مازال توت عنخ آمون الملقب بالفرعون الذهبي يلقى اهتماماً كبيراً من جانب الجمهور وأيضاً المتخصصين. ألمانيا تهدي مصر تكلفة ترميم ذقن قناع توت عنخ آمون الذي تعرض للتلف في مطلع العام الجاري.
إعلان
مثلما كان العثور على مقبرة توت عنخ آمون الملقب بالفرعون الذهبي عام 1922 من أكبر الاكتشافات الأثرية في القرن الشعرين ظلت مقتنيات المقبرة جاذبة للأضواء ومنها ذقن القناع الذي تعرض لأخطاء في ترميمه في يناير/ كانون الثاني الماضي. وقال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي آنذاك إن القناع "آمن" رغم الخطأ في الترميم الذي استخدمت فيه مادة الإيبوكسي في لصق اللحية -التي يزيد طولها على عشرة سنتيمرات- بذقن القناع موضحا أن الخطأ يتمثل في "استخدام مادة الإيبوكسي القوية (استخداما) أكثر من اللازم" وأن الترميم سيعاد مرة أخرى.
وقال الدماطي في مؤتمر صحفي بالمتحف المصري الثلاثاء إن القناع سيعود للعرض مرة أخرى داخل واجهة عرض حديثة بعد الانتهاء من ترميمه وإن تكلفة مشروع الترميم "مهداة من المعهد الألماني للآثار بالقاهرة" في إطار التعاون المشترك في مختلف مجالات العمل الأثري. وأضاف "يصعب تحديد المدى الزمني للانتهاء من مراحل مشروع الترميم."وكان محمد سامح عمرو سفير مصر في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) قال في يناير الماضي -في مؤتمر صحفي بحضور كريستيان إيكمان الخبير الألماني في الترميم- إنه تلقى اتصالات من مؤسسات دولية معنية بالشأن الأثري ومنها المجلس الدولي للمتاحف الذي أبدى استعداده للإسهام في ترميم القناع.
ويضم الفريق المشارك في المشروع مجموعات تشمل مرممين وأثريين وعلماء متخصصين في دراسة المواد "تمهيدا لنشر القناع نشرا علميا"، حسبما أوضح إيكمان رئيس فريق العمل في مشروع الترميم في مؤتمر صحفي. وأضاف أن العمل يتضمن ثلاث مراحل هي فصل الترميم السابق وإعداد الدراسات المتكاملة على القناع من الناحية الفنية والتاريخية وعمليات إعادة تثبيت اللحية.
يذكر أن مقبرة توت عنخ آمون، الذي حكم في نهاية الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة (حوالي 1567-1320 قبل الميلاد)، تعتبر المقبرة الوحيدة التي لم ينجح اللصوص في الوصول إليها. وتقع مقبرته في وادي الملوك في الأقصر (700 كيلومتر جنوبي القاهرة) التي كانت عاصمة ما يطلق عليه المؤرخون وعلماء المصريات عصر الإمبراطورية المصرية (نحو 1567-1085 قبل الميلاد).
س.ك/ ط.أ (رويترز)
أهم الاكتشافات الأثرية في وادي الملوك بمصر
عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز يتقدم بأدلة وبراهين قد تؤدي إلى الكشف عن سابقة أثرية تضاهي في أهميتها الكشف عن مقبرة الملك توت عنخ آمون، حيث يُتوقع العثور على مقبرة جميلة الجميلات الملكة نفرتيتي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Sohn
تعد غرفة توت عنخ آمون من أشهر الاكتشافات العالمية في وادي الملوك بمصر. لكن عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز يراهن و فقا لدراسات قام بها في المنطقة على وجود غرفة خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون ترقد بها الملكة الأسطورية نفرتيتي منذ أكثر من 3300 عام تقريبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nelson
كانت نفرتيتي، والتي يعنى اسمها "الجميلة أتت"، زوجة أب توت عنخ آمون. أما مكان مثواها الأخير فلا يزال غامضا حتى الآن. وعثر عالم الآثار الألماني الشهير لودفيغ بورشهارت في عام 1912 على تمثال نصفي لنفرتيتي في مدينة "تل العمارنة". ويمكن مشاهدته منذ عام 2009 في متحف برلين الجديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Sohn
أخناتون (1351-1334 قبل الميلاد) حكم مصر لمدة 17 عاما، كان زوج نفرتيتي ووالد توت عنخ آمون. اشتهر بإدخال عبادة جديدة تركزت على آتون "إله الشمس" وفضله على الآلهة الأخرى وأنشأ له عاصمة جديدة "تل العمارنة" على الضفة الشرقية لنهر النيل.
صورة من: bpk/Ägyptisches Museum und Papyrussammlung, SMB/Jürgen Liepe
في 29 سبتمبر/أيلول 2015 زار وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي مع عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز (في وسط الصورة) قبر فرعون وادي الملوك في الأقصر. ويدعم الدماطي أطروحة ريفز في وجود مقبرة الملكة نفرتيتي وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. El-Mofty
تم اكتشاف قبر توت عنخ آمون في عام 1922 من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر. هذا الاكتشاف زاد من أهمية هذا الفرعون الذي لم يعرف من قبل بانجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما بسبب العثور على مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف.
صورة من: Imago
يقع وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في طيبة بالقرب من مدينة الأقصر. وتم اكتشاف 64 مقبرة وحفرة تعود للحضارة الفرعونية القديمة حتى الآن. على الرغم من أن هذه المنطقة تعرضت منذ آلاف السنين إلى التخريب والسرقة الأثرية إلا أن هناك علماء الآثار يعثرون بين الفينة والأخرى على اكتشافات جديدة.
صورة من: Universität Basel/M. Kacicnik
الكنوز الآثرية التي عُثر عليها في قبر توت عنخ آمون مكنت الباحثين من التعرف على هذه الحضارة عن كثب وحلت ألغازا كثيرة وأعطت معلومات هامة عن الحياة اليومية والآلهة في مصر القديمة. وفي حال ما إذا تمكن العالم البريطاني نيكولاس ريفز من العثور على قبر نفرتيتي سيكون ذلك بمثابة صرخة آثرية عالمية.
صورة من: bpk/Ägyptisches Museum und Papyrussammlung, SMB/Margarete Büsing
من غير المعروف حتى الآن متى توفيت نفرتيتي، ولكن من المتوقع بأن مومياء الأسطورة المصرية تم نقلها من المقبرة الملكية في "تل العمارنة" إلى وادي الملوك.