ألمانيا- "العشائر الإجرامية".. الواقع والأحكام المسبقة!
٣٠ أغسطس ٢٠٢١
مصطلح "العائلات العربية الكبيرة" إشكالي وحوله خلاف كبير في ألمانيا. ماذا يعني ذلك وما حقيقة ما ينسب إليها والأحكام المسبقة بحق أفرادها؟ دراسة حديثة حول ذلك توصلت إلى نتائج محددة. فما حقيقة الأمر؟
إعلان
"عائلة رمو التي تسكن في برلين، وذات أصول عربية مهاجرة، جزء منها ينسب إلى العائلات الإجرامية": هكذا يبدأ مقال مفصل عن هذه العائلة في موقع "ويكيبيديا". ومنذ حادثة "القبو الأخضر" في متحف دريسدن عام 2019 وسرقة تحف فنية لا تقدر بثمن، أصبح اسم هذه العائلة "رمو" معروفا جدا في وسائل الإعلام الألمانية، واعتقال أي فرد منها يصبح عنوانا للصحف مثل صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار والتي كان أحد العناوين الرئيسية لعددها الصادر في 19 آب/ أغسطس 2021: "اعتقال فرد من عائلة رمو في برلين".
وكل من يحمل هذا الاسم "رمو" سواء أكان من هذه العائلة أم لا أو على صلة قرابة مع أحد المشتبه بهم أم لا، فإنه يواجه مشاكل. ويقول الباحث السياسي محمود جرابعة "كُتب الكثير عن هذه العائلة، ولكن في الحقيقة هناك أكثر من عائلة تحمل هذا الاسم في ألمانيا". ويجري جرابعة منذ سنوات أبحاثا عما يعرف بـ "ظاهرة العشائر والعائلات الكبيرة"، وقد أعد مؤخرا دراسة عن ذلك. ويرى أن مثلا رمو نموذجا لذلك: إذ أنه "إشكالي جدا" رسم صورة للمشهد الإجرامي اعتمادا على اسم العائلة أو على أساس الأصل القومي: عربي، كردي أو تركي!
أيضا الباحثة في علم الإجرام، دانيلا هونولد، ترفض تصنيفات مثل "العشيرة" أو "عائلة كبيرة"، لأن ذلك يقود إلى التركيز على مجموعة إثنية معينة وبالتالي يؤدي إلى التمييز. وإذا تم استخدام مصطلح "العشيرة" بالمعنى الواسع للكلمة، يستطيع المرء سحبها على كل الهياكل الاجتماعية الممكنة بعيدا عن الإشارة إلى أي مكون إثني. وتقول هونولد "يمكن الإشارة إلى عائلة شليكر الألمانية كعشيرة/ عائلة كبيرة، والتي كانت متورطة بأنشطة إجرامية معينة".
أحكام مسبقة اعتمادا على الاسم
رجل الأعمال الألماني المعروف، أنطون شليكر، مؤسس سلسلة عالمية لمحلات العطارة وبيع مواد النظافة والعناية "شليكر"، تم الحكم عليه عام 2017 بالسجن عامين مع وقف التنفيذ، بعد إدانته بارتكاب جرم الإفلاس المتعمد. كما حكم على ابنه لارس وابنته مايكه بالسجن 33 شهرا. إن التاريخ المخزي لهذه العائلة "شليكر" الفاشلة، من غير المحتمل أن ينعكس بشكل سلبي على الذين يحملون نفس هذا الاسم الألماني ولا علاقة لهم بهذه العائلة وأفعالها.
