في اليوم العالمي لحرية الصحافة، "مراسلون بلا حدود" تصدر مؤشرها الذي وضع ألمانيا في المركز السادس عشر، وتصنيف الدول الأكثر خطورة على الصحفيين ينمو بواقع 12 دولة إضافية، ما يعكس تراجعا حقوقيا واضحا في 2021.
في هذا الإطار شدد المستشار الألماني أولاف شولتس في بيان على أن "الديمقراطية تموت حيث يتم قمع الصحافة الحرة. وهذا ما نلمسه حول العالم، وكذلك في روسيا" يقول شولتس مضيفا أنه و"عبر الرقابة والمعلومات المضللة والتهديد والعنف، تجري محاولات بمنع التغطية الإعلامية المستقلة".
إلى ذلك نددت نقابات الصحفيين الألمان بتعرض الصحفيين للاغتيال والملاحقة في ساحات الحرب الدائرة في أوكرانيا، مطالبة بحمايتهم.
تراجع ألمانيا في مؤشر حرية الصحافة
وبينما انصبت التصريحات المتلاحقة على تطورات الوضع في أوكرانيا، كشفت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن مؤشرها لواقع حرية الصحافة والذي تنشره عادة كل سنة في هذا اليوم، وهو يرصد واقع الصحافة في 180 دولة.
مقابلة مع الصحفية التونسية شهرزاد عكاشة
04:00
وفي مؤشرها الجديد جاءت ألمانيا في المركز السادس عشر، بتراجع ثلاثة مراكز مقارنة بترتيبها العام الماضي، لتأتي خلف دول مثل ليتوانيا وجامايكا.
وأشارت "مراسلون بلا حدود" إلى ثلاثة أسباب لتراجع ألمانيا في تقييم هذا العام، أولها تشريع يعرض الصحفيين ومصادرهم للخطر، ثم تراجع التنوع الإعلامي، والأهم، العنف أثناء المظاهرات.
ولفتت المنظمة إلى التحقق من 80 حالة عنف ضد الصحفيين، وهي أعلى نسبة مسجلة للهجمات العنيفة في ألمانيا منذ بداية التقييم في عام 2013. علما أن العام الماضي سجلت 65 حالة عنف.
وقالت "مراسلون بلا حدود"إن معظم الهجمات (52 من 80) وقعت خلال احتجاجات ضد القيود المفروضة لمكافحة جائحة كورونا، والتي شارك فيها النازيون الجدد وجماعات اليمين المتطرف التي تتسم بالعنف.
إلى جانب ذلك، تمّ توثيق 12 حالة لهجمات للشرطة ضد الصحفيين، ويعتقد إنه لم يتم الإبلاغ عن عدد أكبر من ذلك بكثير.
صورة قاتمة
وعلى العموم، أدرج مؤشر حرية الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" لهذا العام، 12 دولة إضافية في خانة الدول المصنّفة "شديدة الخطورة" بالنسبة للصحفيين، ليصل العدد إلى 28 دولة، في سابقة لم يشهدها هذا التقييم من قبل. واحتلت المراتب الأخيرة كل من ميانمار وإيران وتركمنستان وإيريتريا وكوريا الشمالية والصين.
في المقابل تبقى الدول الاسكندنافية وعلى رأسها وللمرة السادسة على التوالي النرويج، ثم الدنمارك والسويد في صدارة المؤشر.
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
اعتقالات واغتيالات.. أوضاع "حرية الصحافة" عربياً لا تزال مقلقة
لاتزال أوضاع حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير في الكثير من الدول العربية مقلقة. وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة يجب التذكير بأنّ صحافيين كثر يقبعون وراء القضبان وآخرون فقدوا حياتهم. هذه نماذج من سبع بلدان.
صورة من: Jdidi Wassim/SOPA Images /Zuma/picture alliance
السعودية- لا صوت للنقد
تأتي السعودية في مراتب متأخرة للغاية في مؤشرات حرية الصحافة، خصوصا منذ مقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. لكن ليس الصحفيون السعوديون وحدهم من يواجهون الخطر، فحتى الأجانب يُسجنون. منهم الصحفي اليمني علي أبو لحوم، الذي أدانته الرياض بالسجن 15 عاما بتهمة الدعوة للإلحاد والردة، بسبب حساب على تويتر كان يديره باسم مستعار، فيما تقول مراسلون بلا حدود إن الحساب كان ينتقد السلطات السعودية.
