ألمانيا: السجن مدى الحياة لسوري أدين بتنفيذ "هجوم زولينغن"
ابتسام فوزي رويترز، أ.ف.ب
١٠ سبتمبر ٢٠٢٥
قضت محكمة ألمانية بسجن سوري ينتمي لتنظيم "الدولة الإسلامية" بعد إدانته بتهمة قتل ثلاثة أشخاص في عملية طعن استهدفت رواد مهرجان صيفي في مدينة زولينغن، في واقعة كان لها تبعات سياسية واجتماعية في البلاد.
بدا الرجل، الذي اعترف للسلطات عند اعتقاله، نادما في بداية المحاكمة في مايو أيار، وقال للمحكمة إنه "يتحمل عبء الذنب الثقيل". لكنه تبنى في وقت لاحق موقفا أكثر تحديا، قائلا إن هجومه كان مبررا بسبب مبيعات ألمانيا من الأسلحة لإسرائيل خلال الحرب في قطاع غزةصورة من: Ina Fassbender/AFP
إعلان
أدانت محكمة ألمانية سوريا بتهمة تنفيذ هجوم طعن مستوحى من أفكار تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2024 خلال مهرجان في مدينة زولينغن غرب البلاد أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 10 آخرين، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة.
أدى الهجوم إلى قلب الحملة الانتخابية التي سبقت الانتخابات العامة لهذا العام، مما دعم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف وساهم في قرار المستشار الحالي فريدريش ميرتس بتشديد
وقال ممثلو الادعاء العام إن الرجل، المولود في سوريا عام 1998، استهدف „مهرجان التنوع" في زولينغن اعتقادا منه أن "الكفار" سيتواجدون هناك.
تواصل مع تنظيم "الدولة الإسلامية"
وقبل الهجوم الذي وقع في 23 أغسطس آب 2024، كان الرجل على اتصال مع أحد مسؤولي تنظيم "الدولة الإسلامية" عبر تطبيق تيليغرام للتراسل، وسجل مقطعا مصورا يعلن فيه مبايعته للتنظيم.
هجوم زولينغن
26:04
This browser does not support the video element.
ووفقا للمحققين، فقد اقتحم الرجل المكان حيث كان الحشد وطعن الناس حوله عشوائيا بعنف مستهدفا رقاب المارة والجزء العلوي من أجسادهم. وأخبر مستشارا عينته المحكمة أنه اضطر هو نفسه للفرار من تنظيم الدولة الإسلامية في 2013، خلال الحرب الأهلية السورية. وكان واحدا من مئات الآلاف الذين هاجروا بسبب النزاع، ووصل إلىألمانيافي
2022.
بدا الرجل، الذي اعترف للسلطات عند اعتقاله، نادما في بداية المحاكمة في مايو أيار، وقال للمحكمة إنه "يتحمل عبء الذنب الثقيل". لكنه تبنى في وقت لاحق موقفا أكثر تحديا، قائلا إن هجومه كان مبررا بسبب مبيعات ألمانيا من الأسلحة لإسرائيل خلال الحرب في قطاع غزة، وإنه لا يستطيع تحمل رؤية الناس في ألمانيا يرقصون بينما يُقتل الأطفال الفلسطينيون.
ألمانيا واللاجئون.. كيف تغير الحال منذ الترحيب الكبير في 2015؟
أغلبية الألمان كانت في عام 2015 مع استقبال اللاجئين ومنحهم الحماية. ولكن الأمور لم تستمر كذلك، حيث تراجعت نسبة التأييد للاجئين بشكل متسارع اعتباراً من مطلع عام 2016. نستعرض ذلك في هذه الصور.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
ميركل وعبارتها الشهيرة
"نحن قادرون على إنجاز ذلك". عبارة قالتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في هذا المؤتمر الصحفي للحكومة، الذي عقد بتاريخ 31 أغسطس/آب 2015. لم تكن تعرف حينها أن الجملة ستدخل التاريخ الألماني الحديث، وتسبب استقطاباً في البلاد، ويتحول الرأي العام الألماني من مرحب بنسبة كبيرة باللاجئين، إلى تناقص هذه النسبة بمرور السنوات.
