ألمانيا تتوصل لاتفاق مع عائلات ضحايا اعتداء ميونيخ 1972
٣١ أغسطس ٢٠٢٢
بعد سنوات من الخلاف والمفاوضات، توصلت ألمانيا إلى اتفاق مع عائلات ضحايا الرياضيين الإسرائيليين الذين خطفهم مسلحون فلسطينيون خلال مشاركتهم في أولمبياد ميونيخ عام 1972 وقتلوا أثناء محاولة تحريرهم.
إعلان
أعلنت الحكومة الألمانية أنها توصلت إلى اتفاق مع عائلات ضحايا الهجوم الذي أودى بحياة 18 شخصا بينهم رياضيون اسرائيليون خلال دورة الألعاب الأولمبية عام 1972 في ميونيخ، حول تعويضات بعد مرور خمسين عاما على عملية احتجاز الرهائن.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبيشترايت في بيان اليوم الأربعاء (31 آب/ أغسطس 2022) إن "الحكومة الاتحادية ترحب بالاتفاق مع أسر الضحايا".
وقال مصدر حكومي لوكالة فرانس برس إن الاتفاق يقضي بأن تدفع الحكومة الاتحادية وكذلك ولاية بافاريا ومدينة ميونيخ 28 مليون يورو لعائلات ضحايا هذه العملية التي انتهت بمقتل 18 شخصا بينهم 11 رياضيا إسرائيليا.
وقد رحب الرئيس الاسرائيلي إسحق هرتسوغ باعلان الحكومة الالمانية التوصل الى هذا الاتفاق، معرباً عن تقديره "للخطوة التي اتخذتها الحكومة الألمانية بقيادة المستشار (اولاف) شولتس، لتحمل المسؤولية ودفع تعويضات عن الظلم التاريخي الذي لحق بأسر ضحايا مذبحة ميونيخ".
وكانت هذه القضية الحساسة حول التعويضات التي يجري التفاوض عليها منذ عقود، تثير غضب عائلات الضحايا. فقد اعتبرت مقترحات الحكومة الألمانية مهينة، وهددت بمقاطعة حفل إحياء الذكرى في بافاريا.
وقد أعلن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ونظيره الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ مشاركتهما في حفل إحياء الذكرى الخمسين للحادثة وإقامة تأبين لائق للضحايا يوم الاثنين القادم (الخامس من أيلول/ سبتمبر 2022) في ميونيخ.
تشكيل لجنة مؤرخين
كما ينص الاتفاق على تشكيل لجنة من المؤرخين الألمان والإسرائيليين يتعين عليهم الاطلاع على وثائق مازالت سرية لكشف ملابسات عملية احتجاز الرهائن وفشل الشرطة.
وقال هيبشترايت في بيان إنه تم التوصل إلى "تصور شامل، يشمل إعادة معالجة للأحداث عن طريق لجنة مؤرخين ألمانية إسرائيلية، والإفراج، بما يتوافق مع القانون، عن ملفات وتحديد المسؤولية السياسية وتحملها في إطار مراسم إحياء ذكرى الهجوم بالإضافة إلى إعداد المزيد من الأعمال التقديرية (للضحايا) من جانب الحكومة الاتحادية وولاية بافاريا ومدينة ميونيخ".
ومع التوصل إلى هذا الاتفاق تكون ألمانيا "أوفت بالتزامها التاريخي تجاه الضحايا وعائلاتهم في سياق العلاقة الخاصة بين ألمانيا واسرائيل"، بحسب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الذي أضاف بأن هذا الاتفاق يجب أن "يهيئ الظروف لمقاربة فصل مؤلم من تاريخنا المشترك، للاعتراف به كما ينبغي وإرساء الأسس لثقافة جديدة للذاكرة".
وكان مسلحون فلسطينيون هاجموا الفريق الرياضي الإسرائيلي المشارك في أولمبياد ميونيخ الصيفية في الخامس من أيلول/سبتمبر عام 1972، مما أسفر عن مقتل 11 عضوا من الفريق الإسرائيلي وشرطي خلال عملية تحرير الرهائن الفاشلة التي قامت بها الشرطة الألمانية. واعتبِرَت الاحتياطات الأمنية معيبة كما انتهت محاولة تحرير الرهائن بشكل كارثي.
ع.ج/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
أولمبياد 1972 .. ذكريات أليمة وسط ثورة في عالم التصميم
مثلت الألعاب الأولمبية في ميونيخ 1972 قفزة ثقافية وسياسية بالنسبة لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. مضيفات بالأزرق والأبيض واحدة منهن أصبحت ملكة. لكن شبح الدم والإرهاب خيم على تلك الألوان الزاهية.
صورة من: imago/Frinke
مرحبا بكم في ميونيخ
بالأزرق الفاتح والأبيض، ألوان ولاية بافاريا، ألوان ملابس أكثر من 1000 مضيفة ومضيف خلال الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1972 التي أقيمت في مدينة ميونيخ، حضروا من 17 دولة وتحدثوا 18 لغة.
صورة من: imago/Frinke
سيلفيا .. المضيفة .. الملكة
عينت مضيفات لمرافقة مسؤولين بارزين وتقديم المشورة والمعلومات داخل مدينة ميونيخ من قبل رئيس بلدية المدينة حينها. واحدة من المضيفات كان اسمها سيلفيا زومرلات، في هذه الصورة تقدم تذاكر الألعاب الأولمبية، خلال عملها التقت بزوج المستقبل، واليوم لقبها هو ملكة السويد.
صورة من: Keystone/Zuma/picture alliance
قصات شعر الأولمبياد
حتى تصفيفة الشعر كانت مدروسة بعناية. لفات خمس فوق الجبين تشير إلى الحلقات الأولمبية الخمس. لكن هذا التصميم لم يكن سهلا أبدا لبعض الفتيات.
صورة من: United Archives/picture alliance
ثورة البوليمرات!
أغلب ملابس السبعينيات كانت مصنوعة بالكامل من البلاستيك. هذه الملابس الرياضية تحتوي على 30 بالمائة من الصوف الجديد. والباقي: بولي أكريليك (بوليمرات). فريق التتابع النسائي الألماني 4 × 100 متر على منصة التتويج بعد فوزه بذهبية الأولمبياد.
صورة من: Sven Simon/picture alliance
الأناقة بعيدا عن الملاعب
ملابس الرياضيين خارج الملاعب الرياضية كانت مختلفة أيضا. بجانب ملابس المسيرة الرسمية داخل الملعب الأولمبي وملابس التدريب والمسابقات، كان هناك ما يسمى بملابس المدينة للنساء والرجال مع معطف صيفي خفيف يحمي في حال هبوب الرياح أو سقوط أمطار الصيف في بافاريا.
صورة من: Karl Schnoerrer/picture alliance
الحلزون الأولمبي
الحلزون الأولمبي من عمل المصمم أوتل آيخر، صممه بمساعدة الكمبيوتر، الذي ظهر حديثا حينها. منذ عام 1967 ، عمل مع فريقه على تصميم الألعاب الأولمبية العشرين. رؤيته مبنية على لغة بصرية عالمية من الألوان والأشكال والكتابة - لغة يفهمها الجميع.
صورة من: dpa/picture-alliance
علامات توضيحية
أراد أوتل آيخر بتصميماته صنع الاختلاف الواضح عن ألعاب عام 1936 التي استغلها النازيون. النتيجة جاءت على شكل مفهوم شامل جديد ملون، ارتبط بشكل وثيق بأولمبياد ميونيخ 72 إلى يومنا هذا. بقيت رسوماته التوضيحية كأشهر علامات تجارية لهذه الألعاب وتعتبر أيقونات للثقافة المعاصرة.
صورة من: Sven Simon/picture alliance
حدث رياضي .. وسياسي
لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية استضافت ألمانيا حدثا رياضيا كبيرا، أرادت ألمانيا تقديم نفسها على أنها دولة ديمقراطية وحديثة. لذا كانت الألعاب الأولمبية في ميونيخ أكثر من مجرد حدث رياضي. إذ كانت لها أبعاد سياسية وثقافية أوسع. جاء تصميم الملصقات للتعايش بين الفن والرياضة، مثل هذا الملصق يبلغ سعره اليوم 450 يورو.
صورة من: dpa/picture alliance
وكأنها من مجرة بعيدة..
جرى تكليف مكتب "غونتر بينش وشركاؤه" المعماري بتصميم القرية الأولمبية في مكان تحيط به الطبيعة. شعار التصميم كان هو الانفتاح والشفافية. تمكن المهندسون من تصميم القرية على شكل خيم شفافة، حتى أن هذا التصميم لم يفقد بريقه حتى اليوم.
صورة من: Eibner-Pressefoto/picture alliance
مساكن القرية الأولمبية
إيواء الرياضيين والصحفيين كان في القرية الاولمبية في مساكن صمتت خصيصا لذلك. قسمت المساكن بين الرجال والنساء واليوم تغطي الخضرة والأشجار القرية من كل مكان، وهي من أكثر المناطق السكنية المحببة في مدينة ميونيخ.
صورة من: Peter Kneffel/dpa/picture alliance
إرهابيون في القرية
كان يوم الخامس من سبتمبر/ أيلول 1972 يوما قاتما في تأريخ الأولمبياد، حيث داهم إرهابيون فلسطينيون مقر الفريق الإسرائيلي في القرية، قتلوا مباشرة شخصين وأخذوا تسعة آخرين رهائن، وبعد ذلك بساعات قُتل كل الرهائن وخمسة إرهابيين وشرطي.
صورة من: Horst Ossinger/dpa/picture alliance
أولمبياد ضد السياسة
رسم كاريكاتوري للفنان الألماني راينر هاخفيلد ضد عملية الاختطاف، يظهر قادة العالم على شكل نسور، وتحتهم شعار "دعوتنا إلى شباب العالم"، تحت الشعار حلقات الألعاب الأولمبية على شكل مشانق. ضمن السياسيين يظهر، رئيس وزراء بافاريا فرانتز جوزيف شتراوس، ورئيس الاتحاد السوفيتي ليونيد برجينيف، والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والسياسي الإسرائيلي موشيه دايان. إعداد: سيلكه فونش/ ع.خ