الذين فقدوا صفة اللجوء بعد إعادة فحص طلباتهم كانت منخفضة جدا. فوفقا لوزارة الداخلية الاتحادية، بلغت نسبة الحالات التي تم فيها إلغاء صفة اللجوء أو سحبها 2.8 بالمئة حتى نهاية شهر أكتوبر هذا العام. وهذه النسبة اقل بـ1.2 بالمئة من العام الماضي 2018.
وكان البرلمان الألماني (البوندستاغ) أقر تعديلات على قانون اللجوء تلزم اللاجئين بالمشاركة في إجراءات إعادة فحص ملفات لجوئهم. ودخلت هذه التعديلات حيز التنفيذ في 12 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 2018. المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء دعا عشرات الآلاف من اللاجئين المعترف بهم لإجراء مقابلات شخصية معهم. وبحسب معلومات حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية من وزارة الداخلية الألمانية، استدعى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في النصف الأول من العام الحالي، نحو 49100 لاجئ للمشاركة في عمليات إعادة فحص ملفاتهم عن طريق تقديم الأدلة والوثائق اللازمة لإثبات أنهم يستحقون اللجوء.
وكان مجموع الأشخاص الذين تم استدعائهم للمشاركة في عملية فحص ملفات لجوئهم 2222 في الفترة نفسها من العام الماضي. ووفقا للداخلية الألمانية، فإن المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء لم يسجل عدد الحالات التي لم يتعاون فيها اللاجئون مع السلطات لوجود فارق زمني بين موعد الاستدعاء والمشاركة.
أسباب إعادة فحص طلبات اللجوء
تعود أسباب إعادة فحص ملفات اللجوء، أولا وقبل كل شيء، إلى التأكد من أوضاع البلد الذي قدم منه طالبو اللجوء، فضلا عن التأكد ما إذا كانت هناك أية مؤشرات على وجود معلومات مزورة عن هوية الشخص والبلد الذي جاء منه. عادة ما تتم إعادة فحص ملفات اللاجئين في ألمانيا بعد مرور ثلاث سنوات كحد أقصى من حصولهم على الحماية. لكن هذه المدة تم تمديدها إلى خمس سنوات، بسبب تعليق عملية إعادة فحص طلبات مئات الآلاف من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا بين عامي 2015 و2016.
وفي حال عدم تعاون اللاجئ مع السلطات، فإن القرار يمنح المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إمكانية اتخاذ إجراءات "العقاب الإداري"، والتي قد تكون دفع غرامة مالية.
إعادة الفحص ليست لكل اللاجئين
عمليات إعادة فحص ملفات اللجوء لا تشمل جميع طالبي اللجوء. والحالات التي سيتم إعادة التحقق منها، هي الحالات التي تم الاعتراف بطلبات اللجوء فيها، بعد تقديمها خطيا فقط دون جلسات استماع شخصية، حسبما أكت الداخلية الألمانية في رد لها على طلب إحاطة من قبل الحزب اليمقراطي الحر.
من جانبه، انتقد نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، شتيفان تومه أمر استدعاء الحالات الفردية، مشيرا إلى ضرورة وجود قواعد واضحة، ما يبعد الانطباع بأن موظفي المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين "يتخذون القرارات من دون رقابة".
منظمات إنسانية ومتطوعون من انتماءات مختلفة في إزمير التركية جمعهم هدف مساعدة اللاجئين في المدينة على بناء حياة جديدة. DW كانت في هذه المدينة الساحلية التي صارت موطنا ل 85 ألف سوري من طالبي اللجوء، وجاءت بهذه الصور.
صورة من: DW/D. Cupolo
في حي باسمانه بمدينة إزمير المعروف بعمليات تهريب البشر، انتشرت المحلات والمطاعم المملوكة للاجئين مع تزايد أعدد السوريين الذين يطول مكثهم في المدينة. وبينما نجح عدد من اللاجئين في هذا النوع من المشاريع، مازال معظمهم يسجلون مشاريعهم تحت أسماء أصدقائهم الأتراك. كما يوضح محمد صالح، مدير جمعية إغاثة اللاجئين السوريين في إزمير.
