تشير إحصائيات المكتب الاتحادي للهجرة في ألمانيا لعام 2015 أن نحو 60 بالمئة من اللاجئين لم يقدموا وثائق رسمية تثبت جنسيتهم. والآن يقوم المكتب بتطوير برنامج كمبيوتر يستطيع التعرف على لهجة اللاجئ لتحديد بلده الأصلي.
إعلان
هناك لاجئون لا يقدمون أي وثائق تثبت جنسيتهم وبلدهم الأصلي الذي قدموا منه، وهناك من يخفي جنسيته الأصلية ويدعي غيرها لزيادة فرصه قبول طلب لجوئه. وللتأكد من جنسية اللاجئ يريد المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين BAMF استخدام برنامج كمبيوتر خاص للتعرف على بلد اللاجئ من خلال لهجته. فقد أشارت صحيفة “دي فيلت” الألمانية الصادرة اليوم الجمعة (17 مارس/ آذار) إلى أن دائرة الهجرة واللجوء تأمل أن تستطيع من خلال تحليل لهجة اللاجئ بمساعدة برنامج كمبيوتر خاص تحديد بلده الأصلي في حال عدم تقديمه وثائق رسمية تثبت جنسيته التي يدعيها.
ونقلت الصحيفة عن يوليان ديتسيل، المسؤول في الدائرة الاتحادية عن قسم الكمبيوتر وتقنية المعلومات، أنه “سيتم تسجيل صوت طالب اللجوء، ومن ثم تحليل لهجته بشكل آلي” بمساعدة البرنامج الجديد الذي يتم تطويره لهذه الغاية. ومن المتوقع أن تتم تجربة البرنامج خلال الأسبوعين القادمين، ولكن لن يتم استخدامه بشكل دائم قبل بداية العام المقبل 2018 حسب “دي فيلت”.
التشكيك في دقة البرنامج
لكن ما مدى دقة البرنامج وقدرته على تحديد اللهجات مع تعددها في البلد الواحد من منطقة إلى أخرى، وليس بين الدول فقط! ديرك هوفي، الباحث الألماني المختص في لغات الكمبيوتر من جامعة كوبنهاغن، يشكك في قدرة البرنامج على تحديد جنسية اللاجئ وبلده الأصلي بدقة والاعتماد عليه كليا جاء في حديثه مع الصحيفة الألمانية أنه من الناحية العملية: “لا يمكن وضع وإعطاء معلومات دقيقة تماما” حيث أن “اللغة في تغير مستمر” حسب هوفي. لكن إذا كانت هناك قاعدة بيانات واسعة جدا، يمكن أن يساعد ذلك في تحديد النتيجة بشكل تقريبي، وهذا مكلف جدا ويستغرق وقتا طويلا.
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو