ألمانيا- القبض على المتهم بتنفيذ هجوم الطعن في دويسبورغ
٢٣ أبريل ٢٠٢٣
بعد أيام من البحث ألقت الشرطة القبض على المتهم بتنفيذ هجوم في صالة رياضية للياقة البدنية في مدينة دويسبورغ الألمانية، وقد أعلنت السلطات أنه سوري الجنسية. كما أعلن الممثل الكوميدي الألماني- المغربي عبد الكريم أنه بخير.
إعلان
ألقت السلطات الألمانية ليلة السبت/الأحد الماضية القبض على شخص مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي في صالة للياقة البدنية بمدينة دويسبورغ غربي البلاد.
وصرح الادعاء العام الألماني في رد على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن هذا الشخص سوري الجنسية ويبلغ من العمر 26 عاما.
وأدى الهجوم الذي قالت السلطات إنه نُفذ بـ "سلاح طعن أو قطع" إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح خطيرة. ويعاني شخص واحد من إصابات تهدد حياته. وقالت متحدثة باسم مكتب المدعي العام لـ (د.ب.أ) اليوم الأحد (23 أبريل/ نيسان 2023) إن الثلاثة الآخرين خضعوا لعمليات جراحية طارئة، وأضافت: "نحقق بأقصى سرعة ويجري استجواب المزيد من الشهود".
الممثل الكوميدي عبد الكريم بخير
وبعد وقوع الهجوم مساء الثلاثاء، انتشرت شائعات بأن الممثل الكوميدي الألماني المغربي الأصل، عبد الكريم بين الضحايا وأنه أصيب أيضا أثناء الهجوم.
لكن في ظهر اليوم التالي للحادث، أعلن عبد الكريم (41 عاما) عبر حسابه على إنستغرام أنه بخير:
وقال "شكرا لسؤالكم. لحسن الحظ أني نجوت من حادث الطعن في صالة اللياقة البدنية في دويسبورغ". وأضاف "صحيح أني كنت البارحة (الثلاثاء) أمارس الرياضة، لكنني غادرت صالة اللياقة البدنية بحوالي 20 دقيقة قبل وقوع الهجوم. إنني بخير".
وكانت السلطات شرعت منذ أول أمس الجمعة في البحث عن المشتبه به باستخدام صور حصلت عليها من كاميرا مراقبة. من جانبها، أوضحت ممثلة الادعاء العام في دويسبورغ، جيل ماك كولر، أن عملية القبض على المشتبه به تمت بعد منتصف الليل بقليل مشيرة إلى أن المشتبه به سيتم عرضه على قاضي التحقيق غدا الاثنين.
ولم تعلن السلطات الألمانية عن المزيد من التفاصيل والخلفيات حول عملية اعتقال المشتبه به. وأفادت صحيفة "بيلد" أن الضحايا صرحوا بأنه لا تربطهم اي صلة بالمهاجم. وكانت تصريحات أدلت بها كولر أمس السبت أفادت باستمرار وجود خطر على حياة الشخص (21 عاما) الذي يُعْتَقَد أنه كان المستهدف بالهجوم وذلك وفقا للوضع الحالي للتحقيقات.
وفيما يتعلق بالمجني عليهم الثلاثة الآخرين والذين يُعْتَقَد أنهم لم يكونوا هدفا مباشرا للهجوم، لا يزال شخصان عمر كل منهما 24 عاما متواجدين في المستشفى، لكن حياتهما ليست في خطر بينما تمكن المصاب الثالث (32 عاما) من مغادرة المستشفى.
ع.ج/ م.س (د ب أ)
ميناء دويسبورغ.. ثلاثة قرون من الحركة دون توقف
شكل إنشاء ميناء داخلي صغير عام 1716 في منطقة "رور أورت" خطوة ذكية في مجال الأعمال. الميناء الذي يحمل اليوم اسم "دويسبورت" أضحى أحد محاور التجارة العالمية ومركزاً لوجستياً في غاية الأهمية.
صورة من: Imago/H. Blossey
الميناء الذي بدأ نشاطه كموقع شحن صغير على نهر "الراين" قرب دويسبورغ في منطقة "رور أورت"، هو الآن من أكبر الموانىء النهرية في ألمانيا، ويصل وزن البضائع التي يتعامل معها الميناء إلى 130 مليون طن سنوياً، وقد صُنِفَ ميناء "دويسبورغ" بإعتباره واحداً من بين الموانىء الأكثر تشغيلاً في العالم بما في ذلك الموانىء البحرية الكبيرة.
صورة من: duisport AG/H. Blossey
مع مرور السنين إتسع الميناء شيئاً فشيئاً في منطقة "رورأورت" حتى وصلت عمليات التوسعة إلى مدينة "دويسبورغ". لكن ما أثار إنزعاج سكان المنطقة هو تغيير إسم الميناء ليصبح "دويسبورت" الذي لا يزال يشهد عمليات توسعة حتى اليوم، وقد خُطِطَ لإنشاء شركة ومكاتب لتقديم الخدمات اللوجيستية فوق مساحة تُقَدر بـ 50 هكتاراً كان يشغلها مصنع للورق.