صورة من: DW/D. Cupolo
دفع الفواتير ليس إلا واحدا من التحديات العديدة التي يواجهها اللاجئون الذين غالبا ما يقضون فترات البطالة الطويلة في ارتياد المقاهي. العديد منهم محروم من الخدمات الصحية الأساسية وهو ما دفع بمتطوعين لتنظيم زيارات طبية مجانية لبيوت العائلات التي تعيش أوضاعا صعبة.
صورة من: DW/D. Cupolo
بمساعدة مترجم، زارت الناشطة ليا فيلمزن منازل لاجئين في باسمانه.وتظهر في الصورة وهي تستمتع لسيدتين تصفان كيف يعاني أطفالهما من أمراض تنفسية مزمنة. وحسب فيلمزن فإن سبب إصابتهم بهذه الأمراض يعود إلى ارتفاع نسبة الرطوبة في الشقة التي كانوا يقتسمونها مع 14 شخصا آخرين ينامون على الحصير في غرفتين صغيرتين.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال يلعبون إلى جانب سترات نجاة معروضة للبيع على قارعة الطريق. معظم اللاجئين من صغار السن لا يذهبون إلى المدرسة ويضطرون عادة للقيام بمهن بسيطة لمساعدة عائلاتهم على دفع الإيجار. خلال إحدى زياراتها، عاينت فيلمزن طفلا سوريا يبلغ من العمر 6 سنوات تعرض للضرب وسلب ما معه عندما كان يبيع مناديل ورقية في الشارع.
صورة من: DW/D. Cupolo
في محاولة لإنشاء مركز اجتماعي للاجئين يجدد يالسين يانك المبنى المهجور الذي يستعمله لدباغة الجلود. يقول ل DW "أساعد اللاجئين كما كنت أساعد العمال قبل سنوات عديدة، نحن ننشئ فضاء جماعيا لجعل اللاجئين يشعرون أنهم مرحب بهم. نريد رأب الصدوع التي خلفتها حكوماتنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
كريس دولينغ الذي يجوب شوارع حي باسمان، هو متطوع إيطالي إنجليزي يعمل مع يانك. يقول إن من المهم مساعدة اللاجئين ولكن دون مبالغة. "لا نريد أن يصير الناس معتمدين على المساعدة. نريد خلق مجموعات تساعد الناس على فهم واجباتهم وحقوقهم وتساعدهم أيضا على الاندماج في المجتمع، ليجدوا عملا ويبنوا حياتهم الخاصة".
صورة من: DW/D. Cupolo
"Mercy Corps" منظمة للمساعدات الإنسانية يمولها الاتحاد الأوروبي، افتتحت مؤخرا فرعا لها في إزمير حيث تسعى لمساعدة العلائلات اللاجئة التي تعيش أوضاعا صعبة من خلال برامج توزيع القسائم وتقديم المشورة.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم تظافر جهود الناشطين والمنظمات الإنسانية، فإن غالبية اللاجئين الذي يصلون إلى إزمير يأتون للبحث عن مهربين في مناطق مثل ساحة باسمانه التي تظهر في الصورة. "لا نستطيع منع الناس من التعاطي مع المهربين" كما يقول عفيف يلديز الملكف بالمشاريع في فرع منظمة "Mercy Corps" بإزمير. "الحل سياسي. نحن هنا لتقديم المساعدة لمن يعيشون في أوضاع صعبة".
صورة من: DW/D. Cupolo
الجزيرة اليونانية خيوس كما تظهر من مدينة جشمة التركية. نور شاهين أوغلو، متطوعة تعمل مع المنظمة الإنسانية "İmece İnisiyatifi " في جشمة، هي واحدة من السكان المحليين الذين يحاولون منع اللاجئين من ركوب القوارب التي تعبر بحر إيجه. "إذا كنت تريد أن تذهب، إذهب بطريقة آمنة" تقول. "قدم طلب اللجوء من تركيا واذهب في سفينة لائقة" .