ألمانيا تتضامن مع تركيا وتقدم دعمها في الحرب ضد الإرهاب
١٢ ديسمبر ٢٠١٦
عبرت المستشارة ميركل في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي أردوغان عن تضامنها مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب. وندد مسؤولون ألمان بالهجمات في اسطنبول، فيما نصحت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها في اسطنبول بالبقاء في الفنادق.
إعلان
رغم توتر العلاقات الثنائية بين ألمانيا وتركيا والتخوف الألماني من تراجع الديمقراطية في تركيا، إلا أن المستشارة أنغيلا ميركل سارعت إلى عرض "دعم بلادها وتعاونها الوثيق" مع تركيا في "الحرب ضد الإرهاب".
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبّرت المستشارة الألمانية عن تعاطفها مع ضحايا "الهجمات غير الإنسانية" التي تعرضت لها اسطنبول، نقلا عن المتحدث باسم الحكومة الاتحادية في برلين. واتفقت ميركل مع الرئيس التركي على توطيد التعاون في الحرب ضد الإرهاب.
من جهتها أعربت وزيرة الدفاع أورسولا فون دير لاين ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير عن صدمتهما. وقال وزير الخارجية: "نندد إلى أقصى الحدود بهذه الهجمات الإرهابية وسنعزي سوية مع شركائنا الأتراك". أما الرئيس الألماني يواخيم غاوك فعبر عن "صدمته" وأكد للأتراك تعاطفه معهم.
من جانب أخر، نصحت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها في اسطنبول بالبقاء في الفنادق والمساكن.
وشهد يوم السبت الماضي (العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2016) وقوع هجومين داميين أسفرا عن سقوط 38 شخصا قتيلا و 155 جريحاً في وسط اسطنبول. ووقع التفجيران على نحو متعاقب وبفاصل زمني بلغ حوالي 45 ثانية بالقرب من محيط فودافون أرينا، ملعب نادي بشكتاش التركي لكرة القدم، على الجانب الأوروبي من المدينة، الذي كان أنهى قبل ذلك بوقت قصير مباراته مع فريق بورصا سبور.
وقالت وكالة أنباء فرات القريبة من حزب العمال الكردستاني المحظور أمس الأحد إن "صقور حرية كردستان تبنت الهجوميين اللذين نفذا مساء السبت في اسطنبول".
ز.أ.ب/و.ب (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.