ألمانيا تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في ظروف عصيبة
١ يوليو ٢٠٢٠
بعد 13 عاما تتولى ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي، في فترة حرجة باتت فيها قضايا قديمة أكثر إلحاحا كالبريكست واللاجئين، وأخرى آنية وعلى رأسها جائحة كورونا.
وقفزت قضية جائحة كورونا كما أعلن السياسيون الألمان وعلى رأسهم المستشارة ميركل إلى صلب الاهتمامات الألمانية في المرحلة القادمة، حتى أن الصحافة المحلية أطلقت على هذه الفترة "ولاية كورونا الألمانية".
وإلى جانب إجراءات حصر الوباء، يبقى الهم الأكبر احتواء التداعيات الاقتصادية التي حلّت باقتصاد القارة العجوز، بعد أرقام مقلقة صادرة عن اقتصاديات كل من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا حول تفشي البطالة. ومن المفترض أن تشهد الأشهر القادمة طرحا للموازنة الأوروبية لما بين عامي 2021 و2027، ما ينذر بمناقشات حامية تستلزم من ألمانيا حنكة إضافية.
وكانت المستشارة ميركل قد أعلنت نهاية أيار/مايو أن "فيروس كورونا غيّر عالمنا كما غيّر خطط الرئاسة الألمانية". وقالت ميركل "كانت ردود الفعل الأولية بما فيها ردود فعلنا وطنية ولم تكن دائما أوروبية"، في إشارة إلى نيتها في درء "خطر الهوة العميقة التي تتسع أكثر فأكثر في أوروبا".
إلى ذلك، أعلنتميركل الجمعة الماضية لصحف أوروبية منها "لوموند" الفرنسية، "أنها مدركة تماما لصعوبة المفاوضات المقبلة". والرهان كبير لأن نجاح هذه الرئاسة لا بل مستقبل الاتحاد الأوروبي سيرسم في الأسابيع المقبلة.
وفي حال تغلب الاتحاد الأوروبي أو بالأحرى ألمانيا على تحفظات الدول الأربع - هولندا والنمسا والدنمارك والسويد - المعارضة لخطة النهوض الاقتصادية بصيغتها، تكون ولاية برلين قد كللت جزئيا بالنجاح.
بريكست من الأولويات
معضلة أخرى بانتظار ألمانيا خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي متعلقة بالبريكست، خاصة وأن المفاوضات وصلت عمليا إلى طريق مسدود.
وبريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/ يناير تتفاوض مع بروكسل لإنشاء علاقة تجارية مفيدة مع التكتل الأوروبي بعد المرحلة الانتقالية التي تختتم نهاية العام الحالي.
ولم تسمح النقاشات بإحراز تقدم حقيقي في حين يقترب الاستحقاق بسرعة ومعه مخاطر "اللا اتفاق" المدمرة للاقتصاد.
قضية اللجوء
ملف الهجرة واللجوء من أكثر الملفات الشائكة التي تواجهها دول التكتل الأوروبي منذ سنوات، حتى باتت رمزا لـ"فشل" أوروبا، يقول المشكوكون. وعززت التوترات بين تركيا واليونان على الحدود بين البلدين ضرورة التوصل إلى خطة أوروبية موحدة لاحتواء اللاجئين وتوزيعهم بين الدول الأعضاء، وسط تعنت دول شرق أوروبا من تحمل قسط من هذه الأعباء.
ومع تدهور الأوضاع في ليبيا وبسبب جائحة كورونا من المتوقع أن تتزايد أعداد المهاجرين الذين يرغبون في الوصول إلى أوروبا أملا في حياة أفضل.
و.ب/ع.خ (د ب أ، أ ف ب)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.