مجموعة من المتطرفين اليساريين العائدين من سوريا تحت مجهر السلطات الألمانية التي رصدت اكتسابهم لخبرات قتالية بعد تدربهم على يد ميليشيات كردية، في مواجهة "داعش"، ما يزيد من مخاطر قيامهم بأعمال عنف في ألمانيا.
إعلان
حذر المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية كافة مكاتبه في الولايات الألمانية من مخاطر الإرهاب التي يشكلها اليساريون المتطرفون العائدون من سوريا. وذكرت مجلة "فوكوس" الألمانية في عددها الصادر اليوم السبت (15 تموز/يوليو)، استنادا إلى تقرير سري موجه لمكاتب الشرطة الجنائية في الولايات، أن سلطات الأمن رصدت 38 ألمانيا (رجال ونساء) من التيارات اليسارية، يشتبه في تلقيهم تدريبات شبه عسكرية من وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وشمال العراق.
وبحسب التقرير، فإن بعض هؤلاء اكتسب خبرات مواجهة خلال قتالهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف إعلاميا بـ"داعش". وذكرت المجلة استنادا إلى التقرير، أن بعض المشتبه بهم كانت تصنفهم السلطات قبل سفرهم على أن لديهم ميولا للعنف.
وأضاف المجلة أن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية يصنف أربعة أفراد منهم على أنهم شخصيات قيادية، أو داعمون نافذون في الأوساط اليسارية بألمانيا. وحذر التقرير من أنه ليس من المستبعد تزايد النشاط المتطرف لهؤلاء عقب عودتهم إلى ألمانيا على ضوء الخبرات التي مروا بها في الخارج.
وفي سياق متصل، حذرت هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) من تنامي ميول العنف لدى العناصر اليسارية المتطرفة، وذلك عقب أحداث الشغب التي رافقت الاحتجاجات المناوئة لقمة مجموعة العشرين في هامبورغ الأسبوع الماضي. وقال رئيس الهيئة هانز-غيورغ ماسن، في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابوركر تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم السبت: "لدينا في ألمانيا أوساط يسارية متطرفة بشدة تضم نحو 28 ألف شخص، من بينهم 8500 متطرف لديهم استعداد للعنف، وعددهم في تزايد".
وذكر ماسن أن المتطرفين اليساريين صاروا أكثر استعدادا للجوء إلى العنف في مواجهة خصومهم السياسيين والشرطة، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن هذا التنامي في الاستعداد للعنف ملحوظ لدى المتطرفين في كافة التيارات، وقال: "المتطرفون اليساريون يصنفون الدولة والشرطة على أنهم أدوات قمع واضطهاد يجوز استخدام كافة أشكال العنف ضدها". ونفى ماسن اتهامات بأن الدولة أفسحت المجال لليساريين المتطرفين منذ فترة طويلة وغضت الطرف عن مخاطرهم، وقال: "إننا لا نغض الطرف عن أحد وننظر في كافة الاتجاهات، نحو اليسار واليمين وفي اتجاه التطرف الإسلامي أيضا والتطرف المعادي للأجانب، وفي اتجاه ما يطلق عليهم اسم (مواطني الرايخ) ومجموعات أخرى تتحدى هذه الدولة".
ا.ف/ ف.ي (د.ب.أ)
قمة العشرين: وللمناوئين كلمتهم
كل مرة يجتمع فيها قادة العالم في قمة ما، تبدأ الاحتجاجات المناوئة للقمة على اختلاف تسمياتها، وتصبح المناسبة فرصة لمناوئي العولمة للتنفيس عن غضبهم. في صور استعراض لأهم التظاهرات المناوئة للقمم.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
هامبورغ 2017، يبدو المشهد كأن المدينة في حالة حرب، بعد تصاعد ألسنة اللهب والدخان من أزقة هامبورغ التاريخية، اثر حرق متظاهرين معارضين لقمة مجموعة العشرين لسيارات في المدينة. وأعلنت السلطات الألمانية أن 76 شرطيا على الأقل أصيبوا بجروح خلال مواجهات مع متظاهرين.
صورة من: Reuters/Social Media
وتصاعدت الاحتجاجات في هامبورغ بعد منع تظاهرة تحمل شعار "مرحبا بكم في الجحيم".وطلبت الشرطة الألمانية في هامبورغ تعزيزات من مناطق أخرى في البلاد في المواجهات مع متظاهرين. وهذه الاحتجاجات ضد قمة العشرين ليست الأولى، بل سبقتها عدة تظاهرات.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
البداية كانت في "معركة سياتل" في سنة 1999، والتي تعد الانطلاقة غير الرسمية لموجة احتجاجات الحركات المناوئة للعولمة. وكانت التظاهرة موجهة آنذاك ضد مؤتمر وزراء التجارة والاقتصاد لمنظمة التجارة الدولية، ولم يتم عقد المؤتمر بسبب المواجهات التي حدثت بين آلاف المعارضين للعولمة والشرطة.
