بعد جلسة مشاورات الخميس بين شريكي الائتلاف الحاكم في ألمانيا، أكدت ألمانيا رسميا على لسان وزيرة دفاعها ووزير خارجيتها مساعدتها لفرنسا في العمليات العسكرية التي تقوم بها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.
إعلان
أعلنت الحكومة الألمانية رسميا مساء الخميس (26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) نيتها في المشاركة بالوسائل العسكرية إلى جانب فرنسا في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.
وإثر جلسة خاصة في برلين بعد ظهر الخميس للكتلة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشريكه في الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أعلنت وزير الدفاع الألمانية أوزولا فون دير لاين قيام ألمانيا بدعم العمليات العسكرية لفرنسا في ثلاثة مجالات. أحدها قيام فرقاطة تابعة للجيش الألماني بتأمين حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" أمام سواحل سوريا. وبالإضافة إلى ذلك ستخصص الحكومة الألمانية أقمار اصطناعية (أجهزة ساتالايت) يمكنها القيام بمراقبة دقيقة لمساحة كبيرة. أما المجال الثالث فهو يخص الإمداد والتموين "المجال اللوجستي"، حيث سيتم تخصيص طائرات ألمانيا لكي تقوم بعملية تزويد المقاتلات الفرنسية في الجو بالوقود.
وأكدت الوزيرة الألمانية أن ألمانيا بذلك تكون قد بدأت المشاركة العسكرية المباشرة في سوريا، بينما كان الأمر حتى الآن هو المشاركة غير المباشرة عن طريق دعم قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق في حربها ضد "داعش". وقالت فون دير لاين:"نحن بحاجة أيضا إلى وسائل عسكرية لإيقاف (تنظيم) الدولة الإسلامية، والانتصار عليه."
باريس تحت صدمة الإرهاب بعد ليلة دامية
الهجمات غير المسبوقة التي استهدفت باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 وقعت في أوقات شبه متزامنة في سبعة مواقع مختلفة من العاصمة الفرنسية. وأسفرت عن مقتل 120 شخصا على الأقل والكثير من الجرحى بحسب حصيلة مؤقتة.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
تخللت هجمات باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Ena
الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أعلن حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، وقال في كلمة ألقاها ونقلتها محطات التلفزة الفرنسية: "شهدت باريس اعتداءات إرهابية غير مسبوقة"، واصفاً ما جرى بأنه "مرعب"، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Marchi
انتحاري فجر نفسه قرب استاد فرنسا الدولي شمال باريس. كانت تُجرى في الملعب مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا وحضرها الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية الألماني شتاينماير. ثلاثة أشخاص قتلوا في انفجارات الاستاد، واحد منهم على الأقل نفذه انتحاري.
صورة من: Imago/PanoramiC
وقعت هجمات أخرى في خمسة مواقع في أحياء بوسط العاصمة تشهد زحمة إجمالا مساء الجمعة أحدها قرب ساحة الجمهورية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Faget
الهجوم الأفدح وقع في مسرح باتاكلان في وسط باريس حيث قُتِل نحو 100 شخص حين احتجز مهاجمون رهائن في عملية استمرت حتى بعيد منتصف الليل عندما اقتحمت الشرطة صالة المسرح.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Tribouillard
بعد اقتحامها للمسرح قتلت القوات الفرنسية الأمنية عددا من المهاجمين، بحسب ما ذكرت مصادر في الشرطة.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
فرق الإنقاذ والتعزيزات العسكرية انتشرت في كل أنحاء العاصمة الفرنسية.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
روى شاهد لإذاعة فرانس إنفو أن شبانا كانوا دخلوا المسرح. وقال: "بدأوا بإطلاق النار عند المدخل. لقد أطلقوا النار على الجموع هاتفين: الله أكبر". وأضاف الشاهد أن المهاجمين "كانوا مسلحين ببنادق بومب أكشن (...) لقد سمعتهم يلقمونها، الحفل الموسيقي توقف، الكل انبطح أرضا، وهم واصلوا إطلاق النار على الناس... لقد كان الوضع جحيما".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bureau
وتوجه فرنسوا أولاند إلى مسرح باتاكلان. وأعلن في المكان حربا "لا هوادة فيها" ضد "الإرهابيين".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Medina
عملية تفتيش عند المسرح.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
جثة أحد الضحايا مسجّاة على الأرض.
صورة من: Getty Images/T. Chesnot
قال شاهد عيان إن عددا من المهاجمين الذين شاركوا في الاعتداءات تطرقوا إلى التدخل الفرنسي في سوريا والعراق لتبرير هجماتهم. وتشارك فرنسا في الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية والذي ينفذ غارات جوية في سوريا والعراق ضد "مجموعات إرهابية".
صورة من: Reuters/C. Hartmann
12 صورة1 | 12
ومن جهتها أكد وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير بعد جلسة الخميس أنه لا يمكن هزيمة التنظيم الإرهابي بالوسائل العسكرية فقط، وأضاف "لكن لا يمكن للمرء أن يواجه الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والجماعات الإسلاموية الأخرى بدون نزاع عسكري." وتابع شتاينماير لقد أكدت ألمانيا دعمها لفرنسا، "ولن يكون موقفا جيدا إذا لم نحافظ على مصداقيتنا، وفي هذه الحالة يعني أن نقدم كل ما هو مسؤول، (إلى الجانب الفرنسي).
وكانت وزيرة الدفاع أوزولا فون دير لاين قد بررت القرار الألماني في دعم فرنسا عسكريا في سوريا في حوار مع صحيفة "هاندلسبلات" ينشر غدا الجمعة قائلة: "كل واحد بإمكانه أن يرى أن المشاكل تأتي إلينا إذا لم ننتبه إليها مبكرا." وأضافت الوزيرة الألمانية: "إذا كنا نريد محاربة الإرهاب وأسباب النزوح يجب علينا أن نعمل في عين المكان، ليس فقط بالوسائل العسكرية وإنما باستخدامها أيضا"، حسب ما قالت فون دير لاين.