ألمانيا: اعتقال خمسة أشخاص يشتبه أنهم يمينيون متطرفون
١٩ أبريل ٢٠١٦
الشرطة الألمانية تعتقل اليوم الثلاثاء خمسة أشخاص في بلدة فرايتال قرب مدينة دريسدن للاشتباه في تشكيلهم جماعة متطرفة من أقصى اليمين وتدبير هجمات إرهابية على نزل لاجئين باستخدام متفجرات والشروع في القتل العمد.
إعلان
أمر الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا والمكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم اليوم الثلاثاء (19 أبريل/نيسان 2016) بإلقاء القبض على خمسة إرهابيين مشتبه بهم في مدينة فرايتال من خلال مداهمة هناك. ووفقا للادعاء العام، هناك أربعة رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاما وامرأة 27 عاما. ويشتبه في هؤلاء الأشخاص بأنهم قاموا بتأسيس "جماعة فرايتال" الإرهابية اليمينية بالتعاون مع أشخاص آخرين وهاجموا نزل لاجئين وكذلك مشاريع سكنية لأصحاب آراء سياسية مختلفة. وقامت وحدات خاصة تابعة للشرطة الاتحادية بتفتيش الكثير من الشقق والمباني في ولاية سكسونيا.
وهناك اشتباه في أربعة من المتهمين بالشروع في القتل والتسبب في إصابة خطيرة. ويتم اتهامهم أيضا بأنهم كانوا مسؤولين عن انفجاريين وإلحاق أضرار بالممتلكات. ويتهم الادعاء العام الشخص الخامس بمحاولة التسبب في إصابة خطيرة. يشار إلى أن هناك ثلاثة أشخاص آخرين مشتبه بهم تم ايداعهم الحبس الاحتياطي بالفعل.
ووفقا للتحقيقات، كان الهدف من تأسيس "جماعة فرايتال" هو القيام بهجمات على نزل لاجئين ومشاريع سكنية لأشخاص يتبعون أفكارا سياسية مختلفة. ويتم اتهام أعضاء هذه الجماعة بالحصول على كمية كبيرة من المفرقعات من التشيك. ووفقا لبيانات الادعاء العام، قام أعضاء الجماعة بثلاثة هجمات باستخدام متفجرات في أيلول/سبتمبر 2015 في مدينة فرايتال وفي تشرين أول/أكتوبر 2015 في مدينة دريسدن وفي ليلة الأول من تشرين ثان/نوفمبر الماضي في فراتيال.
وكانت تقارير صحفية ذكرت اليوم أن الادعاء العام والمكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم قاموا بالتصدي لمجموعة من الإرهابيين اليمينيين المشتبه بهم في مدينة فرايتال من خلال حملة مداهمة تم شنها صباح اليوم. وأوضح موقع "شبيغل أونلاين" الإخباري في وقت سابق اليوم أنه تم إلقاء القبض على خمسة أشخاص مشتبه بهم خلال المداهمة. وذكر الموقع الإخباري أن الأمر يتعلق بالاشتباه في تكوين جماعة إرهابية يمينية والشروع في القتل.
في غضون ذلك، تجمهر عدد من أنصار ومعارضي حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) اليمينية المتطرفة صباح اليوم الثلاثاء أمام محكمة مدينة دريسدن الألمانية قبيل بدء محاكمة رئيس الحركة لوتس باخمان بتهمة التحريض على الكراهية. وحمل أنصار الحركة لافتات تدعو إلى تبرئة باخمان، بينما حمل المعارضون لافتات تطالب بإيداعه السجن. ويتهم الادعاء العام باخمان (43 عاما) بالإساءة إلى اللاجئين عبر تعليقات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في أيلول/سبتمبر عام 2014 والتحريض على الكراهية ضدهم. وفي حال الإدانة، قد يحكم على المتهم المدان من قبل في سوابق جنائية بالغرامة أو السجن لمدة تصل إلى خمسة أعوام.