صورة من: Imago/photothek/T. Imo
تأييد كبير لاستقبال اللاجئين
حتى مع ارتفاع أعداد طالبي اللجوء إلى ألمانيا من حوالي 41 ألف طلب لجوء في عام 2010 إلى 173 ألف طلب لجوء في 2014، كانت الأغلبية الساحقة من الألمان، في مطلع عام 2015، مع استقبال اللاجئين وتقديم الحماية لهم.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
أول محطة ترحيب
صيف وخريف 2015 شهد ذروة موجة اللجوء الكبيرة. فبعد أخذ ورد على المستوى السياسي الألماني، ومع الدول الأوروبية المجاورة، سمحت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بدخول طالبي اللجوء إليها. مئات الآلاف دخلوا البلاد خلال أسابيع قليل. وظهرت صور التعاطف معهم من جانب السكان الألمان. وكان ذلك واضحاً للعيان في محطات القطارات وفي مآوي اللاجئين.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
التأييد حتى على مدرجات الملاعب
وحتى على مدرجات ملاعب كرة القدم، في مباريات الدوري الألماني (بوندسليغا)، شاهد العالم عبارات الترحيب باللاجئين، كما هنا حيث رفعت جماهير بوروسيا دورتموند هذه اللافتة العملاقة بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين أول 2015.
وبالمجمل وصل إلى ألمانيا خلال عام 2015 وحده حوالي 890 ألف طالب لجوء.
صورة من: picture-alliance/G. Chai von der Laage
الرافضون لاستبقال اللاجئين أقلية في 2015
بنفس الوقت كان هناك رافضون لسياسة الهجرة والانفتاح على إيواء اللاجئين، وخاصة من أنصار حركة "بيغيدا" (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، الذين كانوا يخرجون في مسيرات، خصوصاً في شرق البلاد، للتعبير عن رفضهم لاستقبال اللاجئين. كما كانت تخرج مظاهرات مضادة لحركة "بيغيدا" وداعمة لاستقبال اللاجئين.
صورة من: Reuters/F. Bensch
ليلة الانعطاف الكبير
وبقي الرأي العام منفتحاً على استقبال اللاجئين حتى ليلة حاسمة، مثلت علامة فارقة في قضية الهجرة واللجوء في ألمانيا. فبينما كان العالم يودع عام 2015 ويستقبل 2016، والاحتفالات السنوية تقام أيضا في المدن الألمانية، وردت أنباء متتالية عن عمليات تحرش بالكثير من الفتيات في موقع احتفال برأس السنة في مدينة كولن (كولونيا). أكثر من 600 فتاة تعرضن للتحرش والمضايقات.
صورة من: DW/D. Regev
تعليق لم الشمل لحملة الحماية المؤقتة
من تلك اللحظة بدأ المزاج العام في التغير وأخذ حجم التأييد لاستقبال اللاجئين يتراجع في الرأي العام الألماني. وبدأ التشديد في قوانين الهجرة واللجوء، كتعليق لم الشمل لمدة عامين للاجئي الحماية الثانوية (المؤقتة)، بموجب القانون الذي صدر في ربيع عام 2016، والذي صدر في عهد وزير الداخلية آنذاك توماس دي ميزير.
صورة من: Getty Images/AFP/J. McDougall
الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين 2016
وقبل أن يودع الألمان عام 2016 بأيام قليلة، أتت كارثة جديدة صدمت الرأي العام: هجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في العاصمة برلين، نفذه اللاجئ التونسي سميح عمري. 13 إنسان فقدوا حياتهم في الهجوم، وأصيب 63 آخرون. حصيلة مؤلمة ستترك ندوباً في المجتمع.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب البديل يدخل البرلمان للمرة الأولى
استفاد من هذه الأحداث حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المناهض لسياسة الهجرة واللجوء الحالية والرافض لاستقبال اللاجئين كلياً. ليدخل الحزب البرلمان الألماني لأول مرة في تاريخه، محققاً المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي أقيمت في سبتمبر/أيلول 2017، بنسبة 12.6 بالمئة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
استمرار الاستقطاب
شهدت السنوات اللاحقة استمرار الاستقطاب في المجتمع، خصوصاً مع بعض الهجمات التي نفذها لاجئون، بدوافع إرهابية. أمر قلص الدعم الشعبي للهجرة. إلى أن تراجعت الشعبية، وبات قرابة ثلثي الألمان في استطلاعات الرأي يريدون استقبال أعداداً أقل من اللاجئين أو وقف استقبالهم كلياً.