ألمانيا تحذر من "الفراغ" في لبنان بعد استقالة الحريري
٢٩ أكتوبر ٢٠١٩
قال وزير خارجية ألمانيا ماس إن بلاده تأمل في ألا تتسبب استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تقويض استقرار لبنان. وقال للصحفيين من القاهرة "التطورات التي يشهدها لبنان تمثل أهمية حاسمة بالنسبة لنا وللمنطقة بأسرها".
إعلان
بعد إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته، عصر اليوم الثلاثاء (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2019)، بعد "الوصول إلى طريق مسدود من محاولات عدة لحل الأزمة"، حذر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، من حدوث "فراغ سياسي" في لبنان بعد استقالة رئيس الحكومة.
وقال ماس اليوم قبل مغادرته العاصمة المصرية القاهرة: "الشيء المهم بدرجة بالغة هو ألا يستمر الاستقرار في بيروت في التأثر سلبا (بعد الاستقالة)". وذكر الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "نحن في غنى عن حدوث فراغ سياسي وتحديدا في الموقف الراهن".
بدوره دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في بيان السلطات اللبنانية إلى العمل بسرعة لتشكيل حكومة جديدة وفق المعايير الدستورية تلبي تطلعات الشعب. وقال "تبقى الأمم المتحدة ملتزمة بدعم لبنان واستقلاله السياسي واستقراره وأمنه ووحدته وسلامة أراضيه".
وكان الحريري أعلن في وقت سابق من الوم أنه سيقدم استقالته للرئيس ميشيل عون، وجاءت الاستقالة تحت ضغط احتجاجات شعبية كبيرة مستمرة منذ أيام في لبنان ضد الفساد وسوء الحالة الاقتصادية في البلاد. وأوضح الحريري أنه وصل إلى "طريق مسدود" في مساعيه إلى التوصل إلى حل للأزمة الاقتصادية.
وأكد ماس أن التطور اللاحق في لبنان "له أهمية حاسمة بالنسبة لنا وأيضا بالنسبة للمنطقة كلها" وأعرب عن أمله في أن تحتفظ الاحتجاجات بطابعها السلمي.
وقدّم الحريري استقالة حكومته، في كلمةٍ مقتضبة له، استجابة لطلب المحتجّين الذين خرجوا إلى شوارع البلاد منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأوّل. ويشهد لبنان احتجاجات شعبية تطالب برحيل الحكومة، وتشكيل حكومة كفاءات، وإجراء انتخابات مبكرة، فضلًا عن استعادة الأموال المنهوبة، ومكافحة الفساد المستشري، ومحاسبة المفسدين، وفق المحتجين.
ع.أ.ج/ أ ح (د ب ا)
استقالة الحريري...هل هي بداية مفعول دومينو "كلن يعني كلن"؟
إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاستقالة من منصبه يشكل أحدث حلقة في التطورات التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة. بعد أسبوعين من مظاهرات هي الأكبر من نوعها منذ 2005، عمّت البلاد وتصدرها شعار "كلن يعني كلن"!
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS/APA Images/F. Abdullah
الحريري: "لا أحد أكبر من بلده"
قدّم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالة الحكومة إلى رئيس لبنان بعد دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني، ويبقى القرار رهن موافقة الرئيس ميشال عون على قرار الإقالة. إقالة جميع المسؤولين الحاليين تصدرت شعارات المحتجين.
صورة من: Reuters/M. Azakir
القشة الأخيرة
انطلقت مظاهرات اللبنانيين في 17 تشرين الأول/ أكتوبر احتجاجًا على إعلان الحكومة عن خطط لحزمة ضرائب جديدة وصلت حتى تطبيقات المكالمات الهاتفية، لتكون "القشة الأخيرة" نتيجة أزمة الدولار والحرائق التي اجتاحت البلاد، والضريبة المفروضة على البنزين والقمح.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
مطالب المحتجين
اقتصرت الاحتجاجات في اليوم الأول على عشرات المتظاهرين، لتتسع خلال فترة قصيرة، حتى وصلت إلى آلاف المحتجين في جميع أنحاء البلاد. المظاهرات السلمية سلطت الضوء على مطالب عامة تتعلق بالطبابة المجانية، وحماية المرأة وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم التعليم، ورحيل النخبة الحاكمة كاملة تحت شعار #كلن_يعني_كلن.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
مهلة الحريري للشركاء
في الـ18 من تشرين الأول/أكتوبر ألقى رئيس الوزراء سعد الحريري خطاباً، اتهم فيها القوى السياسية اللبنانية بالانشغال في المناكفات السياسية، وأكد أن الحل يكمن في زيادة النمو وضخ أموال ودماء جديدة في الاقتصاد، وأمهل شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم الإصلاحات. وفي ذات الوقت تم الإعلان عن سقوط قتيل جراء تعرضه لإطلاق النار في احتجاجات شمالي طرابلس.
صورة من: Reuters/S. Kumar
اللبنانيون "يغردون" ضد الطبقة السياسية
لم تفلح محاولات الحريري في تهدئة الشارع اللبناني، حيث ردد المحتجون في مظاهرات قبالة المبنى الحكومي وسط العاصمة بيروت، هتافات تطالب بإقالة الحكومة، وإسقاط النظام. إذ ظهر اسم الحريري في أكثر من 25 ألف تغريدة خلال الـ24 ساعة منذ خطابه، متسائلين كيف للحكومة أن تحقق الإصلاحات المقدمة خلال 3 أيام فقط.
صورة من: pictue-alliance/AP Photo/H. Ammar
نصر الله: نخشى وقوع حرب أهلية
الأمين العام لحزب الله (الشيعي) يخرج بخطابٍ في محاولة لإلقاء اللوم على الرئاسة الحالية، ويعبر عن معارضته لاستقالة الحكومة، ليعقّب بعد ذلك في خطاب آخر عن خوفه من وقوع حرب أهلية، متهمًا الحراك الاحتجاجي بأنه لم يعد "حركة شعبية عفوية".
صورة من: Reuters/A. Taher
"كلن يعني كلن ... حسن نصر الله واحد منن"
لم يفلح نصر الله في توجيه غضب المحتجين نحو الحكومة اللبنانية، بل إن الاحتجاجات وصلت إلى مدينة النبطية، أحد معاقل الحزب الشيعي، فيما نشبت اشتباكات بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله وحركة أمل في العاصمة اللبنانية، واستمر المحتجون في المطالبة باستقالة جميع المسؤولين من بينهم نصر الله.
صورة من: picture-alliance/AP/H. Ammar
الجيش اللبناني .. موقف حيادي
دعت الاحتجاجات إلى إنهاء المحاصصة الطائفية، فيما اتخذ الجيش موقفًا حياديًا بعد استقدام تعزيزات إلى نقاط التجمع في اليوم السابع للمظاهرات، وذلك لمنع التصادم بين المحتجين والموالين "للرموز" السياسية الحالية. وقد جدد الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب المتظاهرين وحقهم في حرية التعبير والتظاهر السلمي.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
خطاب عون ... قبول سياسي ورفض شعبي
في اليوم الثامن من الاحتجاجات اللبنانية، خرج الرئيس ميشال عون في خطاب يشير فيه إلى أن تغيير النظام يتم عبر المؤسسات الدستورية وليس الشارع، ودعا لتحقيق التعاون ما بين الأطراف الحكومية، وقد لاقى الخطاب رواجًا بين المسؤولين اللبنانيين، بينما لم يلق أي ترحيب شعبي.
صورة من: picture-alliance/AP/Lebanese government/D. Nohra
خطاب غير "رئاسي"
جاء رد الشارع اللبناني واضحًا على خطاب عون، إذ رأوا أنه يفتقر إلى الحلول الجذرية، وأعتبره كثيرون خطابًا ضعيفًا. وفي استطلاع لـDW عربية ببيروت عبر مشاركون في الإحتجاجات عن اعتقادهم بأن الإصلاحات التي اقترحها عون لم تأت بجديد، ورأى البعض أن الخطاب "لا يليق" برئيس البلاد.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey