ألمانيا: محكمة تدين تصريحات لميركل عن اليمين الشعبوي
١٥ يونيو ٢٠٢٢
أدانت محكمة ألمانية تصريحات للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل بسبب تصريحات رأت المحكمة أن ميركل "تجاوزت فيها الحد". فما طبيعة هذه التصريحات؟ وفي حق من صدرت؟
إعلان
أدانت المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا، اليوم الأربعاء (15 يونيو/ حزيران 2022)، تصريحات للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل بشأن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، بسبب ما وصفته المحكمة بأنه يمثل انتهاكها لمبدأ تكافؤ الفرص للأحزاب.
وتعود الدعوى القضائية إلى شهر شباط/فبراير 2020، عندما انتخب البرلمان المحلي في ولاية تورينغن سياسيا من الحزب الديمقراطي الحرب رئيسا لحكومتها المحلية. وتم انتخاب رئيس الحكومة، توماس كيمريش، بأصوات ثلاثة أحزاب: الحزب الديمقراطي الحر، والحزب المسيحي الديمقراطي المنتمية إليه ميركل، وحزب "البديل من أجل ألمانيا" المثير للجدل.
وتسبب تعاون الحزب المسيحي الديمقراطي مع "البديل الألماني" في انتخاب رئيس حكومة الولاية في صدمة سياسية بألمانيا، حيث يُجرى استبعاد حزب "البديل من أجل ألمانيا"، المناهض للمهاجرين، من السلطة على مستوى الولايات والمستوى الاتحادي، على الرغم من وجوده في جميع الهيئات التشريعية.
ورفضت أحزاب رئيسية أخرى قبل التصويت في تورينغن وبعده التعاون مع "البديل" أو تشكيل تحالفات معه. وفي ضوء ذلك، قالت ميركل بعد فترة وجيزة من انتخاب كيمريش إن نتيجة تصويت تورينغن "لا تُغتفر، وبالتالي يجب إلغاؤها"، واصفة الأمر بأنه "يوم سيء للديمقراطية".
ووسط الضجة السياسية حول انتخابه، استقال كيمريش بعد ثلاثة أيام. وتم انتخاب رئيس حكومة من حزب "اليسار"، بودو راميلوف، في الشهر التالي. وبحلول ذلك الوقت، كان حزب البديل من أجل ألمانيا قد أعلن عن اتخاذ إجراء قانوني ضد ميركل لإجبارها كيمريش على الاستقالة - وهو ما أسفر عن حكم اليوم الأربعاء.
وتقدم "البديل من أجل ألمانيا" بشكوى ضد تصريحات ميركل وقتها وشكوى ثانية بسبب نشر هذه التصريحات على الصفحات الرسمية للحكومة الألمانية.
المحكمة الدستورية أدانت أيضا نشر هذه التصريحات على الصفحات الرسمية للحكومة مبررة ذلك بأنه تم استخدام أدوات لا تتحكم فيها سوى ميركل والحكومة، من أجل نشر هذه التصريحات التي "خرقت حق الحزب في المشاركة السياسية". ووفقا لتقارير صحفية فإن المحكمة سبق وبحثت القضية شفويا صيف العام الماضي، ليصدر القرار اليوم بتأييد خمسة أصوات مقابل ثلاثة أصوات رافضة، ما يشير إلى أن القرار كان على الأرجح محل خلاف ونقاش مطول داخل المحكمة.
من جهتها قالت متحدثة باسم ميركل إن المستشارة السابقة "تحترم بالطبع قرار المحكمة الدستورية العليا" دون التعقيب على تفاصيل قرار المحكمة. أما رئيس "البديل من أجل ألمانيا| فعبر عن سعادته بـ"نجاح" واصفا القرار بأنه يمثل "يوم جيد للديمقراطية".
ع.ش/ا.ف (د ب أ)
كلمات وداع مؤثرة من قادة العالم للمستشارة ميركل
تنهي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مسارها السياسي بعد 16 عامًا في المنصب. وبهذه المناسبة توجه إليها عدد كبير من قادة العالم الحاليين والسابقين بكلمات مؤثرة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعضها.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
أشاد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بميركل قائلا إنها "صديقة عظيمة وصديقة شخصية له وللولايات المتحدة الأمريكية"، ووصفها بأنها امرأة "تاريخية". وخلافا لسلفه دونالد ترامب فإن علاقة ميركل ببايدن أفضل بكثير. رغم ذلك ظلت العلاقة هادئة.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ميركل بأنها تتمتع "بروح الدعابة والبراغماتية الحكيمة"، مضيفا أنها "بوصلة أخلاقية لا هوادة فيها". ووجه أوباما الخطاب لميركل بالقول "سعيد جدا لأني أصبحت صديقا لك".
