أطلقت مراكز بحثية ألمانية تحذيرات من انتشار نوع جديد من القراد المداري في ألمانيا بسبب ارتفاع درجات الحراة خلال فصل الشتاء الماضي. "قراد الجمال" يمكن أن يتسبب بمرض خطير، وجامعة ألمانية تدعو المواطنين لإرساله بالبريد لها.
إعلان
منذ صيف 2018 بدأ قراد الجمال -وهو نوع من القراد المداري الفائق الحجم- يظهر في أماكن مختلفة من ألمانيا. مع أن موطنه الأصلي هو المناطق الجافة وشبه القاحلة في إفريقيا وآسيا وجنوب أوروبا، لكن يبدو أنها جاءت إلى ألمانيا عن طريق الطيور المهاجرة، كما يشير باحثون لموقع "إنفرانكن" الألماني.
ارتفاع درجات الحرارة في ألمانيا يجعل من غاباتها موطناً مناسباً لهذا النوع من القراد الضخم الذي يزيد حجمه بخمسة أضعاف عن أنواع القراد المنتشرة في ألمانيا. في هذا السياق ينقل موقع "فوكوس" الألمانية عن الدكتور غيرهارد دوبلير، من المختبر القومي التابع لجامعة ميونيخ التقنية قوله: "درجات الحرارة المعتدلة في فصل الشتاء السابق والربيع الحار جداً حتى الآن يعمل على تسهيل انتشار هذا النوع من القراد في هذا العام. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يتسبب طول فترة نشاط القراد بزيادة الحالات المرضية الناجمة عنها".
ولكنماالذييجعلالقرادالمداريخطيراًجداً؟
يعتبر قراد الجمال أو "القراد زجاجي العين" من الكائنات الناقلة لأمراض خطيرة، أحدها الفيروس المسبب لحمى القرم- الكونغو النزفية، التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة بسبب النزف الشديد.
وكيف نميزها عن أنواع القراد الأخرى؟
لحسن الحظ فإن قراد الجمال يتميز عن القراد الشائع في ألمانيا بكبر حجمه، إذ يصل طول الحشرة إلى سنتيمترين أو ثلاثة سنتيمترات، بالإضافة إلى أطرافها ذات اللون البرتقالي، وإلى سرعتها الكبيرة للغاية. ويمكن لقراد الجمال أن يستشعر فرائسه على بعد عدة مئات من الأمتار ويتعقبها مدفوعاً بغريزته الحادة للصيد.
وقد أطلقت جامعة هوهينهايم الألمانية مؤخراً تحذيراً لمربي الخيل والأبقار والأغنام لحماية حيواناتهم من هذا النوع من القراد الذي يفضل مهاجمة هذه الحيوانات، تماماً كما يفعل مع الإنسان.
ماذا تفعل إذا وجدت قرادة من هذا النوع؟
دعت جامعة هوهنهايم، نهاية هذا الأسبوع على موقعها الإلكتروني، السكان لدعم البحث عن الأنواع الجديدة من القراد، إذ يحتاج الباحثون إلى عينات منها لتقييم الانتشار والأخطار التي تشكلها. وإذا وجدت قرادة من نوع قراد الجمال - ميتة أو حية - يجب عليك إرسالها إلى جامعة هوهنهايم مع معلومات حول مكان العثور عليها وتاريخه وتفاصيل الاتصال الخاصة بك
ع.غ
القراد .. مصاصات الدماء المزعجة
حشرات طفيلية صغيرة تتغذى على دماء البشر والحيوانات، وتتسبب في نقل البكتيريا والأمراض. لكن لعابها يحمل بعض الفوائد لأمراض القلب. يكرهها البشر، وحتى بعض الحيوانات والطيور غيرت من طرق حياتها للتعايش معها.
صورة من: zecken.de
يوجد في العالم نحو 900 نوعاً من القراد. يمتلك القراد ثماني أرجل ويعتبر من المفصليات كالعثة وليس من الحشرات. يتغذى القراد على الدم ويعيش في الشجيرات أو في العشب وينتظر هناك لغاية وصول كائن حي يحتوي على دم ليتغذى عليه. أكثر نوع شائع من القراد في ألمانيا هو نوع "اللبود الخروعي"، التي يصل طوله إلى 11 مليمتراً.
صورة من: zecken.de
يتغذى القراد باستعمال فمه وسيقانه الأمامية عن طريق خرق جلد الضحية. ويبحث القراد عن بقعة يسهل فيها اختراق الجلد وتقع الشعيرات الدموية تحتها مباشرة. في الواقع يكون أغلب طعامه ليس الدم نفسه، وإنما السوائل الليمفاوية التي تتسرب من الجروح.
صورة من: picture-alliance/OKAPIA KG, Germany
الكثير من أنواع القراد تنقل البكتيريا والفيروسات المسببة للأمراض، ففي ألمانيا مثلاً يمكنها نقل مرضي التهاب السحايا وداء لايم. رغم ذلك يحمل القراد بعض المحاسن، إذ توصل باحثون من جامعة أوكسفورد مؤخراً إلى أن البروتينات الموجودة في لعاب القراد يمكنها منع الالتهابات. لذلك يمكن استعمال هذه البروتينات كعلاج محتمل لبعض أمراض القلب.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Begsteiger
رغم الاكتشافات الحديثة التي تحدثت عن فوائد القراد، إلا أن تاريخه "الدموي" سبب الكثير من الخسائر الحيوانية. فالطقس الدافئ نسبياً في الشتاء بشرق الولايات المتحدة تسبب في زيادة أعداد القراد، ما أدى إلى موت نحو 70 في المائة من صغار حيوان الموظ (نوع من الأيل) عام 2016، والتي يتغذى القراد على دمائها، بحسب ما ذكرت جامعة "نيوهامبشير" الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Cole
توجد بعض أنواع الطيور التي تعيش في أفريقيا وتتغذى على القراد والطفيليات الموجود على جلد الثدييات. في الصورة يظهر طائر أصفر المنقار يحط غالباً فوق الجاموس الأفريقي، وأصبحت علاقتهما علامة مميزة بسبب الفائدة المتبادلة، إذ يتغذى الطائر على القراد، بينما يتخلص الجاموس من مخاطره ويدع الطائر يعشش على رأسه.
صورة من: picture-alliance/WILDLIFE
هنالك بعض أنواع القراد التي تتغذى على دماء الطيور. هذه الطيور طورت بعض طرق الوقاية من القراد، مثل طائر "شرشور المنزل" الذي يعيش في المكسيك. وذكرت دراسة نشرت في الدورية العلمية "علم الطيور" أن هذا الطائر "يلقح" أعشاشه بأعقاب السجائر، إذ يمنع النيكوتين الموجود في السجائر القراد، لكن النيكوتين يؤثر في الوقت نفسه سلباً على صغار الطائر، حسب الدراسة.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos
لا يضع الخبراء القراد على قائمة الطفيليات التي يجب القضاء عليها بالكامل. وحتى إن فعلوا ذلك، فلن يكون تنفيذ ذلك بالأمر السهل، فهي قوية للغاية ويمكنها البقاء على قيد الحياة في مختلف الأجواء والأماكن، ويمكنها حتى العيش في غسالة الملابس أو لفترات قصيرة في الثلاجة. من يتعرض لعضة من القراد يجب عليه التحقق فوراً من مكان العضة وأخذ لقاح مضاد بصورة عاجلة.