الائتلاف الحاكم بألمانيا يتفق على حزمة إجراءات لحماية المناخ
٢٠ سبتمبر ٢٠١٩
نجحت أطراف الائتلاف الحاكم في ألمانيا بعد اجتماع مارثوني استمر طوال الليل ومنتصف نهار الجمعة في تحقيق انفراجة فيما يخص حزمة إجراءات تهدف إلى حماية المناخ ومكافحة الانبعاث الحراري في النشاط اليومي في المجتمع.
إعلان
عقب مفاوضات استمرت 19 ساعة، تمكن قادة الائتلاف الحاكم في ألمانيا، الذي يضم التحالف المسيحي المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي، اليوم الجمعة (20 أيلول/ سبتمبر 2019) من تحقيق انفراجة في مفاوضاتهما حول تكثيف جهود حماية المناخ.
وتوصلت لجنة الائتلاف الحاكم إلى الاتفاق على حزمة إجراءات شاملة لحماية المناخ بصورة أكبر في ألمانيا تُقدر إجمالي تكلفتها بأكثر من 50 مليار يورو، وهو الاتفاق الذي دعمه مجلس الوزراء المصغر المعني بشؤون حماية المناخ.
وذكرت مصادر من الائتلاف الحاكم أن تمويل هذه الإجراءات لن يتم عبر إدخال ديون جديدة إلى الموازنة العامة، أو عبر ما يُعرف باسم السندات الخضراء.
ولم يتخذ المجلس المصغر يتخذ قراراً رسمياً، حيث من المنتظر اتخاذ هذا القرار يوم الأربعاء المقبل عقب عودة ميركل من قمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك.
ما هي الإجراءات؟
وذكرت مصادر مشاركة في المفاوضات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن قادة الائتلاف اتفقوا على حظر إنشاء أنظمة تدفئة جديدة تعمل بالوقود بحلول عام 2026.
وبحسب البيانات، فإن من سيقوم بتحويل نظام تدفئته القديم بأنظمة صديقة للبيئة، سيُجرى دعمه في تكاليف التحويل بنسبة تصل إلى 40%. واتفق قادة الائتلاف على تسعير الانبعاثات الكربونية الضارة بالمناخ في النقل والمباني عبر تداول شهادات الكربون.
وسيبدأ تطبيق هذا الإجراء بحلول عام 2021 ، لترتفع أسعار البنزين والديزل في ذلك الحين بمقدار 3 سنتات، حتى يصل مقدار الارتفاع إلى 10 سنتات بحلول عام .2026
كما اتفق الائتلاف على زيادة بدل الانتقالات عبر وسائل المواصلات العامة اعتبارا من عام .2021
ومن المقرر أيضاً زيادة قيمة الإعفاء في ضرائب الدخل على الانتقالات بالمواصلات العامة من 30 إلى 35 سنت لكل كيلومتر بعد مسافة 21 كيلومترا، كما يعتزم الائتلاف خفض ضريبة القيمة المضافة على تذاكر القطارات وزيادة ضرائب النقل الجوي اعتبارا من مطلع العام المقبل.
ومن المنتظر أن تعلن ميركل ونائبها أولاف شولتس وأعضاء من لجنة الائتلاف الحاكم استراتيجية المناخ خلال مؤتمر صحفي في وقت لاحق اليوم.
ميركل تتعهد
من جانبها، تعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لآلاف المتظاهرين من أجل حماية المناخ في ألمانيا بمراجعة دورية من الحكومة الألمانية لإجراءات حماية المناخ بغرض تحسين سياسة حماية المناخ.
وقالت ميركل عقب مشاورات استغرقت أكثر من 20 ساعة حول استراتيجية الائتلاف الحاكم بشأن تحسين حماية المناخ، إن حقيقة أن الحكومة لن يكون بمقدورها، على الأرجح، تحقيق الأهداف التي وضعتها لحماية المناخ بخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 40% بحلول عام 2020، لها تبعاتها.
وذكرت ميركل إنه بإمكانها تفهم شكوك كل منتقد لا يصدق أن الحكومة الألمانية ستحقق هدفها بخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 55% بحلول عام 2030، مضيفة أنه لهذا السبب لم ينه مجلس الوزراء المصغر المختص بشؤون حماية المناخ عمله، بل سيراجع سنويا، بدعم من مجلس خبراء، تحقيق هذه الأهداف.
وقالت ميركل إنه سيُجرى، عقب ذلك، تقرير كيفية إعادة ضبط هذه الإجراءات وتحسينها، معتبرة هذه الآلية ضمانا "لتحقيق هذه الأهداف تدريجيا".
