القواعد الجديدة للمّ شمل أسر لاجئي الحماية الثانوية بألمانيا
٢ أغسطس ٢٠١٨
قواعد جديدة في ألمانيا تخص لمّ شمل عائلات لاجئي الحماية الثانوية، دخلت حيز التنفيذ في بداية أغسطس/آب ما سيسمح للاجئي الحماية الثانوية إحضار عائلاتهم إلى ألمانيا. مهاجر نيوز يلقي الضوء على آلية تطبيق هذه القواعد
إعلان
منذ عام 2015، وصل إلى ألمانيا أكثر من مليون لاجئ. كثير من هؤلاء اللاجئين، سواء ممن حصلوا على الحماية الكاملة أو الحماية الثانوية، كانوا يقومون بإحضار عائلاتهم إلى ألمانيا عبر ما يعرف بــ "لمّ الشمل". ومن أجل الحد من عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا، قررت الحكومة فرض حظر مؤقت على لمّ شمل أسر اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية في مارس/آذار 2016.
واعتبارا من الأول من أغسطس/ آب، توقف هذا الحظر المؤقت، وعليه فإذا كنت ممن يتمتعون بالحماية الثانوية، يمكنك التقدم مجدداً لإحضار بعض أفراد عائلتك المباشرين إلى ألمانيا. فيما يلي بعض الإجابات على بعض الأسئلة الشائعة حول اللائحة الجديدة.
من الذين يخضعون للائحة الجديدة؟
يندرج تحت هذه اللائحة الجديدة أولئك الذين يتمتعون بالحماية الثانوية، وهي التي تمنح للاجئين الذين لا يتعرضون للاضطهاد في وطنهم الأم، إلا أنهم يواجهون خطر التعرض للعنف أو التعذيب إذا ما عادوا إلى ديارهم. يحصل هؤلاء اللاجئون على الحماية لمدة عام واحد في ألمانيا، ولكن يمكن تمديدها لمدة عامين آخرين إذا تم استيفاء شروط معينة.
من هم أفراد الأسرة الذين يمكن إحضارهم إلى ألمانيا؟
يمكن إحضار أفراد الأسرة المباشرين إلى ألمانيا مثل الأزواج، والأطفال القصر. يمكن أيضًا إحضار آباء الأطفال القُصر الذين يعيشون في ألمانيا.
ما هي المعايير التي تؤهل من لديه حماية ثانوية لإحضار أسرته إلى ألمانيا؟
لا يوجد ضمان قانوني للمّ شمل الأسرة. تقوم السلطات الألمانية بدراسة كل حالة على حدة، وتأخذ في الاعتبار الأسباب الإنسانية مثل المدة التي انفصلت فيها الأسرة عن بعضها. إذا ارتكب لاجئ الحماية الثانوية جريمة أو كان لديه فرصة ضئيلة للبقاء على المدى الطويل في ألمانيا، فمن المحتمل ألا تسمح له السلطات الألمانية بإحضار أسرته إلى ألمانيا. إذا كان لدى الشخص الحاصل على الحماية الثانوية سكن أو وظيفة في ألمانيا، فقد يكون لذلك تأثير إيجابي على طلبه للم شمل أسرته وإحضارها إلى ألمانيا.
كم عدد الأشخاص الذين يمكنهم القدوم إلى ألمانيا وفقاً لهذه اللائحة الجديدة؟
يوجد حالياً 34،000 استفسار لدى السلطات الألمانية لتحديد موعد لم شمل الأسرة. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت البيانات الواردة في هذه الطلبات محدثة أم لا. لكن السلطات الألمانية، حددت عدد أفراد العائلة الذين يمكنهم القدوم إلى البلاد بـــ 1000 شخص في الشهر.
كيف يتم التعامل مع طلب لم شمل الأسرة؟
يمكن تقديم طلبات لم شمل الأسرة في السفارات والقنصليات الألمانية في الخارج. ستقوم مكاتب المنظمة الدولية للهجرة (IOM) في كل من عمّان وبيروت وأربيل بالاهتمام بطلبات من يريدون القدوم إلى ألمانيا للالتحاق بعائلاتهم. إذا لم تحصل على موعد في المرة الأولى، فلن تكون هناك حاجة لملء طلب ثانٍ وقد يتم الاتصال بك في وقت لاحق.
سيتم إرسال جميع الطلبات إلى ألمانيا، حيث سيقوم مكتب تسجيل الأجانب بالتحقق منها، ثم يتخذ (المكتب الاتحادي للإدارة Bundesverwaltungsamt -BVA) القرار النهائي بشأن من يمكنه القدوم إلى ألمانيا، مع مراعاة كافة المعايير التي يحددها القانون. كما سيراعي المكتب الاتحادي للإدارة الالتزام بالعدد الشهري المخصص لإحضار أفراد الأسر من الخارج وهو 1000 شخص شهرياً. إذا تم قبول الطلب، ستقوم السلطات الألمانية في الخارج بإصدار التأشيرة، ويمكن لأفراد العائلة الشروع في رحلتها للقدوم إلى ألمانيا.
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش