ألمانيا: المسيحيون الديمقراطيون يوافقون على اتفاق الحكومة
٢٨ أبريل ٢٠٢٥
أعطى الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا الضوء الأخضر لتشكيل ائتلاف حكومي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. فيما حذر زعيمه ورئيس الحكومة المقبلة فريدريش ميرتس من "خطر روسيا واليمين المتطرف".
المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرتس يلقي كلمة في اجتماع حزبه المسيحي الديمقراطي، قبل تصديق أعضاء الحزب على تشكيل حكومة مع الاشتراكيين الديمقراطيين. (برلين: 28/4/2025)صورة من: Sean Gallup/Getty Images
إعلان
خلال مؤتمر مصغر عقد في العاصمة الألمانية برلين اليوم الاثنين (28 نيسان/أبريل 2025)، صوت مندوبو الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار الألماني المحتمل فريدريش ميرتس لصالح اتفاق الائتلاف الحاكم الذي يقع في 144 صفحة ويحمل عنوان "المسؤولية عن ألمانيا".
ويشكل الحزب المسيحي الديمقراطي مع شقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ما يعرف بالاتحاد المسيحي الذي سيقود الائتلاف الحاكم الجديد في ألمانيا. وتأتي موافقة الحزب المسيحي الديمقراطي على اتفاق الائتلاف بعد أن وافق شقيقه الأصغر عليه.
بذلك، لم يبق أمام اتفاق الائتلاف سوى موافقة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي أتاح لأعضائه البالغ عددهم نحو 358 ألف عضو، التصويت عليه حتى مساء غد الثلاثاء.
وتم التصويت على اتفاق الائتلاف عن طريق رفع بطاقات المندوبين. وصرح رئيس الجلسة، رئيس حكومة ولاية سكسونيا، ميشائيل كريتشمر، لاحقا بأن القرار حصل على "أغلبية ساحقة". لم يتسن بعد معرفة ما إذا كان هناك مندوبون صوتوا بالرفض أو امتنعوا عن التصويت.
ميرتس يحذر من خطر روسيا والتطرف
وقبل التصويت كان المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس قد حذر الاثنين من أن أوروبا "مهددة" بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا و"تزعزع ثقة" المواطنين في الديموقراطية، ما يزيد شعبية اليمين المتطرف.
وقال الزعيم المحافظ في كلمة ألقاها في المؤتمر إن أوروبا "مهددة من الخارج بحرب إمبريالية واستبدادية في الشرق، وأيضاً من الداخل من قبل مواطنين خائفين وحائرين وحتى متطرفين". وأضاف "لم تتزعزع الثقة في ديموقراطيتنا بهذا الشكل في بلادنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".
على الصعيد الخارجي، حضّ فريدريش ميرتس مواطنيه على مواصلة دعم أوكرانيا. وقال إن "نضال أوكرانيا ضد العدوان الروسي هو أيضاً نضال من أجل الحفاظ على السلام والحرية في بلادنا"، لأن هجوم موسكو "يطال النظام السياسي للقارة الأوروبية ككل".
خ.س/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة