ألمانيا- تجدد هطول الأمطار بمناطق الكوارث والشرطة تحذر!
٢٤ يوليو ٢٠٢١
هطلت الأمطار مجدداً في المناطق المنكوبة غربي ألمانيا والتي أغرقتها الفيضانات قبل أكثر من أسبوع، ما زاد المخاوف من احتمال وقوع فيضانات جديدة. يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه الشرطة المتطوعين من السفر إلى تلك المنطقة.
إعلان
بعد حوالي أسبوع ونصف الأسبوع على الفيضانات التي أغرقت غربي ألمانيا بدأت الأمطار تهطل مرة أخرى في المناطق المنكوبة هناك. وعرضت السلطات على سكان هذه المناطق في ولاية راينلاند بفالتس إخلاء منازلهم، لكن الوضع لم يتفاقم بنفس الصورة التي حدثت الأسبوع الماضي، كما قالت رئيسة فريق الحماية من الكوارث، بيغونا هيرمان.
أما في ولاية شمال الراين ويستفاليا، فلا تتوقع خدمة الأرصاد الجوية الألمانية كارثة عواصف جديدة في نهاية الأسبوع. ومع ذلك فقد تنشأ مشاكل بدءا من مساء اليوم السبت (24 يوليو/تموز 2021) في مناطق متفرقة تضررت بالفعل من جراء الفيضانات السابقة.
وقالت هيرمان من المتوقع وفقاً لخدمة الأرصاد الجوية هطول الأمطار بمقدار 30 إلى 40 لتراً كحد أقصى للمتر المربع خلال النهار بولاية راينلاند بفالتس، إلا أن الطقس قد يتدهور بدءا من الساعة السادسة صباح الأحد، لذا تم تقديم عروض الإخلاء للتجمعات المتضررة بشكل خاص، وفي المناطق المهددة بالأخطار مثل بلدات شولد وإنسول ودومبلفيلد وباد نوينآر-آرفايلر فلن يتم نقل الأشخاص بالحافلات إلى مساكن الطوارئ في لايمسدورف، بحسب هيرمان، التي قالت "هذا ما يقرره السكان بأنفسهم"، مبينة أن الوضع لا يمكن مقارنته بالأسبوع الماضي - "لكن لدينا نظام صرف صحي لم يعد يعمل". وأضافت قائلة: "لذلك سيكون للأمطار تأثير مختلف عما كان عليه الحال قبل عشرة أيام"، مبينة أنه بسبب الطقس لن يتمكن المساعدون من العمل بشكل مكثف.
الشرطة تحذر المتطوعين
وقبل ذلك ناشدت الشرطة وفريق إدارة الأزمات العامل في المناطق التي غمرتها الفيضانات في ولاية راينلاند-بفالتس المواطنين عدم السفر إلى غرب ألمانيا لتقديم المساعدة. وجاء في بيان لشرطة كاسل اليوم أن "استعداد السكان للمساعدة كبير" وأضاف البيان أنه نظراً للعدد الكبير من المتطوعين الذين جاءوا للمساعدة، فإن الطرق في المنطقة مزدحمة الآن.
وبحسب البيان، فإن الآلات الثقيلة اللازمة لبناء الطرق والجسور، وكذلك لاستعادة إمدادات المياه في المنطقة، تتعثر بسبب الاختناقات المرورية، كما أن المركبات المخصصة لإزالة القمامة والأنقاض، وكذلك مركبات الطوارئ والإنقاذ، لا تستطيع المرور. وأضاف البيان: "من فضلكم لا تسافروا إلى منطقة الكارثة بعد الآن".
وأضاف البيان أن المساعدة ستكون مطلوبة لفترة طويلة قادمة وأن المتطوعين الحريصين على المساعدة يمكنهم القدوم في مرحلة لاحقة أو التطوع في مكان آخر.
معاملة غير لائقة
وفي المقابل، تعرض متطوعون من منظمة الإغاثة التقنية الألمانية (THW) لمعاملة غير لائقة في بعض الأحيان عندما تم نشرهم في المناطق المنكوبة بالفيضانات في غرب ألمانيا. وقالت نائبة رئيس الوكالة، زابينه لاكنر، في تصريحات لمحطة "آر تي إل" التليفزيونية اليوم السبت: "وصل الأمر إلى حد أن مساعدينا يتعرضون للسب... وإذا كانوا على الطريق بسيارات الطوارئ، فإنه يتم إلقاء القمامة عليهم". وذكرت لاكنر أنه يقف خلف هذه الاعتداءات بشكل أساسي أفراد ينتمون لحركة "التفكير الجانبي" أو حركة "البقائية"، الذين يزعمون أنهم تأثروا بكارثة الفيضانات، بالإضافة إلى بعض ضحايا الفيضانات المحبطين.
ع.ح./ع.ج. (د ب أ)
تاريخ الفيضانات في ألمانيا.. مصائب قوم عند ساسة فوائد؟
نظراً لتكرر الفيضانات في ألمانيا على مدار العقود الماضية، فقد بقيت صور السياسين وهم يتفقدون المناطق المنكوية جزءا من مشوارهم السياسي وبرامجهم الانتخابية في "لحظات تاريخية" لا تٌنسى أحياناً قبل الانتخابات المصيرية.
صورة من: Andreas Gebert/dpa/picture alliance
هيلموت شميدت خلال فيضانات هامبورغ عام 1962
تسبب الفيضان الهائل لبحر الشمال في شباط/ فبراير 1962 في مقتل أكثر من 300 شخص فيما ترك عشرات الآلاف في مدينة هامبورغ الساحلية الألمانية دون مأوى. الحادثة التي كانت نقطة تحول حاسمة في مسيرة المستشار الأسبق هيلموت شميدت الذي كان حينها وزيراً للداخلية في هامبورغ. إذ اكتسب من خلال إدارته للأزمة، وخاصة قراره لتحشيد الجيش للمساعدة، شعبية على مستوى البلاد.
صورة من: Blumenberg/dpa/picture alliance
هيلموت كول خلال فيضانات ولاية براندنبورغ عام 1997
كان "مهندس الوحدة الألمانية" المستشار الأسبق هيلموت كول في المرحلة الأخيرة من ولاية حكمه عندما زار ولاية براندنبورغ الشرقية في عام 1997 بعد فيضانات ضخمة على طول نهر الأودر. الكارثة التي أطلق عليها غالباً اسم "Einheitsflut": "فيضان الوحدة"، باعتبارها أول أزمة وطنية لاختبار التضامن بين ألمانيا الشرقية والغربية التي كان قد أعيد توحيدها حديثاً.
صورة من: picture alliance
غيرهارد شرودر، بلدة غريما عام 2002
انقلبت حظوظ غيرهارد شرودر عندما سقطت الأمطار في ساكسونيا في صيف 2002 وتسببت الفيضانات القاتلة بأضرار على ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك. إذ مع تراجع حظوطه خلال حملته الانتخابية، ارتدى المستشار الاشتراكي الديموقراطي جزمة مطاطية ليخرج بصورة المسؤول عن إدارة الأزمة في بلدة غريما الشرقية الصغيرة. وفاز في الانتخابات بعد شهر من ذلك.
صورة من: localpic/imago images
إدموند روديغر شتويبر في باساو عام 2002
كان خصم غيرهارد شرودر، إدموند شتويبر، المرشح لمنصب المستشار عن الاتحاد المسيجي في إجازة بشمال ألمانيا عندما وقعت الكارثة. ووصل إلى ولاية ساكسونيا بعد أيام قليلة فقط، واشتكى بمرارة من "سياحة الفيضانات" التي يمارسها منافسه.
صورة من: Armin_Weigel/dpa/picture-alliance
أنغيلا ميركل في نيو غارج عام 2006
زارت أنغيلا ميركل مناطق الفيضانات عدة مرات خلال فترة توليها منصب مستشارة لألمانيا. حدث أول فيضان كبير خلال فترة ولايتها في أذار/ مارس ونيسان/ أبريل 2006 مرة أخرى حول نهر إلبه في ولاية ساكسونيا. وقد وقعت الكارثة بعد أشهر قليلة من إعصار كاترينا في نيو أورلينز بالولايات المتحدة، عندما تعرض جورج دبليو بوش للهجوم لفشله في تنظيم استجابة مناسبة. لذا حرصت ميركل على تجنب انتقادات مشابهة.
صورة من: Patrick Lux/dpa/picture alliance
أنغيلا ميركل في دريسدن عام 2013
تعرض شرق ألمانيا وجنوبها مرة أخرى لفيضانات شديدة في صيف 2013، هذه المرة قبل بضعة أشهر من الانتخابات. وبات المركز التاريخي لمدينة دريسدن مهدداً، حيث تسبب نهر الإلبه ضفافه في فيضانات واسعة النطاق ضربت معظم مناطق وسط أوروبا. وزارت ميركل المناطق المتضررة في ولايتي ساكسونيا وبافاريا ووعدت بتقديم المساعدات.
صورة من: Arno Burgi/dpa/picture alliance
ارمين لاشيت في مدينة هاغن عام 2021
ألغى مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي لخلافة ميركل ورئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا كافة المواعيد لزيارة مدينة هاغن المتضررة بشدة في ولايته. غير أن المخاطر السياسية كبيرة، حيث يتم ربط الفيضانات المميتة بتغير المناخ، في حين يُعرف لاشيت كحامي لصناعة الفحم في الولاية، مما قد ينعكس سلباً على حملته.
صورة من: Ina Fasbender/AFP
أولاف شولتس في مدينة باد نوينار عام 2021
كما ظهر مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية أولاف شولتس في ولاية راينلاند بفالس المجاورة بعد أن ضربت الفيضانات، إلى جانب رئيسة وزراء الولاية ورفيقته في الحزب مالو دراير. على الرغم من أن حزبه يظهر تراجعاً في الاستطلاعات بفارق كبير عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إلا أن شولتس، بصفته وزيراً للمالية، كان قادراً على الوعد بتقديم مساعدة فورية للمناطق المنكوبة. نايت بنيامين / ر.ض