صورة من: Getty Images/K.Stallknecht
وفي الاحتجاجات في سياتل اجتمعت لأول مرة الحركات المطالبة بحقوق العمال ودعاة حماية البيئة. وهذا شيء جديد. وتظاهرت المجموعتان سوية ضد منظمة التجارة الدولية وضد الآثار السلبية للعولمة. وكانت هنالك الكثير من الاعتقالات – رغم ذلك بقي أعضاء نقابات العمال الأمريكيين وممثلو حماية البيئة "الذين أطلقوا على أنفسهم تسمية السلاحف"، سوية.
صورة من: Getty Images/AFP/J. G. Mabanglo
في شهر حزيران/يونيو 1999، كانت في لندن إحدى أولى التظاهرات المنظمة من قبل المعارضين للعولمة. وحملت المظاهرة اسم "كرنفال ضد العولمة". وعقدت في الوقت نفسه قمة مجموعة الثماني في مدينة كولونيا الألمانية. وانتشرت أخبار التظاهرة في مختلف أنحاء العالم ونظمت حفلات مساندة لها في لندن وفي مدينة أوريغون الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في جنوا الإيطالية عام 2001 تظاهر آلاف الناس تحت شعار "عالم آخر ممكن" أثناء انعقاد مؤتمر مجموعة الثماني، ضد هدر الموارد وسوء التغذية والفجوة بين الأغنياء والفقراء. ولم تكن التظاهرات للأسف كلها سلمية. وأسست الاحتجاجات بداية لعصر احتجاج جديد – يتخلله الغاز المسيل للدموع وسيارات محترقة وقذائف المولوتوف.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Julien
وحاول 20 ألف شرطي إيطالي في جنوا ضبط المتظاهرين، دون جدوى. والنتيجة المحزنة: عدد لا يحصى من الجرحى ومقتل شخص واحد وهو الإيطالي كارلو جولياني. ومنذ ذلك الحين بدأ تطبيق مبدأ جديد، وهو الحرص على اختيار مكان معزول ويمكن تأمينه بصورة جيدة لعقد قمة الثماني وقمة العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
في عام 2015 عقدت قمة الدول السبع في قصر إلماو في ولاية بافاريا الألمانية. وقبل وأثناء عقد القمة كانت هنالك إجراءات أمنية مشددة. وأغلقت الشرطة حتى فتحات مجاري المياه وصناديق البريد. وتم عزل منطقة انعقاد القمة تماما. أما الاحتجاجات العنيفة التي يخشى منها، فلم تحدث أصلا. وكان هنالك بعض الاعتراضات على مكان عقد الاجتماع، الذي حدث في منطقة فاخرة ومكلفة.
صورة من: imago
وفي قمة إلماو تناول قادة الدول السبع بصورة مفاجأة عدة مواضيع تخص البيئة وحماية المناخ، مثل موضوع حماية البحار. وتوصل الزعماء إلى "مكافحة رمي النفايات في البحار، بصورة أكثر فعالية وتركيزا "، وأتفق القادة على خطة عمل. ومع ذلك، افتقرت القرارات النهائية لمطالب الجماعات المدافعة على البيئة، التي دعت إلى التزام أكثر صرامة لتجنب النفايات.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
أما عقد قمة العشرين 2017، داخل مدينة كبيرة، وهي هامبورغ، فكان قرارا شجاعا. واحتشد 20 ألف شرطي لحفظ أمن القمة. واختيرت المدينة لعقد القمة كي تذكر دائما باعتبارها "بوابة العالم". أما النشطاء فنصبوا خيامهم في المدينة تحت شعار "يمكننا التخييم"، دون ان يسألوا أن كان يحق لهم ذلك أم لا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/J. Widener
وعقدت قمة "التضامن العالمي" في هامبورغ قبيل عقد قمة العشرين. وقال منظموها إن "قمة العشرين تدافع عن نظام يدعو إلى عدم المساواة الاجتماعية بأعلى مستوياتها". ودعا مناهضو العولمة ودعاة حماية البيئة إلى بديل عن سياسة قمة العشرين، لأنها لا تحل، حسب وجهة نظرهم، المشاكل الرئيسية في العالم مثل التغير المناخي والحروب والجوع.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Sabrowsky
ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بالفعل في هامبورغ المعارضة لقمة العشرين. فيما تعرض قارب مطاطي لنشطاء "السلام الأخضر" لسفينة شحن الفحم الصينية "غولدن أبورتيونيتي"، قبل إنزال شحنتها في ميناء هامبورغ. ورفع النشطاء لافتات تطالب بوقف الاعتماد على الفحم، وكتبوا عبارة "أنهوا الفحم" على جانب السفينة، ومن ثم تدخلت الشرطة النهرية وصادرت القارب المطاطي. الكاتب: هانا فوكس/ زمن البدري.