لكن الأمر مختلف حين يتعلق الأمر بذوي الأصول المهاجرة واسم مثل "رمو". ألكسندر فيرنر، مدرس علم الإجرام في المعهد العالي للشرطة والإدارة العامة بولاية شمال الراين ويستفاليا، يذكر مثالا آخر: اسم "ميري" الذي يتم ربطه بالجريمة المنظمة "ما يشير إلى حد ما وكأن كل العائلة مجرمة"، يقول فيرنر ويحذر من التسرع في الحكم، ويذكر عنوانا كمثال على ذلك: "رصاص في برلين- مجددا شجار بين العشائر"، وهو ما استخدمته وسائل إعلام كبيرة مرات عديدة، وفي النهاية حين سلم المجرم نفسه تبين أنه "ألماني بحت" أبا عن جد، يقول فيرنر.
"نعم أنا مجرم"!
لكن الباحثان ألكسندر فيرنر ودانيلا هونولد، لا يتوانيان عن الإشارة إلى الهياكل العائلية في الوسط الإجرامي لذوي الأصول المهاجرة. وهذا ما يشير إليه الباحث محمود جرابعة بوضوح، والذي يقول في دراسته "قابلت أشخاصا متورطين في أنشطة إجرامية أو يرونها (الجريمة) مهنة لهم" ويقول احدهم بفخر "أنا مجرم"، ويرى بعض هؤلاء أن الابتزاز وأخذ المال مقابل "الحماية"، هو مثل الأجور التي تتقاضها شركات الأمن الخاصة مقابل الحماية التي توفرها!
ويشير جرابعة في دراسته إلى أن أقلية صغيرة من أفراد العائلات الكبيرة متورطة في الجريمة ولديها تصورات إجرامية. وهذه الأقلية تحظى باهتمام الإعلام والسلطات الرسمية! "وبالتالي هناك تباين واضح بين أفراد العائلات الكبيرة الذين ارتكبوا فعلا جرائم، ورد فعل وتصنيف وسائل الإعلام والشرطة".
ازدياد التعاون مع الشرطة
ضابط الشرطة والمدرس الأكاديمي، ألكسندر فيرنر، يؤكد هذه النتيجة، ولكنه يناقض الأمر السائد بأن العائلات الكبيرة والعشائر في عزلة شديدة، ويقول إن "العزلة" في تراجع مستمر. وحسب متابعته، فإن التعاون مع الشرطة إيجابي وفي تقدم مستمر بولاية شمال الراين ويستفاليا أيضا، ويقول "هناك تقريبا يوميا بلاغات من أفراد الجماعة ضد أفراد آخرين من نفس الجماعة" فهناك إذن شهود عيان من نفس الوسط.
وفي حوار مع DW أعرب محمد شحرور من مبادرة "لا شبهة عامة" في برلين، عن ارتياحه لنتائج الدراسة الحديثة، ولكنه يرى أنه لا يزال هناك مجال لمزيد من التطور الإيجابي. وهو يعرف ماذا يعني تصنيفك بسبب مظهرك، وقد خبر ذلك بنفسه حين كان مراهقا، إنه كان يرغب حين ذاك أن يصبح شرطيا، لكنه تخلى عن الفكرة، لأن أحدهم قال "علي أن أغير اسمي أو أذهب إلى ولاية أخرى".
ويسمع شحرور من خلال عمله التطوعي بشكل دائم قصصا عن التمييز، وقد أشار إلى ذلك هو أيضا في شهر مايو/ أيار الماضي لدى تقديم "تقرير الحقوق الأساسية لعام 2021" في برلين، وهو عبارة عن جردة حساب نقدية حول مثالية وواقع الدستور في ألمانيا.
ويأمل شحرور بعد نشر الدراسة الحديثة عن "العشائر" أن يكون لها "انعكاس على السياسة" أيضا، حيث أصبح الآن هناك سند علمي "للنقاش المشحون بالمشاعر والمزاجية" حول مصطلح "العشيرة" الذي يقوم على أساس ضعيف وكل الأمر "غامض وغير ممكن" أصلا، يقول محمد شحرور (27 عاما) اللبناني الأصل المولود في برلين.
