ستبدأ ألمانيا حملة تلقيح واسعة للأطفال ضد كورونا في وقت تشهد فيه عدد من مدن البلاد احتجاجات ضد إجراءات الحكومة ضد تفشي الجائحة، فيما سجلت البلاد انخفاضا طفيفا في المعدل الأسبوعي لإصابات الفيروس الجديدة.
إعلان
تبدأ ألمانيا اعتبارا من هذا الأسبوع تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما ضد كورونا. وأعلنت وزارة الصحة الألمانية اليوم (الاثنين 13 ديسمبر/ كانون الأول 2021) عن بدء تسليم لقاحات الأطفال من تطوير شركتي "بيونتيك / فايزر". ومن المقرر توفير هذه اللقاحات في عيادات أطباء الأطفال ومراكز التطعيم العامة. ومن المقرر تنظيم حملات خاصة تستهدف تطعيم الأطفال، في حديقة الحيوان أو متحف الطبيعة في برلين على سبيل المثال.
وأوصت اللجنة الدائمة للتطعيم "ستيكو" بتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عاما والذين لديهم عوامل خطر للإصابة بأعراض شديدة من كورونا أو يعيشون مع أشخاص معرضين لهذا الخطر. وبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما، يتم استخدام جرعة أقل ومعبأة في زجاجات مختلفة مقارنة بلقاح "بيونتيك / فايزر" التقليدي.
في سياق متصل، أعلن معهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الفيروسات أن المعدل الأسبوعي لإصابات كورونا الجديدة سجل انخفاضا طفيفا اليوم الاثنين مقارنة بأمس الأحد. وأوضح المعهد أن معدل الإصابات الجديدة لكل مئة ألف نسمة في سبعة أيام وصل صباح اليوم إلى 389.2 مقابل 390.9 أمس الأحد، ومقابل 441.9 قبل أسبوع و 277.4 قبل شهر. وسجلت مكاتب الصحة في ألمانيا في غضون 24 ساعة 21 ألفا و743 حالة إصابة جديدة. وكان عدد هذه الحالات وصل إلى 27 ألفا و836 حالة قبل أسبوع بالضبط.
وسجلت ألمانيا خلال الـ24 ساعة الأخيرة 116 حالة وفاة بسبب العدوى، مقابل 81 حالة قبل أسبوع. وذكر المعهد أن إجمالي عدد الإصابات المؤكدة في البلاد وصل منذ بداية الجائحة إلى 6 ملايين و531 ألفا و606 حالات. ومن الممكن أن يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك بشكل ملحوظ لأن العديد من حالات الإصابة لا يتم ملاحظتها.
وأوضح المعهد أن معدل حالات دخول المستشفيات للإصابة بكورونا وصل يوم الجمعة الماضي إلى 71ر5 حالة لكل مئة ألف نسمة في سبعة أيام، مقابل 75ر5 يوم الخميس. ولا يجري تسجيل هذا المعدل في العطلات الأسبوعية. ويلعب هذا المعدل دورا مهما في الحكم على مدى انتشار العدوى، حيث يمكن للولايات أن تشدد من تدابير مكافحة الجائحة في حال تجاوز المعدل القيم القصوى 3 و6 و9 حيث لكل حد تدابير مشددة يمكن فرضها. ووصل إجمالي عدد المتعافين إلى 5 ملايين و435 ألفا و700 شخص، فيما وصل إجمالي الوفيات إلى 105 آلاف و754 حالة.