صورة من: duisport AG
مشاهد من الأيام الخوالي كما في هذه الصورة التي يرجع تاريخها إلى عشرينيات القرن العشرين، توضح الصورة بأن الميناء كان في ذلك الزمن لايتعامل إلا مع عمليات شحن فلزات الحديد والفحم الحجري ومواد البناء. وبسبب تواجده في حوض وادي "الرور" قلب الصناعة الألمانية سابقاً، يُعْتَبَر حتى الآن ميناءً حيوياً وشرياناً هاماً للصناعة الألمانية.
صورة من: duisport AG
وصلت عملية إزدهار التجارة والأعمال التي شهدتها ثلاثينيات القرن الماضي إلى طريق مسدود بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية، فقد أدى القصف الجوي إلى تدمير الأرصفة والمستودعات بشكل شبه كامل. حدث ما يُعرف بمعجزة النهوض الإقتصادي الألماني في خمسينيات القرن الماضي حيث بدأت عمليات تنشيط وإحياء حركة الميناء قُبَيِلَ التراجع الحاد الذي أصاب صناعة الحديد والصلب والفحم الحجري في الستينيات.
صورة من: duisport AG
التأقلم مع الأوضاع الطارئة وتَبَني مفاهيم جديدة والتركيز على التجارة العالمية، كل ذلك مَكَنَ "مجموعة دويسبورت" التي تدير الميناء، من إعادة هيكلة أعمالها لتصبح من شركات التجارة والأعمال المتوسطة الحجم بعائدات سنوية قدرها 210 ملايين يورو. توفر هذه الشركة أكثر من ألف فرصة عمل، كما تساعد البلديات بالضرائب التي يتم تحصيلها من أرباح الشركة.
صورة من: DW/C. Grün
المثير للدهشة هو أن الفحم الحجري ظل المادة الرئيسة التي تُشحن عبر ميناء "دويسبورغ"، غير أنه لم يَعد يستخرج من منطقة حوض "الرور" وبات يُستورد من أستراليا والصين وبلدان أخرى، ويُشحن من ميناء "روتردام" في هولندا بواسطة مراكب خاصة. أغلق آخر منجم للفحم الحجري في "دويسبورغ" قبل عدة سنوات، ولا تزال شركة "تويسن غروب" وشركة "آرسيلور ميتال" من أكبر شركات إنتاج وتصنيع الحديد والصلب في المنطقة.
صورة من: duisport AG/R. Köppen
تؤمن حركة الميناء أكثر من 45 ألف فرصة عمل، ويحتوي على 21 رصيفاً وعلى 8 محطات للحاويات، ويتم عبره شحن حوالي 3.4 مليون حاوية سنوياً، وبذلك يصبح ميناء "دويسبورغ" من أوائل الموانىء التي تستفيد من حركة التجارة العالمية وبإستطاعته التعامل مع كافة البضائع والمنتوجات بدءاً بالمخلفات الناتجة عن الأجهزة التالفة وإنتهاءاً بالأجهزة ذات التقنية العالية.
صورة من: DW/C. Grün
"مجموعة هانيل" التي تمتلكها وتديرها عائلة "فرانز هانيل" جمعت ثروتها من تجارة الفحم الحجري والصلب، وتعمل في نشاطات مختلفة، فهي تمتلك أيضاً "مجموعة ميترو" لتجارة التجزئة، كما تدير أعمالاً أخرى من بينها "مجموعة هانيل القابضة". لم تترك أي عائلة أثراً يُماثل الأثر الذي تركته عائلة "هانيل" في منطقة "رورأورت".
صورة من: DW/C. Grün
يأتي السياح من جميع أنحاء العالم لزيارة ميناء "دويسبورغ" ويقومون بنزهة على متن القوارب التي تنطلق من أرصفة الميناء قرب بناء "شيفيربورسه". تتجول القوارب على مسافة 25 كيلومترأً في مسارات متعرجة على طول الأرصفة التي تُطل على المنطقة الصناعية القديمة والمنطقة الصناعية ذات التصاميم الهندسية الحديثة.
صورة من: DW/C. Grün
البرجان التوأمان المقامان عند مدخل جسر "فريدريش إيبيرت" شكلا منذ القدم علامة فارقة لمنطقة "رورأورت" ولمينائها. يربط الجسر بين "الرورأورت" و الجانب الآخر من مقاطعة "دويسبورغ"، وقد شُيدَا عام 1907، وهما يرحبان طوال المئة عام الماضية بالزوار والسفن القادمة للرسو في ميناء المدينة، كما ويؤمنان مكاناً لسكن العاملين في الميناء.
صورة من: DW/C. Grün
يقع الميناء وسط مدينة "دويسبورغ"، وكان الميناء الداخلي أرضاً فارغة ومنطقة صناعية إلى أن جاء في عام 1994 المهندس المعماري البريطاني "نورمان فوستر" وساهم مع خبراء اخرين في تطوير المنطقة اعتماداً على تصاميم تم تنفيذها على أرصفة نهر"التايمز" اللندني. وهو الأمر الذي أعاد الحياة إلى تلك الأرصفة. كارستن غروين/ غالية داغستاني