مارسيل فورستناو/ ع.ج
كنوز "القبو الأخضر" صنفت ضمن لائحة أبرز السرقات الفنية في التاريخ
في عملية أمنية ضخمة وبعد عام من الملاحقة تمكنت الشرطة الألمانية يوم الثلاثاء 2020.11.17 من إيقاف مشتبه بهم في عملية سطو لافتة تعرض لها متحف في دريسدن بشرق ألمانيا، وأسفرت عن سرقة حليّ تاريخية تقدر قيمتها بنحو مليار يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hiekel
نفذت السلطات الألمانية المختصة 18 مداهمة لـ"شقق ومرائب ومركبات" تجري حاليا، خصوصا في برلين، في محاولة لاسترجاع القطع المسروقة خلال عملية السطو علىة متحف القبو الأخضر بدريسدن. وعبّأت السلطات 1638 شرطيا في هذه العملية التي تشهدها مناطق ألمانية عدة، وفق بيان للنيابة العامة الألمانية. وفي العام الماضي استحوذ منغذدو عملية السطو على حوالى عشرة قطع تضم في المجموع "مئات" الماسات بينها قطعة من 49 قيراطا.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
في نوفمبر تشرين ثاني 2019 اقتحمت مجموعة من اللصوص متحف "القبو الأخضر" في قصر مدينة دريسدن الألمانية. ومن بين القطع المسروقة حسب المعلومات التي أدلت بها الشرطة "وسام النسر البولندي الأبيض" المرصع بالألماس والياقوت والذهب والفضة (من تصميم جان جاك بالارد 1746 – 1749). وهو من مجوهرات ما يُعرف بـ"المجموعة الماسية الحديثة" التي تعد أثمن مجموعة مجوهرات من عهد الملكية الساكسونية البولندية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jürgen Karpinski/Grünes Gewölbe/Polizeidirektion Dresden
كم بين المسروقات واحدة من البروشات الملكية الشهيرة. والتي كانت تضعها سيدات البلاط في نهاية القرن الثامن عشر للإشارة إلى أنها من مجوهرات العرش. في عام 1782 أمر ملك ساكسونيا فريدريش أوغسطس الثالث بتصنيع الدبوس وترصيعه بالألماس لزوجته أمالي أوغسطا وذلك بعد أن وضعت مولودها الأول. دبوس الصدر هذا مرصع بـ 51 ماسة من الحجم الكبيرو611 صغيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Grünes Gewölbe/Polizeidirektion Dresden
ومن المسروقات أيضاً هذا العقد ومعه مئة وسبع وسبعون لؤلؤة ساكسونية. هذه اللآليء تم اصطيادها في مياه منطقة فوغت لاند الساكسونية التي يشكل نهر إلستر الأبيض مركزها. صيد اللؤلؤ كان في ذلك العهد شأن تابع للبلاط، بمعنى أن كل الإيرادات من صيد اللؤلؤ كانت تصب في خزينة حاكم ساكسونيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jürgen Karpinski/Grünes Gewölbe/Polizeidirektion Dresden
ومن المسروقات أيضاً هذا العقد المصنع من 177 لؤلؤة ساكسونية، اُصطيدت من مياه منطقة فوغت لاند في ساكسونيا التي يقطعها نهر "إلستر الأبيض". كان صيد اللؤلؤ في ذلك العهد من شؤون البلاط، بمعنى أن إيراداته كانت تورد إلى خزينة حاكم ساكسونيا. اللصوص كسروا زجاج الواجهة بفأس ليتمكنوا من الوصول إلى المجوهرات ومن جملتها دبوس الشعر الذي يظهر في الصورة والمصمم على شكل الشمس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Grünes Gewölbe/Polizeidirektion Dresden
سجل متحف "بوده" في العاصمة الألمانية برلين عام 2017 سرقة عملة نقدية ذهبية يبلغ وزنها 100 كيلوغرام يُقدر ثمنها بأربعة ملايين دولار. وكشفت التحقيقات أن الجناة ينتمي ثلاثة منهم إلى عائلة عربية معروفة ذات صلة بالجريمة المنظمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Mettelsiefen
تعرضت لوحة الموناليزا الشهيرة للفنان ليوناردو دافنشي للسرقة عام 1911، حين قام رجل إيطالي يدعى فينشينزو بيروجي بسرقتها من متحف اللوفر بباريس، إذ تمكّن من إخفائها في ملابسه مرتدياً زي طاقم العمل في المتحف. غير أن اللوحة ظهرت من جديد عام 1913 حين أبلغ تاجر إيطالي الشرطة مباشرة عقب التعرف على اللوحة.