منكرو كورونا يشتبكون مع الشرطة
واشتبك محتجون في ألمانيا مع الشرطة في عدة بلدات ومدن، أثناء مظاهرات ضد القيود المفروضة من جانب السلطات لمكافحة (كوفيد19-) خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، مما أسفر عن إصابة 16 على الأقل من عناصر الشرطة، وفقا للشرطة. وأعلنت الشرطة الألمانية أمس الأحد أن 14 شرطيا أصيبوا خلال احتجاج في بلدة غرايتس بوسط ألمانيا بعد أن تجمع ما يقدر بألف شخص في البلدة يوم السبت. وحاول المتظاهرون اختراق طوق أمني للشرطة، وبعد ذلك استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل. وفي مقطع فيديو نشر على تويتر، شوهد المتظاهرون وهم يشتبكون مع الشرطة في محاولة لاختراق الطوق. وذكرت الشرطة ان اثنين من عناصرها المصابين اعتُبرا غير قادرين على الاستمرار في أداء مهامهما، بينما تم نقل شرطي مصاب إلى المستشفى لفترة قصيرة. وقالت الشرطة إنها تعرفت على 207 من المتظاهرين، وأصدرت 108 أوامر بمغادرة المنطقة، وبدأت 44 دعوى جنائية. وهناك 47 دعوى أخرى جارية تتعلق بارتكاب جرائم مدنية.
كما تعرضت الشرطة لهجوم خلال احتجاج في بلدة بينيفيتس بالقرب من مدينة لايبزيغ شرقي ألمانيا صباح الأحد، وفقا لما ذكرته الشرطة. وأصيب اثنان من عناصر الشرطة بجروح طفيفة، وكذلك اثنان من المتظاهرين، على الرغم من أن الاحتجاج لم يجتذب سوى 25 شخصا، بالمخالفة لمرسوم طوارئ كورونا. وصرح المتحدث باسم الشرطة بأن هؤلاء الأشخاص تصرفوا بشكل غير متعاون للغاية ولم يتبعوا التوجيهات وتعدوا على أفراد الشرطة مشيرا إلى أنه لم يتم التمكن من السيطرة على الوضع إلا من خلال "إجراء قوي" لقوات الأمن، وأضاف أنه تم تحرير محاضر بحق ثلاثة أشخاص.
ح.ز/ خ.س (د.ب.أ)
ألمانيا في ديسمبر.. أعياد ميلاد وأجواء عائلية تحت قبضة كورونا
يرتبط ديسمبر/ كانون الأول في ألمانيا ارتباطا وثيقا بأعياد الميلاد. بحث حثيث عن هدايا مناسبة واستمتاع بأجواء عائلية تتفق مع الشتاء والثلوج التي تتساقط في معظم المناطق، واحتفال للعام الثاني في ظل إجراءات صحية بسبب كورونا.
صورة من: picture alliance/Wolfram Kastl
بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول تعني انطلاق أربعة أسابيع من الاحتفالات بعيد الميلاد. الألمان ينظرون لهذا الشهر كشهر العودة إلى الأجواء العائلية، بينما يتفكر المسيحيون منهم في قصة ميلاد السيد المسيح. يسمي الألمان هذه الأسابيع "أدفينت"، وهي مشتقة من كلمة لاتينية بمعنى "الوصول"، والتي تشير إلى قدوم المسيح أو ميلاده.
صورة من: picture-alliance/Bildarchiv
أسواق عيد الميلاد تعتبر من أهم مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد المسيح في المد الألمانية، وهي فضاء للترفيه وتناول المشروبات والمأكولات والتسوق وخصوصاً من المنتوجات التقليدية والحرف اليدوية. لكن الظروف الصحية الطارئة بسبب جائحة كورونا تفرض للعام الثاني بألمانيا إجراءات صحية خاصة أثناء التجول في أسواق عيد الميلاد، بينما قررت ولايتا بافاريا وساكسونيا إغلاقها.
صورة من: F.Boillot/snapshot/imago images
من أكثر تقاليد عيد الميلاد تميزاً في ألمانيا هي رزنامة عيد الميلاد المكونة من 24 يوماً. وعادة ما تقوم المحلات التجارية والمكتبات ببيع هذه الرزنامة، التي يُرمز لكل يوم فيها بباب، وعادة ما يكون وراء كل باب قطعة حلوى، وهو أمر يشدّ الأطفال على الأخص إلى اقتناء – وأحياناً عمل – هذه الرزنامة.
