ألمانيا ـ ثغرات كبيرة في إحصائيات ضحايا اليمين المتطرف
٦ أكتوبر ٢٠١٨
تتحدث الحكومة الألمانية عن 83 ضحية لليمين المتطرف منذ إعادة الوحدة الألمانية، فيما كشفت تحقيقات صحيفتي "تاغسشبيغل" و "تسايت أونلاين" عن وقوع 169 ضحية. وأمام هذه الثغرة لا ترى وزارة الداخلية حاجة للتدخل.
إعلان
بعد خمس سنوات بالضبط من قيام اليميني المتطرف النرويجي أنديرس برايفيك بعملية القتل الجماعي في جزيرة أوتويا والحي الحكومي في أوسلو، نفذ ديفيد س. مخططه عندما قتل في المركز التجاري بميونيخ تسعة أشخاص من أصول أجنبية. وفي رسالة الاعتراف سمى ضحاياه "صراصير". ولم تترك تقديرات المحققين شكوكا في دوافعه اليمينية المتطرفة. وفي الإحصائيات الرسمية حول ضحايا العنف اليميني المتطرف لا يظهر الضحايا التسعة لديفيد س.، وتفيد بيانات الحكومة الألمانية أن شخصا واحدا في ألمانيا في 2016 توفي لأسباب يمينية متطرفة: إنه شرطي قُتِل في منطقة "فرانكن" بولاية بافاريا على يد عضو ينتمي إلى المجموعة التي تُسمى "مواطني الرايخ".
169 على الأقل وليس 83 ضحية
وتعلن الحكومة الألمانية في المجمل عن 83 ضحية للعنف اليميني منذ إعادة الوحدة الألمانية في عام 1990. إلا أن تحريات طويلة المدى من جانب صحيفة "تاغسشبيغل" وموقع "تسايت أونلاين" تكشف أن عددهم يصل إلى الضعفين: وتوصل الصحفيون إلى 169 حالة تأكدت فيها الدوافع السياسية للجناة. كما أن هناك 61 ضحية أخرى يعتقد أنهم سقطوا لدوافع تعود ربما لأسباب يمينية متطرفة، حسب التحريات الصحفية.
لكن السؤال هنا هو كيف تختلف أرقام وسائل الإعلام عن أرقام السياسة بهذا الشكل الكبير؟ متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أجاب على استفسار لـDW، قائلا إن في هذه التقارير الصحفية تقييم خارج عن منظور تقييم الشرطة.
هل يجب توسيع الإحصائيات الرسمية؟
تحريات سابقة، حسب تقارير "تاغسشبيغل" و"تسايت أونلاين" أفادت أن سلطات الأمن قامت في أكثر من 30 حالة بمراجعة تقييمها الأصلي وأعادت إدراج تلك الحالات في الإحصائيات. فهل سيحصل ذلك هذه المرة؟ هذا يبقى غير معروف. فحسب وزارة الداخلية لا تعرف الحكومة الألمانية ربما الآن هل يجب استكمال الإحصائيات كرد فعل على تلك التقارير أم لا.
عملية المراجعة هذه تخضع مبدئيا لسلطات الشرطة في الولايات، التي تخبر الشرطة الجنائية بالجرائم التي تصنفها كجرائم ذات دوافع سياسية. ولذلك لن يظهر مثلا الضحايا التسعة في ميونيخ في إحصائيات الجنح لأسباب سياسية إلى حين أن تعلن الشرطة الجنائية في بافاريا أنها بدوافع سياسية. وهذا الأسلوب معتمد في ما يُعرف بخدمة الإبلاغ لدى الشرطة الجنائية. وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية أن خدمة الإبلاغ هذه يتم التحقق منها بانتظام لمعرفة ما إذا كانت تستوفي هدفها أم لا. ولم يقدم المتحدث باسم الوزارة جوابا على الفارق الكبير الموجود في الأرقام الرسمية وتلك الموجودة في التقارير الصحفية، ولا يرى حاجة ملموسة للتحرك.
وفي ولايات ساكسونيا أنهالت وبراندنبورغ وبرلين حصلت مراجعة كبيرة بعدما تم في 2011 الكشف عن خلية "الحركة السرية الاشتراكية القومية". وبعد تحقيق منهجي أعلنت الولايات عن 18 جريمة أدت إلى إلى مقتل 19 ضحية لأسباب يمينية متطرفة.
حالات في أنحاء البلاد، لاسيما في الشرق
العنف المميت بخلفية يمينية يوجد في كل أنحاء ألمانيا. وعلى الخارطة المعتمدة من قبل موقع "تسايت أونلاين" توجد غالبية النقاط في ولاية براندنبورغ (26 ضحية)، وفي المقام الثاني لضحايا اليمين المتطرف تأتي ولاية شمال الراين فيستفاليا وولاية بافاريا، اللتين بهما كثافة سكانية مرتفعة، وبكل منهما 24 ضحية. وحتى في ولايتي ساكسونيا أنهالت وساكسونيا سُجلت حالات موت تعود لليمين المتطرف، تبلغ 16 و 14 حالة على التوالي.