صورة من: picture alliance/Mary Evans Picture Library
لم تُسرق لوحة رامبرانت "جاك دي غين الثالث" مرة واحدة فقط، بل أربع مرات في أعوام 1966 و1973 و1981 و1986. لذلك لقبت بـ"اللوحة المسروقة". ولحسن الحظ، استعيدت بعد كل سرقة.
صورة من: picture-alliance/akg-images
أثارت عملية السطو على 13 لوحة من متحف إيزابيلا ستيوارد غاردنر الاهتمام الدولي عام 1990. اقتحم لصان متنكران بزي الشرطة المتحف في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة وأزالوا اللوحات ومن ضمنها لوحة "Chez Tortoni" لإدوارد مانيت و"Concert" ليوهانس فيرمير (في الصورة). وما زالت الإطارات الفارغة معلقة على الجدران.
صورة من: Gemeinfrei
عام 1991 استطاع رجل الاختباء في دورة المياه بمتحف فان غوخ بأمستردام. وبمساعدة حارس المتحف تمكن من سرقة 20 لوحة فنية، من ضمنها لوحة رسمها فان غوخ لنفسه. غير أن الشرطة استطاعت أن تستعيد اللوحات بعد ساعة واحدة فقط من عملية السرقة، وألقت القبض على اللصوص بعد عدة أشهر من العملية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Van Weel
قُدرت قيمة لوحة ليوناردو دافنشي (العذراء تغزل النسيج)، التي سرقت من القلعة الاسكتلندية عام 2003، بحوالي 70 مليون يورو. دخل رجلان كسائحين إلى المعرض وتغلبوا على حارس الأمن في قلعة "دروملانريغ" وهربوا باللوحة الثمينة. وظلت مختفية حتى عام 2007.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 2004 سُرقت لوحتا "الصرخة" و"مادونا" للفنان إدوارد مونش في أوسلو بالنرويج، حيث اقتحم لصان مسلحان متحف مونش أمام أعين العديد من الزوار وسرقا اللوحتين. لكن الشرطة تمكنت من استعادتهما، ولكن ليس قبل أن يلحق بلوحة "الصرخة" ضرر كبير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Munch Museum Oslo
في عام 2008 سطا لصوص مسلحون على لوحات قدرت قيمتها بـ180 مليون فرنك سويسري (182 مليون دولار) من مجموعة "بورله" في زيوريخ بسويسرا. لوحة "الولد بالسترة الحمراء" لبول سيزان ولوحة "لودفيك ليبك وبناته " لإدغار ديغا و"تفتّح أغصان الكستناء" لفان غوخ، و "حقل الخشخاش قرب فيتويل" لكلود مونيه (في الصورة). ولحسن الحظ تم استعادت جميع تلك اللوحات بنجاح.
صورة من: picture-alliance/akg-images
ومؤخراً في آذار/ مارس 2017، سُرقت قطعة نقدية ذهبية يبلغ وزنها مائة كيلوغرام من متحف "بوده" ببرلين. قدرت قيمة العملة المادية المحضة بأربعة ملايين دولار، ومن المرجح أن اللصوص دخلوا إلى المتحف من النافذة. يُذكر أن القطعة النقدية كندية الأصل يبلغ ارتفاعها 53 سنتيمتراً وسماكتها ثلاثة سنتيمترات، ونُقش على جانبها صورة الملكة إليزالبيث الثانية. إنيس إيزيليه/ ريم ضوا/ م.م