صورة من: RSF
المغرب- ثلاثة صحفيين بارزين وراء القضبان
يقبع عدد من الصحفيين والمدونين المغاربة في السجن، بينهم ثلاثة صحفيين بارزين. أحدهم عمر الراضي. صحفي اشتهر في التحقيقات الاستقصائية، سُجن بتهم التجسس لصالح دول أجنبية والاعتداء الجنسي. لكن منظمات حقوقية تُرجع سبب الاعتقال إلى الضجة التي خلفها كشفه تعرّض هاتفه للتجسس بواسطة برنامج بيغاسوس، خصوصا أن تقريراً لمنظمة العفو الدولية أفاد بالأمر نفسه، ما خلق توترا حينها بين الرباط والمنظمة الحقوقية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Bounhar
لبنان- الاغتيال يهدد الإعلاميين
لا يعاني الصحفيون في لبنان بالضرورة من جبروت السلطة، بل الخطر يأتي بشكل أكبر من التنظيمات المسلحة التي قد تغتالهم. المثال من واقعة الإعلامي والمحلل السياسي لقمان سليم الذي عثر عليه مقتولا في سيارته، شهر فبراير/شباط 2021، برصاصات في الرأس. وهو ناقد كبير لحزب الله وسبق أن حمله مسؤولية تدهور الأوضاع في البلد، ويعد هذا الاغتيال الثاني من نوعه في أقل من سنتين بعد اغتيال مصور الجيش اللبناني جوزيف بجاني.
صورة من: Lokman Slim family/AP Photo/picture alliance
العراق- التهديد ليس من المسلحين فقط
العراق هو أحد أكثر دول العالم خطورة على الصحفيين بسبب تهديدات التنظيمات المسلحة. قُتل على الأقل ثلاثة صحفيين في آخر ثلاث سنوات، وأجبر عدد منهم على المغادرة وطلب اللجوء. لكن الأمر لا يخصّ فقط تهديدات الاغتيال، الاعتقالات والأحكام بدورها حاضرة، فقبل عام اتهمت سلطات كردستان العراق ثلاثة صحفيين بالتجسس، وحكمت عليهم بست سنوات بتهم تهديد الأمن القومي.
صورة من: Dalshad Al-Daloo/Xinhua/picture alliance
الإمارات- صورة مغايرة لـ"مكان التسامح"
تقدم الإمارات نفسها على أنها إحدى قلاع التسامح في الشرق الأوسط، لكن منظمات حقوقية تشكك في ذلك خصوصا مع القيود الواسعة على الصحافة هناك بما فيها الصحافة الدولية. ومن أكبر قضايا التضييق على الصحفيين في الإمارات، ما وقع للصحفي الأردني تيسير النجار الذي سُجن ثلاث سنوات، وأسلم الروح بعد تدهور أحواله الصحية، أقل من سنتين بعد خروجه.
صورة من: RSF
مصرـ أحد أكبر سجون الصحفيين
تعدّ مصر واحدة من أكبر سجون العالم بالنسبة للصحفيين، ومؤخرا تم إحصاء 66 صحفيا على الأقل في السجن. الأسماء كثيرة لكن بينها أربعة صحفيين يعملون في الجزيرة مباشر، والمفارقة أنهم اعتقلوا جميعا بعد وصولهم إلى مصر لقضاء إجازات عائلية، رغم تحسن العلاقة نسبيا بين مصر وقطر. أحدهم، واسمه أحمد النجدي، يبلغ من العمر 67 عاما، وهناك تأكيدات بمعاناته من ظروف صحية صعبة.
صورة من: Salvatore Di Nolfi/dpa/picture alliance
الصفحة لم تُطو في الجزائر
أعلنت الجزائر عن "عفو رئاسي" بحق الكثير من الصحفيين والمعتقلين السياسيين، لكن على الواقع لم تتغير الكثير من الأمور. لا يزال نشطاء كثر رهن السجن بسبب آرائهم، منهم الصحفي والناشط الحقوقي حسن بوراس المتهم بالانتماء إلى "جماعة إرهابية" هي منظمة رشاد، فيما ترى تقارير حقوقية أن الأمر يتعلق باعتقال على خلفية منشورات على فيسبوك، وسبق لتقارير إعلامية أن أكدت انسحاب بوراس من هذه المنظمة قبل اعتقاله.