صورة من: Reuters/M. Kappeler
رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل أثنى على ميركل ووجه لها خطابا مؤثرا جاء فيه: "أنت نصب تذكاري. المجلس الأوروبي بدون أنغيلا كروما بدون الفاتيكان أو باريس بدون برج إيفل. سنفتقد حكمتك، خاصة في الأوقات الصعبة".
صورة من: Reuters/V. Mayo
رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السابق جان كلود يونكر هو من الشخصيات التي عملت لسنوات عن قرب مع ميركل. وجمعته بالمستشارة الألمانية عدة قمم أوروبية ودولية. ويقول عن ميركل: "أنا أقدرها كعمل فني كامل. لأنها تتكون من أجزاء كثيرة ... خلال 16 عامًا عملت الكثير على نحو صحيح ولم تقم بأي خطأ جوهري".
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
يعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقرب شريك لميركل داخل الاتحاد الأوروبي. ورغم أن ميركل لم تستجب للكثير من مطالب ماكرون لإدخال إصلاحات مالية في الاتحاد، إلا أن العلاقة بينهما لم تتأثر سلبا. وغرد ماكرن مخاطبا ميركل: "شكرًا لك عزيزتي أنغيلا على المعارك التي خضتها من أجل أوروبا".
صورة من: John Thys/AFP/dpa/picture alliance
يبقى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الشريك الأكثر صعوبة لميركل خصوصا بسبب دوره في إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك فجونسون جامل ميركل خلال زيارتها الوداعية إلى لندن. وشكر المستشارة على "التزامها التاريخي، ليس فقط من أجل العلاقات الألمانية البريطانية، ولكن للدبلوماسية في جميع أنحاء العالم".
صورة من: David Rose/Daily Telegraph/empics/picture alliance
لو كان الأمر بيد توني بلير لبقيت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ويقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن تعامل ميركل مع مفاوضات خروج لندن من الاتحاد: "كان إنجازا رائعا أن نحافظ على التماسك في أصعب مرحلة مرت بها أوروبا".
صورة من: Gretel Ensignia/AP Photo/picture alliance
علاقة ميركل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تكن سهلة. واجهتهما مشاكل عدة في عدة مجالات منها ملف حقوق الإنسان. غير أن أردوغان امتدح ميركل ووصفها بـ "الصديقة" و "المستشارة العزيزة" وبأنها "سياسية متمرسة لديها دائما مقاربة معقولة وموجهة نحو الحل".
صورة من: OZAN KOSE/AFP
في ولايتها الأولى والثانية كانت ميركل من بين المعجبين بصعود الصين. لكن الوضع تغير في نهاية منصبها كمستشارة حيث صارت أكثر تشككًا. وودعها الرئيس الصيني شي جين بينغ بشريط فيديو وصفها فيه بـ "الصديقة القديمة للصين".
صورة من: Liu Bin/XinHua/dpa/picture alliance
تهرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقييم ميركل. وسئل مؤخراً عما إذا كان سيفتقدها فكان رده: "كانت في السلطة لمدة 16 عامًا، وهو أمر رائع". وأضاف أنه كان بإمكانها الترشح مرة اخرى. والتقطت هذه الصورة للسياسيين عام 2007 عندما سمح بوتين بدخول كلبه رغم علمه أن ميركل تخشى الكلاب، الأمر الذي لم تظهره خلال اللقاء.
صورة من: ITAR-TASS/imago images
يقضي الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وقت فراغه بشكل أساسي في الرسم. من بين اللوحات التي رسمها بريشته لوحة لأنغيلا ميركل التي زارته مرة في مزرعته في تكساس. وفي حديث لدويتشه فيله (DW) قال بوش الابن "أنغيلا ميركل شغلت منصبها المهم للغاية بإتقان وكرامة. لقد فعلت الأفضل لألمانيا، وهي فعلت ذلك على أساس المبادئ".