ش.ع/ح.ح (د.ب.أ، أ.ف.ب)
رموز عديدة ومتنوعة - ومناهضة الإسلام القاسم المشترك
لئن تميزت أغلبية الألمان بالانفتاح وحب التنوع الثقافي، إلا أن البعض يرى في التعددية الثقافية والدينية وخاصة في الإسلام تهديدا يجب وقفه. جولة في الرموز التي تستخدمها الحركات اليمينية المتطرفة للتعبير عن مناهضتها للإسلام.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
استغلت الحركات المعادية للإسلام على غرار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) توافد مئات الآلاف من اللاجئين وأغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان لإثارة الخوف من "غزو المسلمين لألمانيا"، حيث اختارت صورة للمستشارة أنغيلا ميركل يحيط بها السواد وأسفلها شباب ذوو ملامح شرقية يصرخون: "قادمون يا أماه". وفي نهاية كلمة "Mutti" - التي تعني أمي - رُسم بدل نقطة هلال في إشارة إلى الإسلام.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
اليمينيون المتطرفون يرفضون التعددية الثقافية ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية، حيث يحمل أحد المتظاهرين هنا ضمن الاحتجاجات التي نظمتها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) في مدينة دريسدن الألمانية لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
"سكان ولاية سارلاند ضد السلفيين" - شعار يحمله متظاهرون ينتمون إلى حركة "هوليغانز ضد السلفيين"، وهي حركة تأسست من قبل "مثيري الشغب في الملاعب" ضد السلفيين، على حد قولهم، فيما يتهمها مراقبون بأنها مناهضة للإسلام والمسلمين ككل. هذه الحركة التي ذاع صيتها خلال مشاركتها في احتجاجات يمينية متطرفة في مدينة كولونيا عندما اشتبكت مع الشرطة يصنفها بعض المراقبين بأنها حركة عنيفة وذات ميول يمينية متطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مناهضة الإسلام في ألمانيا تتجلى أيضا في رفض البعض لبناء دور عبادة إسلامية مبررين ذلك بخوفهم من اندثار الثقافة الألمانية المسيحية. وما انفكت حركة "من أجل ألمانيا" (برو كولونيا) اليمينية المتطرفة، التي ظهرت منتصف التسعينات، تنظم احتجاجات ضد بناء المساجد، كانت أكبرها خلال عامي 2007 و2008 ضد بناء الجالية التركية لمسجد كبير على الطراز العثماني في مدينة كولونيا الألمانية.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
الشعارات المناهضة للإسلام لم تقتصر على الاحتجاجات اليمينية المتطرفة بل استخدمت أيضا خلال الحملات الانتخابية في الانتخابات المحلية التي شهدتها بعض الولايات الألمانية في مارس/آذار. هذ الملصق الانتخابي للحزب الألماني القومي (النازيون الجدد) يصور ثلاثة أفراد ذوي ملامح أجنبية: إفريقي على اليمين وامرأة محجبة في الوسط ورجل شرقي بعمامة وشارب طويل على بساط من الريح وكتب عليه "رحلة طيبة إلى أوطانكم".
صورة من: DW/M. El-Maziani
معاداة المسلمين من قبل اليمينيين المتطرفين في ألمانيا ليست جديدة وإن كانت ضمن معاداة الأجانب بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية. وقد كان الأتراك - أكبر جالية أجنبية ومسلمة بألمانيا - هدف الاعتداءات العنصرية، على ما تظهر هذه الرسوم والكتابات على أحد الجدران التي يعود تاريخها إلى عام 1992: حيث يصور ثلاثة أشخاص، أحدهم يمسك بعصا أو آلة حادة وهو يلاحق الآخرين وقد كتب عليها: "ارحلوا أيها الأتراك".
صورة من: Imago/Sommer
بعض أنصار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" فضل خلال أحد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة دريسدن الألمانية رفع الصليب في إشارة إلى المسيحية، الدين الذي تنتمي إليه الأغلبية في ألمانيا - للتعبير عن رفضهم للإسلام والمسلمين.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
كثيرا ما يحمل أنصار الحركات المناهضة للإسلام والمسلمين على غرار "برو كولونيا" أو "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) العلم الألماني لتأكيد رفضهم لكل ما لا ينتمي لألمانيا - متناسين أن هناك ألمانا من أصول عربية وتركية وغيرها وذوي انتماءات دينية متعددة يدينون أيضا بالولاء لألمانيا.