بالصور .. مدن صديقة للبيئة حول العالم
تتجه مدن كثيرة إلى اتخاذ إجراءات للتخفيف من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون السيئة، التي تؤدي إلى تغيير المناخ في العالم. هذه مجموعة من تلك المدن التي حققت نجاحاً حتى الآن باستخدام الطاقة البديلة لتكون صديقة للبيئة.
صورة من: AFP/Getty Images/J. Edelson
تطمح كوبنهاغن، عاصمة الدنمارك، في أن تصبح أول عاصمة خالية من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2025. إذ تمكنت من تخفيض انبعاثات هذا الغاز بمقدار النصف منذ عام 1995، وذلك بفضل وسائل التنقل الصديقة للبيئة، حيث توجد مناطق كبيرة خالية من السيارات، ووسائل نقل عام عالية الجودة، ومرافق خاصة لركوب الدراجات الهوائية.
صورة من: DW/E. Kheny
تملك العاصمة الأيسلندية ريكيافيك إمدادات متجددة من الحرارة والكهرباء - خاصة من الطاقة المائية والطاقة الحرارية الأرضية. حيث تم توصيل 95 في المائة من المنازل بشبكة تدفئة مركزية. كما تهدف المدينة إلى جعل جميع وسائل النقل العام خالية من الوقود الأحفوري بحلول عام 2040، بالإضافة إلى أنها تشجع السكان بشدة على الاستغناء عن سياراتهم.
صورة من: picture-alliance/U. Bernhart
في كوريتيبا، ثامن أكبر مدينة في البرازيل، يعتمد حوالي 60 في المائة من السكان على شبكة حافلات النقل، بالإضافة إلى وجود 250 كيلومتراً من ممرات الدراجات الهوائية تحت تصرفهم، فضلاً عن الشارع الرئيسي للمشاة (روا داس فلوريس). يقدم الحزام الأخضر لكوريتيبا حماية طبيعية ضد الفيضانات، غير أن نموها السكاني السريع يضع طموحاتها الخضراء تحت الضغط.
صورة من: picture alliance/GES/M. Gilliar
في عام 2016، أصدرت مدينة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة قانوناً ينص على أنه يجب على جميع المباني الجديدة تخصيص مساحة لألواح توليد الطاقة الشمسية على الأسطح – وبذلك تكون أول مدينة أميركية كبرى تقوم بهذه الخطوة. كما حظرت استخدام الأكياس البلاستيكية منذ عام 2007، وأدخلت برنامجاً لفصل النفايات الغذائية في عام 2009. إضافة إلى ذلك، فإن غالبية حافلاتها لا تصدر أي انبعاثات.
صورة من: AFP/Getty Images/J. Edelson
كانت فرانكفورت، المركز المالي في ألمانيا، إحدى المدن التي تبنت خارطة طريق نحو توفير الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المائة بحلول عام 2050، إذ يجب على المباني الجديدة أن تتبع إرشادات صارمة حول كفاءة الطاقة، وتم حظر مواد البناء المثيرة للجدل مثل (PVC)، وقد خفضت نفاياتها بشكل كبير، وذلك بفضل نظام حديث لإدارة النفايات. لدى فرانكفورت أيضاً خطط مستقبلية طموحة للتنقل الإلكتروني.
صورة من: CC BY Epizentrum 3.0
تحاول فانكوفر في كندا أن تصبح أكثر المدن خضرة في العالم بحلول عام 2020. وحتى ذلك الحين، تسعى إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 33 في المائة مقارنة بعام 2007. تأتي الكهرباء في المدينة بالكامل تقريباً من السدود الكهرومائية، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى الابتعاد عن الغاز الطبيعي والنفط للتدفئة والنقل. الهدف من ذلك هو تقليل الآثار البيئية للفرد الواحد بنسبة 33 في المائة.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com/A. Chin
وصفت كيغالي في رواندا بأنها أنظف مدينة في أفريقيا، إذ تخطط لتطوير ممرات المشاة،ومرافق ركوب الدراجات. كما أن الأكياس البلاستيكية محظورة فيها، ويقضي المواطنون يوماً كل شهر في تنظيف المدينة، حيث من النادر العثور على القمامة.
صورة من: Imago/robertharding
تحصل لوبليانا، عاصمة سلوفينيا، على كل طاقتها الكهربائية من الطاقة الكهرومائية. ويصب تركيزها الأكبرعلى شبكات النقل العام والمشاة وركوب الدراجات الهوائية. كما حظرت السيارات في وسط المدينة، وكانت أول مدينة أوروبية تهدف إلى التخلص نهائياً من النفايات، حيث تقوم بإعادة تدوير أكثر من 60 في المائة – أحد أعلى المعدلات في أوروبا. إيرين بانوس رويز/ ريم ضوا.