ألمانيا- استياء من "التكتم" على سرقة بيانات مئات السياسيين
٥ يناير ٢٠١٩
مازالت عملية سرقة بيانات مئات السياسيين تتفاعل في ألمانيا، حيث أعربت أحزاب معارضة عن استيائها من "تكتم" الجهات المختصة بالأمن المعلوماتي على الأمر رغم اكتشافه منذ أسابيع، لكن هذه الجهات نفت ذلك مدافعة عن نفسها.
إعلان
تتواصل الانتقادات داخل ألمانيا للوكالة الاتحادية لأمن تقنية المعلومات (BSI) بعد عملية السطو الضخمة على البيانات الشخصية لمئات السياسيين الألمان، التي كُشف عنها أمس الجمعة (4 يناير/ كانون الثاني 2019).
وكانت متحدثة باسم الحكومة الألمانية قد ذكرت في مؤتمر صحفي أمس الجمعة أنه "تم نشر بيانات شخصية ووثائق تخص مئات من السياسيين والشخصيات العامة على الإنترنت" من بينهم المستشارة ميركل.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن وكالة أمن تقنية المعلومات كانت على علم بهذا الهجوم "السيبري" منذ أسابيع. بينما ذكر المكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم في ألمانيا (بي كي ايه) في رسالة لأعضاء البرلمان الألماني (البوندستاغ) أنه لم يعرف بالأمر إلا في ليل أمس الجمعة.
وقال مانويل هوفرلين، مقرر سياسة الرقمنة بالحزب الديمقراطي الحر (معارضة) إن المرء ليصاب بالعجب من السياسة المعلوماتية لوكالة أمن تقنية المعلومات وأنه "يجب على الوكالة تفسير تصرفها ومراجعته بشكل نقدي".
ومن جانبه أبدى ديتمار بارتش، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض، استيائة وقال "بالنظر إلى حجم سرقة تلك البيانات فإن عدم إخبار السلطات لقادة الأحزاب ورؤساء الكتل البرلمانية (بهذا الأمر) غير مقبول تماما. هل هناك شيء تتم التغطية عليه؟". وقال زميله في الحزب أندريه هان لشبكة "ألمانيا للتحرير الصحفي":ما يضايقني بشكل جنوني هو أنني أعرف (أولاً) مرارا وتكرارا بهذه الأشياء من الإعلام، وذلك رغم أنني عضو في لجنة الرقابة البرلمانية ولجنة الداخلية بالبوندستاغ".
وصرح أرنه شونبوم رئيس الوكالة الاتحادية لأمن تقنية المعلومات (BSI) لقناة "فونيكس" الإخبارية الألمانية "لقد عرفنا في مرحلة مبكرة جدا في ديسمبر/ كانون الأول وتكلمنا بالفعل وفقا لذلك مع أعضاء بالبرلمان متضررين (من الهجوم). كما بدأنا تدابير مضادة من بينها إرسال فرق خاصة لمساعدة الأشخاص المتضررين، ومن هنا كانت هناك بعض الإجراءات في وقت مبكر".
"هجوم على الديمقراطية"
ومن جهتها حذرت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية المحافظة في مقال افتتاحي اليوم السبت من أن سرقة ونشر بيانات أعضاء البرلمان الألماني يشكل "هجوما على البرلمان، وهجوما على الديمقراطية". وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من جوانب عملية السرقة غير معروفة حتى الآن، ومن يقف خلف عملية الاختراق هذه.
وتابعت أنه وكما هو الحال في مثل هذه المواقف، فإن الأدلة (على نشاط القراصنة) يتم تغطيتها بسهولة ولا يحصل المرء مطلقا على إجابة واضحة عمن يقف وراء عملية القرصنة. ويمكن ألا يتم على الإطلاق الوصول إلى المجرم أو المجرمين، لكنهم يحصلون على الفرصة لإثبات ما يمكن أن يقوموا به- وفي بعض الأحيان، يستطيعون حرفيا الحصول على ربح من الهجوم.
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ)
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.