بدء محاكمة المتهم بجريمة الاعتداء على كنيس يهودي بألمانيا
٢١ يوليو ٢٠٢٠
تسبب الهجوم الإرهابي الذي شنه أحد أعضاء اليمين المتطرف على كنيس هاله اليهودي في صدمة بجميع أنحاء العالم قبل تسعة أشهر. وبالمثل، فهناك اهتمام كبير بإجراءات المحاكمة التي تبدأ الآن.
إعلان
بعد تسعة أشهر من وقوع الهجوم الإرهابي في هاله والذي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين، تبدأ محاكمة المتهم أمام محكمة ماغدبورغ.
وينظر باهتمام بالغ إلى إجراءات المحاكمة والتي تعد واحدة من أكبر وأهم القضايا في تاريخ ولاية ساكسونيا أنهالت، إذ نسب الإدعاء إلى المتهم بتنفيذ الهجوم 13 جريمة بما في ذلك القتل ومحاولة القتل.
ومثل المتهم - 28 عاماً - اليوم الثلاثاء للمحاكمة في واحدة من أسوأ الجرائم المعادية للسامية في تاريخ البلاد بعد الحرب، والتي انتهت فيها محاولة فاشلة لاقتحام كنيس يهودي بقتل شخصين.
وعندما عجز عن دخول المعبد بقوة السلاح، قتل امرأة مارة أمام المعبد ورجلا في محل للشاورمة، وخلال فراره أصاب عدة أشخاص خلال إطلاق النار الذي جرى تصويره بالبث الحي عبر الانترنت من خلال كاميرا كانت مع المتهم، قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليه.
ووفقا للادعاء العام فإنه كان عازما على قتل أكبر عدد ممكن من 52 زائراً كانوا في المعبد.
إرهاب نازي جديد كاد يقتل عشرات المصلين اليهود بألمانيا
04:16
وكانت المحكمة العليا في مدينة ناومبورغ شرقي ألمانيا، قد أعلنت في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، عن قبول 43 دعوى عارضة في قضية الهجوم المعادي للسامية في مدينة هاله.
وتم الإعلان حتى الآن عن 147 شاهداً منهم 68 محققاً، سيشاركون في إجراءات المحاكمة التي بدأت اليوم الثلاثاء. ولأسباب تتعلق بالمساحة، سيتم عقد المحاكمة في محكمة الاستئناف في مدينة ماغدبورغ.
وقال المتحدث باسم المحكمة الإقليمية العليا في ناومبورغ، هينينغ هابرلاند، "إن جدية الاتهام والأهمية السياسية لأفعال المتهم تعطي طبيعة خاصة للإجراءات"، مضيفاً أن المدعى عليه متهم بشنّ هجوم على القيم الأساسية للمجتمع الألماني.
وقال هابرلاند :" كما تسبب المتهم في معاناة شخصية لا توصف للكثيرين" فإن الدولة الألمانية "سترد على هذه الفعلة من خلال إجراءات دستورية عادلة"، مضيفاً أن "هذه الإجراءات لا يمكن أن تعالج الظلم الذي وقع على الضحايا وذويهم".
وانضم بعض الجرحى والناجين إلى الإجراءات كمدعين. وفي هذا السياق قال هابرلاند: "مع ذلك، فإن الإجراءات لن تكون قادرة على الأرجح على تلبية جميع التوقعات التي قد تكون لدى كافة المتضررين من الحادث".
وفي بداية المحاكمة ستتم قراءة الاتهامات على المتهم أولاً قبل البدء في استجوابه. ومن المقرر الانتهاء من إجراءات المحاكمة في الـ14 من تشرين أول/أكتوبر.
وبحسب المحكمة، فإن المتهم (ستيفان ب.) من ولاية سكسونيا أنهالت، قد أقرّ بشكل أساسي بهذه الاتهامات. وإذا ما تمت إدانته فمن المتوقع أن يحكم بالسجن مدى الحياة.
ع.ح./و.ب. (د ب ا، ب د أ)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.