أعلن نائب المستشارة الألمانية أن بلاده يمكن أن تستقبل ما يصل إلى مليون لاجئ عام 2015، فيما دعا الحزب المسيحي الاجتماعي لاتخاذ قرارات عاجلة على المستوى الأوروبي في أزمة اللجوء للتعامل مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين.
إعلان
قال نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي "هناك مؤشرات عديدة تدل على أنه هذه السنة لن نستقبل 800 ألف لاجئ كما كانت تتوقع وزارة الداخلية وإنما حوالي مليون". وألمانيا التي واجهت الأحد تدفقاً جديداً للمهاجرين، أعادت فرض إجراءات المراقبة على حدودها.
مراقبة ألمانيا لحدودها تسلط الضوء على انقسام أوروبي
قرارألمانيا إعادة فرض الرقابة على الحدود، يسلط الضوء على المواقف المتباينة لدور الجوار إزاء استقبال اللاجئين. ففي حين أبدت دول مثل النمسا تسامحا وتعاونا، وصف البرلماني الهولندي المتطرف فيلدرز موجة اللاجئين غزو إسلامي".
صورة من: Reuters/Y. Herman
أمام تدفق أمواج اللاجئين إلى ألمانيا وصعوبات ضبط الحدود وتأمينها، قررت ألمانيا إعادة إجراءات فرض رقابة على حدودها أولا مع النمسا. مدينة ميونيخ وحدها استقبلت نهاية الأسبوع 20 ألف لاجئ، وأعلنت ولاية بافاريا أن تدفق اللاجئين بات يفوق قدراتها على الإستقبال والإيواء.
صورة من: DW/M. Gopalakrishnan
تحاول الدنمارك منع وصول مزيد من اللاجئين المتجهين إلى السويد التي ترحب بهم رسميا. وكانت الشرطة الدنماركية قد أوقفت حركة القطارات من ألمانيا في محاولة لمنع انتقال اللاجئين إليها.
صورة من: Reuters/Scanpix/A. Ladime
من بين جميع الدول في شمال أوروبا، تمتلك الدنمارك أكثر القوانين تقييداً لطالبي اللجوء. تم إقرار هذه القوانين بعد ثلاثة شهور من الانتخابات العامة التي أفضت إلى فوز الحزب الليبرالي (يمين وسط)، وذلك بدعم من حزب الشعب الدنماركي المعادي للهجرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Norgaard Larsen
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده مستعدة لاستقبال 24 ألف لاجئ خلال العامين المقبلين، وذلك في إطار خطة أوروبية لمواجهة تدفق المهاجرين إلى القارة. فيما شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرات تضامنا مع اللاجئين.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
أظهر استطلاع للرأي أجرته إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية، أن أكثر من 56 بالمائة من الفرنسيين لا يساندون فكرة استقبال فرنسا لاجئين سوريين في بلادهم. وتباينت المواقف وفق التوجهات السياسية للمصوتين، حيث بين الاستطلاع أن 68 بالمائة من ناشطي اليسار الفرنسي يدعمون فكرة استقبال المهاجرين، مقابل 38 بالمائة فقط من ناشطي اليمين.
صورة من: Getty Images/AFP
النمسا أعلنت انها نشرت قوات الجيش للمساعدة على مراقبة الحدود مع ألمانيا وبتنسيق معها. والسكك الحديدية النمساوية توقف أحيانا حركة القطارات مع المجر بسب تدفق اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ومع وصول آلاف المهاجرين إلى النمسا حيث يرغب معظمهم بالانتقال بعدها إلى ألمانيا، دعت فيينا أوروبا إلى التحرك لمواجهة الفوضى الناجمة عن أزمة الهجرة. حيث اعتبرت النمسا أن "ما يحصل الان "يفترض أن يفتح أعيننا على حالة الفوضى التي وصل إليها الوضع في أوروبا اليوم".
صورة من: Reuters/D. Ebenbichler
وصف البرلماني اليميني المتطرف خيرت فيلدرز موجة اللاجئين التي تتدفق على أوروبا بأنها "غزو إسلامي" . وفي حين وقالت حكومة رئيس الوزراء المحافظ مارك روته إنها مستعدة من حيث المبدأ لقبول عدد أكبر من طالبي اللجوء، أظهر استطلاع للرأي أن زهاء 54 في المئة من الناخبين الهولنديين يعارضون الاستمرار بقبول اللاجئين.
صورة من: AP
أثارت صورة فوتوغرافية تظهر السلطات التشيكية تستخدم أسلوب الترقيم بالقلم على أيدي اللاجئين، انتقادات حيال رد فعل تشيكيا على أزمة المهاجرين، لأنها تحمل أبعادا تاريخية تعود للعهد النازي. بيد أن متحدثة باسم الشرطة دافعت عن نظام الترقيم متذرعة بحجة الإعداد الكبيرة.
