تعهدت ألمانيا بالتبرع بمليار يورو إضافية من أجل شعب سوريا واللاجئين في الأراضي المجاورة. وأعلن وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس عن هذا التعهد لدى وصوله مؤتمر المانحين لسوريا المنظم في العاصمة البلجيكية بروكسيل.
إعلان
تعهدت ألمانيا اليوم (الأربعاء 25 أبريل / نيسان 2018) بتخصيص ما قدره مليار يورو إضافية لمساعدة الشعب السوري وذلك في سياق مشاركتها في مؤتمر الدول المانحة في بروكسيل والذي تنظمه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت وزارة الخارجية في برلين إنه يمكن إضافة 300 مليون يورو للتعهد السابق خلال النصف الثاني من العام، وذلك بمجرد أن تنتهى الحكومة الألمانية من وضع ميزانيتها المقبلة في الصيف. ويذكر أن ألمانيا قدمت بالفعل مساعدات بقيمة 4,5 مليار يورو لسوريا منذ عام 2012.
و يهدف مؤتمر للمانحين يضم وفودا رفيعة المستوى من عشرات الدول والمنظمات الدولية، اليوم الأربعاء، إلى حشد الدعم المالي لسوريا والمنطقة، حيث يسعى المنظمون إلى إحياء محادثات السلام السياسية. ومن المقرر أن يشارك أكثر من 80 وفداً في الحدث الرئيسي للمؤتمر الذي يستمر يومين ويستضيفه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وأصدر مديرو وكالات وهيئات الأمم المتحدة نداء أمس الثلاثاء يحث الدول المانحة على زيادة مساهماتها في النداء الإنساني السنوي للأمم المتحدة الذي تبلغ قيمته 9,1 مليار دولار لسوريا والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين، محذرة من أن 2,3 مليار دولار فقط تم تلقيها حتى الآن.
مؤتمر جديد لدعم ضحايا الحرب السورية..ما الجديد؟
01:21
ويأمل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أن تتخطى تعهدات هذا العام مبلغ 6 مليارات دولار التي تم التعهد بها في المؤتمر نفسه العام الماضي. والاتحاد الأوروبي ككل والدول الأعضاء فيه هم أهم المانحين لسوريا والمنطقة. ومنذ اندلاع النزاع في عام 2011 ، قدموا أكثر من عشرة مليار ونصف يورو (13 مليار دولار) من المساعدات الإنسانية. وفي غضون ذلك، قالت منسقة شؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إنها تريد استخدام المؤتمر كفرصة لبناء دعم سياسي لإحياء محادثات جنيف المتوقفة لإنهاء الأزمة.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
صراع النفوذ في الأزمة السورية
منذ أن بدأت الاحتجاجات السلمية في سوريا يوم 15 مارس/آذار 2011، والكثير من الجهات تتدخل لإخماد نيران الأزمة التي صارت حربا فيما بعد. وقد شكل التدخل الأجنبي بداية لصراع حول النفوذ في هذا البلد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/U.S. Navy/Brian Stephens
روسيا
يعتبر النظام السوري حليفا تقليديا لروسيا، وقد حال التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 دون سقوط نظام الأسد، كما أن كفة القتال أصبحت منذ ذلك الوقت تميل لصالح القوات الحكومية وحلفائها. بتدخلها في سوريا ضمنت روسيا لنفسها قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط وتمكنت من إنشاء قاعدة جوية جديدة في اللاذقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Klimentyev
إيران
منذ الثمانينيات تحظى سوريا بأهمية استراتيجية لدى نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فدمشق هي الحليف الأهم لطهران في العالم العربي، وهي الجسر إلى ميلشيات حزب الله اللبناني، لذلك أرسل الحرس الثوري الإيراني "مستشارين عسكريين" إلى سوريا لدعم الأسد كما جندت إيران مقاتلين من العراق وأفغانستان للقتال إلى جانب النظام السوري. ويقول مراقبون إن ايران تسعى إلى تأمين ممر يربط طهران ببيروت عبر العراق وسوريا.
صورة من: AP
دول الخليج
السعودية والإمارات وقطر كانوا منذ بداية الأزمة السورية بالإضافة إلى تركيا، أهم الداعمين للقوات المعارضة في سوريا، خاصة الإسلامية منها. فيما توجه أصابع الاتهام إلى قطر بدعم التنظيمات الجهادية في سوريا. واليوم أصبح الدعم الخليجي يأخذ طابعا سياسيا أكثر، وتتولى الرياض مهمة التقريب بين أطياف المعارضة، لكن هدفها الأساسي يبقى هو الحد من نفوذ غريمتها إيران في سوريا.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
من الصداقة إلى العداوة
تحولت الصداقة التي كانت تجمع عائلة اردوغان بعائلة الأسد إلى عداوة، فقد دعمت تركيا الفصائل السورية المسلحة مثل الجيش الحر، كما تحالفت أنقرة مع قوى إسلامية متشددة أيضا وهو ما جلب إليها الكثير من النقد من طرف حلفائها في الناتو. وحتى اليوم يدعو الرئيس التركي للإطاحة بالأسد. لكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة له هو الحد من وجود وحدات حماية الشعب الكردية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحزب العمال الكردستاني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/SANA
اسرائيل
القلق الأكبر بالنسبة لإسرائيل من الأزمة السورية هو تمركز جماعة حزب الله والحرس الثوري الإيراني على حدودها. وتسعى إسرائيل إلى منع إيران من النجاح في إنشاء قواعد عسكرية وقاعدة بحرية في البحر المتوسط. ومنذ تردد أنباء عن إطلاق طائرة إيرانية بدون طيار فوق إسرائيل في أوائل فبراير ورد إسرائيل بقصف قواعد إيرانية في سوريا ازدادت حدة التوتر.
صورة من: Reuters/Handout Israel Defence Ministry
الولايات المتحدة الأمريكية
منذ 2014 تقود الولايات المتحدة الأمريكية التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا. ورغم التحفظ التركي قامت الولايات المتحدة بتسليح وتدريب قوات سوريا الديموقراطية لمواجهة التنظيم المتطرف في شمال سوريا. وحتى بعد القضاء على "داعش" ترغب الولايات المتحدة في الإبقاء على قواتها الخاصة في سوريا لاحتواء إيران ومراقبة الوضع في المنطقة. إعداد: هشام دريوش/ مريم مرغيش
صورة من: picture-alliance/AP Photo/U.S. Navy/Brian Stephens