صورة من: Colourbox
بخلاف الكثير من الدول التي ترمز لعيد الميلاد بشخصية بابا نويل، فإن شخصيته لدى الألمان يمثلها القديس نيكولاوس (نيقولاوس)، الذي ينحدر من مدينة ميرا القديمة في تركيا حالياً. كان معروفاً عن الأسقف نيكولاوس عطفه على الفقراء والضعفاء، وتقول الأسطورة أنه كان يرمي النقود سراً في مدخنة منازل العائلات الفقيرة، والتي تهبط في الجوارب المعلقة أمام المدفأة، ومنها جاءت عادة تعليق الجوارب في عيد الميلاد
صورة من: Imago/R. Wölk
لا ينتظر الأطفال في ألمانيا فقط القديس نيكولاوس والهدايا فقط، بل ينتظرون أن تكتسي الأرض بحلة بيضاء من الثلج. فكلما اقترب موعد عيد الميلاد في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول، يبدأ الجميع في التساؤل عما إذا كان عيد الميلاد هذا العام سيكون "عيداً أبيض".
صورة من: Imago/imagebroker
في موسم أعياد الميلاد، يحلو للألمان شراء اللوز المحمص والسجق والنبيذ المتبّل الساخن، والتي يمكن شراؤها في جميع أسواق عيد الميلاد، التي تبدأ في الانتشار في غالبية المدن الألمانية. ومع افتتاح هذه الأسواق، يبدأ الملايين في التوافد عليها لشراء ما تعرضه من بضائع والاستمتاع بأجواء ساحرة رغم البرد.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
يغلب اللونان الأخضر والأحمر على أجواء عيد الميلاد: الأخضر الذي يمثل الأمل والحياة يمكن رؤيته في أغصان الهدال وأشجار عيد الميلاد، بينما يرمز اللون الأحمر إلى دم المسيح، وهناك من يقول أن هيمنة اللون الأحمر مرتبطاً تاريخياً بغلاء هذا اللون في العصور القديمة، ولذلك كان محجوزاً فقط لأوقات الاحتفال.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
شهر ديسمبر/ كانون الأول هو أسوأ الشهور في ألمانيا لبدء حمية جديدة، ذلك أن هذا الشهر واحتفالات عيد الميلاد مرتبطة دائماً بالأكلات الدسمة والحلويات المتنوعة، خاصة الكعك المخبوز والمعجنات المخلوطة بالقرفة والمرشوشة بمسحوق السكر.
صورة من: Imago/Westend61
أحد أهم رموز عيد الميلاد ليس فقط في ألمانيا هي شجرة عيد الميلاد، والتي تحرص العائلات على مشاركة جميع أفرادها في تزيينها بالكرات الزجاجية الملونة والديكورات المستوحاة من قصة عيد الميلاد، أو شخصيات محبوبة لدى العائلة إذا لم تكن متدينة. ولا ننسى النجمة على أعلى نقطة في الشجرة!
صورة من: picture alliance/chromorange/E. Weingartner
تبادل الهدايا في عيد الميلاد تقليد درج الألمان عليه من زمن طويل، ولكن هذا التقليد مصحوب بالكثير من التوتر، والمستفيد الوحيد هي المحلات التجارية والشركات، إذ يتهافت الكثيرون – وخصوصاً قبل أيام من عيد الميلاد – عليها لشراء ما تقع عليه أيديهم من هدايا، وذلك لكسب الوقت وكي لا تكون اليد خالية. ومؤخراً جعل التسوق لهدايا عيد الميلاد عبر الإنترنت هذا الواجب أسهل من أي وقت مضى.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
في نهاية موسم أعياد الميلاد ومع حلول ليلة رأس السنة، تتزين عادة سماء ألمانيا بالألعاب النارية، التي تنطلق من كل بيت تقريباً وبالضبط عندما تدق الساعة معلنة منتصف الليل. إلى ذلك، يحرص الألمان على تقاليد عائلية أو بصحبة الأصدقاء، كلعب الألعاب المجتمعية أو الغناء أو إقامة وليمة قبيل انتهاء العام وحلول العام الجديد. لكن للعام الثاني تعلن السلطات حظر بيع الألعاب النارية في احتفالات رأس السنة بسبب كورونا