صورة من: Reuters/I. Zehl
شهدت بولندا مظاهرات ضد استقبال اللاجئين. بيد أن رئيسة الحكومة البولندية ايفا كوباتش صرحت أن بولندا ستستقبل ستين عائلة من اللاجئين السوريين المسيحيين فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Guz
رفض النواب السويسريون تعليق العمل بقانون اللجوء. وكان الحزب القومي المحافظ يرغب في أن تستخدم الحكومة قانون الطوارئ لوقف العمل جزئيا بقوانين اللجوء لمدة عام، بحيث لا يتم النظر في إجراءات اللجوء لأي شخص أو الاعتراف بحقه في اللجوء.
صورة من: Sean Gallup/Getty
أقر البرلمان الأوروبي الاجراءات العاجلة التي اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية يونكر لتحسين توزيع استقبال اللاجئين على الدول الأعضاء واقتراحه إنشاء إلية توزيع دائمة. إعداد: علاء جمعة
صورة من: Reuters/Y. Herman
12 صورة1 | 12
وقال غابرييل إن "ألمانيا قوية ويمكنها أن تفعل الكثير. ومع ذلك رأينا في الأيام الأخيرة وعلى الرغم من نوايانا الحسنة فإن قدراتنا في التكفل بالناس بلغت حدودها" القصوى.
وأضاف نائب المستشارة الألمانية بالقول: "على الرغم من المحادثات مع شركائنا الأوروبيين لم نتمكن من التوصل إلى حل أوروبي لازمة اللاجئين". وكان غابرييل قد أدان في مقابلة مع صحيفة دير "تاغسشبيغل" في عددها الصادر اليوم الاثنين (14 سبتمبر/ أيلول 2015) "عدم تحرك أوروبا" الذي دفع ألمانيا إلى "الحدود القصوى لقدراتها" في استقبال اللاجئين. وقال للصحيفة إن المشكلة "ليست عدد اللاجئين بل السرعة التي يصلون بها".
وحذر غابرييل على الموقع الالكتروني للحزب الاشتراكي الديمقراطي "بدون حل أوروبي مشترك وملزم لن نتمكن من تجاوز أزمة اللاجئين هذه"، بينما تدعو برلين إلى فرض حصص ملزمة وبدون سقف على الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بينما ترفض بلدان عدة على رأسها المجر هذا الاقتراح.
من جانب آخر، دعا الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الألمانية لاتخاذ قرارات عاجلة على المستوى الأوروبي في أزمة اللجوء من أجل التعامل مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين. وقال رئيس الحزب هورست زيهوفر في مدينة ميونيخ قبل اجتماع حزبه اليوم الاثنين إن إعادة فرض الرقابة على الحدود تعد فرصة "لتطبيق تنسيق في النظام بأكمله".
ولكنه أقر أن هذا الأمر لا يمثل حلاً شاملاً للمشكلة، داعياً بصفة خاصة إلى توزيع عادل للاجئين وتحسين الرقابة على الحدود الخارجية لأوروبا وكذلك لتقديم المزيد من المساعدات في مخيمات اللاجئين.
جدير بالذكر أن الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا يشكل مع حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي ما يسمى بالاتحاد المسيحي بزعامة ميركل، ويمثل الائتلاف الحاكم في ألمانيا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وتواجه مدينة ميونيخ الألمانية، وهي عاصمة ولاية بافاريا، تواجه تدفقاً كبيراً للاجئين. وأضاف زيهوفر أنه إذا لم تتفق جميع دول الاتحاد الأوروبي على توزيع عادل للاجئين، فلابد حينئذ من البدء في ذلك بشكل تدريجي، أي البدء بالدول المستعدة لذلك في الأساس.
وفي النمسا، أعلنت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكلر-لايتنر الاثنين أن بلادها ستعيد فرض الرقابة على حدودها في الساعات المقبلة، وذلك غداة قرار مشابه من قبل ألمانيا من أجل وضع حد لتدفق اللاجئين والمهاجرين.
وصرحت ميكل-لايتنر: "سنحذو حذو ألمانيا أي سنجيز رقابة مؤقتة على الحدود مسموح بها في إطار فضاء شينغن". وتابعت أن النمسا في صدد إبلاغ المفوضية الأوروبية بقرارها مؤكدة أن الرقابة سيعاد فرضها "بأسرع ما يمكن وبشكل مباشر على الحدود بين النمسا والمجر".
وتستقبل النمسا حالياً قرابة 18 ألف لاجئ على أراضيها. وقد بلغ تدفق المهاجرين على حدودها حجماً غير مسبوق الاثنين بحسب الشرطة، مما حمل بعض الوزراء على الضغط على فيينا من أجل إعادة فرض الرقابة على الحدود.