أكدت وسائل إعلام ألمانية أن المحققين الألمان مقتنعون بأن تخريب سكك الحديد نفّذه محترفون يتمتعون بمعلومات داخلية، بينما تولى التحقيقات جهاز حماية الدولة المعني بالتحقيق في الجرائم السياسية.
إعلان
تولى جهاز "حماية الدولة" في المكتب المحلي لمكافحة الجريمة بالعاصمة الألمانية التحقيق في واقعة التخريب التي تعرضت لها السكك الحديدية الألمانية أمس السبت (08 أكتوبر/تشرين الأول)، وهو مكتب معني بالتحقيق في الجرائم ذات الدوافع السياسية.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قالت متحدثة باسم شرطة برلين اليوم الأحد إن "جهاز حماية الدولة التابع لمكتب مكافحة الجريمة تولى التحقيقات".
وأضافت المتحدثة أن من غير المستبعد أن تكون هناك خلفية سياسية للجريمة لكنها أشارت إلى أن التحقيقات ستسير في كل الاتجاهات، واستبعدت المتحدثة التوصل إلى نتائج اليوم.
وفي سياق متصل نقلت وكالة رويترز عن الشرطة الألمانية إنها لم تستبعد الدوافع السياسية وراء ما يُشتبه في أنه تخريب لخطوط الاتصالات بشبكة السكك الحديدية أمس السبت، لكن ليس هناك ما يشير إلى تورط دولة أجنبية أو إرهاب.
وتحدثت دوائر أمنية عن تعرض كابلات الألياف الضوئية لأضرار متعمدة في منطقتين. وأضافوا أن هذه الأضرار أدت أيضا إلى تعطل نظام التشغيل الاحتياطي.
وكان وزير النقل الألماني، فولكر فيسينغ، ذكر أمس أن الاضطرابات التي حدثت على نطاق واسع في حركة السكك الحديدية بشمال ألمانيا صباح أمس كانت ناتجة عن أعمال تخريب في موقعين.
وقال الوزير في مدينة "لانداو إن دير بفالتس" بجنوب البلاد إن كابلات السكك الحديدية تعرضت للقطع في موقعين، متحدثا عن "أعمال تخريبية"، وأضاف فيسينج: "كابلات ضرورية لحركة القطارات قُطعَت عمدا".
وكتبت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، أمس السبت، إن التخريب كان متعمدا، وإن الكابلات المخربة كان لها دور كبير لحركية النقل في منطقتين.
"احتمال ضلوع روسي"
وكان المسؤول في حزب الخضر الألماني وعضو الائتلاف الحكومي أنطون هوفرايتر "لا يمكننا أن نستبعد وقوف روسيا أيضًا وراء الهجوم على شركة سكك الحديد"، معتبراً أن حوادث التسريب الأخيرة من خطي أنابيب الغاز نورد ستريم1 و2 في بحر البلطيق تحمل أصلا "بصمات الكرملين".
وأضاف رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني في مقابلة مع مجموعة "فونكي" الإعلامية "ربما في الحالتين يتعلق الأمر بتحذير لأننا ندعم أوكرانيا". ودعا إلى الإفراج عن 20 مليار يورو لحماية البنية التحتية الحيوية بشكل أفضل، وتعزيز قدرات الشرطة وأمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
كذلك أصدر مسؤول عسكري ألماني كبير تحذيراً الأحد. وقال الجنرال كارستن بروير في صحيفة بيلد اليومية إن "كل مولد للكهرباء وكل محطة طاقة وكل أنبوب لنقل الطاقة هو هدف محتمل"، مشددا على تزايد "التهديدات الهجينة".
ودعت المعارضة المحافظة أيضًا إلى إعادة النظر بالهيكل الأمني في ألمانيا والاتحاد الأوروبي. وقال ثورستن فراي المسؤول في حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل لمجموعة "ار ان دي" الصحافية "يتطلب العصر الحديث الذي يشهد حروباً تكييف مفاهيمنا".
وتصاعدت المخاوف من هجمات تستهدف البنية التحتية المهمة في ألمانيا منذ غزو روسيا لأوكرانيا والهجمات على خطي أنابيب نورد ستريم.
إ.ع/م.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة