ألمانيا.. الآلاف يتظاهرون في هانوفر ضد النازيين الجدد
٢٣ نوفمبر ٢٠١٩
تظاهر الآلاف بمدينة هانوفر دعماً لحرية الصحافة وضد تهديدات اليمين المتطرف للصحفيين. وجاءت المظاهرة رداً على مسيرة للنازيين الجدد ضد الصحفيين. ورغم أن الشرطة كانت قد حظرت المسيرة إلا أن المحكمة الإدارية ألغت الحظر.
إعلان
تظاهر نحو سبعة آلاف شخص اليوم السبت (23 تشرين الثاني/نوفمبر 2019) في مدينة هانوفر، عاصمة ولاية سكسونيا السفلى، دعماً لحرية الصحافة ورفضاً لتهديدات اليمين المتطرف الموجهة ضد الصحفيين.
وشارك رئيس وزراء الولاية الاشتراكي الديمقراطي شتيفان فايل في المظاهرة التي نظمت تحت عنوان "التعددية بدلاً من لون واحد". وكتب فايل على تويتر: "آمل من الذين ينزلون اليوم بشكل سلمي إلى الشوارع (...) من أجل الصحافة الناقدة (...) وحرية الصحافة أن يظهروا أننا أكثر!".
وتم تنظيم المظاهرة رداً على مسيرة للحزب القومي الألماني اليميني المتطرف (حزب النازيين الجدد) للاحتجاج ضد الصحفيين المنتقدين له، شارك فيها وفقاً لبيانات الشرطة حوالي 110 أشخاص. وكان أنصار الحزب في الولاية قد نشروا أسماء عشرة صحفيين ينتقدون اليمينيين المتطرفين، وطالبوا بالخروج في مسيرة للاحتجاج ضدهم.
وعن المظاهرة التي خرجت ضد مسيرة اليمينيين المتطرفين، كتب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "في هانوفر يمكن رؤية ما ينطبق في جميع أنحاء ألمانيا: النازيون الجدد وصانعو الخوف الذين يحرضون ضد الصحفيين هم الأقلية"، وأضاف: "شكراً لكل من يحتج اليوم بشكل سلمي ضد هذه المسيرة التي لا قيمة لها".
وكانت إدارة شرطة هانوفر قد حظرت المظاهرة اليمينية بسبب "الخطر المباشر الذي تمثله على الأمن العام"، إلا أن حزب النازيين الجدد رفع دعوى ضد قرار الشرطة أمام المحكمة الإدارية التي أمرت بإلغاء الحظر.
وقدمت الشرطة دعوى طعن على الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا بالولاية فقررت هي الأخرى إلغاء الحظر. وبررت المحكمة قرارها بأن الحظر الكامل للمظاهرة ليس متناسباً مع الحدث. وقالت الشرطة إن الفعاليات الاحتجاجية ضد مسيرة الحزب اليميني مرت بصورة سلمية إلى حد كبير.
وحول قرار المحكمة قال رئيس وزراء الولاية شتيفان فايل إنه ليس من السهل بالنسبة له ولكثيرين أن يتقبلوا القرار حول السماح بمسيرة الحزب القومي المتطرف (حزب النازيين الجدد)، إلا أنه أكد أن القرار "يثبت أن قضاءنا المستقل يضمن حرية التعبير والتجمع للناس من جميع الآراء باستمرار".
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ، إ ب د، أ ف ب)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.