ديفيد إيل/ م.أ.م
ضحايا خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة
قتلت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة عشرة أشخاص على الأقل بدم بارد خلال الفترة من عام 2000 إلى 2007. وتُوجه الأنظار في المحاكمة ضد المتواطئين المفترضين لاسيما على بيآته تشيبه، لكن من هم ضحايا هذه العصابة الإرهابية.
صورة من: picture-alliance/dpa/N.Försterling
عشر ضحايا قُتلوا بدم بارد
تسعة من الضحايا لهم جذور أجنبية، كانوا يعيشون كلهم في ألمانيا. كما تم قتل شرطية ألمانية من قبل المجموعة الإرهابية. وقد قُتل الضحايا بدم بارد.
صورة من: picture-alliance/dpa
أنور سيمسك
في التاسع من نوفمبر 2000 قُتل بائع الزهور أنور سيمسك البالغ من العمر 38 عاما في نورنبرغ ـ في الصورة مع زوجته. كان يبيع الزهور في موقف صغير للسيارات خارج المدينة. والد ثمانية أطفال قُتل بثمان طلقات نارية. هاجر سيمسك في 1986 من تركيا إلى ألمانيا. وهو يُعد الضحية الأولى في سلسلة قتل الخلية العنصرية.
صورة من: privat/Ufuk Ucta
عبد الرحمن أوزودوغرو
في 13 يونيو 2001 تم قتل الخياط من أصول تركية عبد الرحمن أوزودوغرو داخل محله للخياطة في نورنبرغ. كان عمره 49 عاما، وكان مطلقا وخلف وراءه بنتا في الـ 19 من عمرها.
صورة من: picture alliance/dpa
سليمان تاسكوبرو
في 27 يونيو 2001 تم قتل بائع الفواكه والخضار سليمان تاسكوبرو في هامبورغ داخل محل والده بثلاث رصاصات في الرأس. وكان عمره 31 عاما، وكانت له بنت في الثالثة من عمرها.
صورة من: picture-alliance/dpa
هابل كيليتش
في ميونيخ وفي 29 أغسطس 2001 تم قتل بائع الخضار البالغ من العمر 38 عاما، هابل كيليتش في محله. وحتى هو تلقى الرصاص في رأسه. زوجته وبنته البالغة من العمر حينها 12 عاما غادرتا ألمانيا. هابل كيليتش هو الضحية الرابعة في سلسلة الاغتيالات التي نفذتها الخلية النازية.
صورة من: picture alliance / dpa
محمد تورغوت
في روستوك تم قتل محمد تورغوت في 25 فبراير 2004 داخل محل لبيع المأكولات السريعة بثلاث رصاصات في الرأس. كان يزور حينها صديقا كان يعمل لصالحه في المحل يوم الجريمة. وكان الرجل البالغ من العمر 25 عاما يعيش في هامبورغ.
صورة من: picture alliance/dpa
إسماعيل ياسر
داخل محله لبيع المأكولات السريعة في نورنبرغ تمت تصفية إسماعيل ياسر البالغ من العمر 50 عاما في 9 يونيو 2005. وقد عثر زبون عليه في المحل. خمس طلقات نارية وُجهت لياسر الذي خلف وراءه ثلاثة أطفال.
صورة من: picture alliance/dpa
تيودوروس بولغاريديس
في ميونيخ، وفي 15 يونيو 2005 قُتل تيودوروس بولغاريديس في محله لخدمة المفاتيح، وهو ينحدر من اليونان. والأب البالغ من العمر 41 عاما الذي خلف طفلين وراءه هو الضحية السابعة في سلسلة الاغتيالات.
صورة من: DW/I. Anastassopoulou
محمد كوباتشيك
في دورتموند يوم 4 أبريل 2006 تم قتل صاحب المتجر محمد كوباتشيك بعدة طلقات نارية في الرأس،، تم ذلك وقت الظهيرة في شارع تسوده حركة سير قوية. الرجل البالغ من العمر 39 عاما خلف وراءه زوجة وثلاثة أطفال.
صورة من: picture alliance/dpa
خالد يوزغات
كذلك برصاصات في الرأس تمت تصفية خالد يوزغات في 6 أبريل 2006 في كاسيل بولاية هسن. وقعت الجريمة داخل مقهى للإنترنيت كان يديره مع والده. كما كان يتردد على مدرسة ليلية من أجل نيل شهادة البكالوريا. عمر خالد كان 21 عاما وهو ألماني من أصل تركي.
صورة من: picture alliance / dpa
ميشيل كيزفيتر
الشرطية المنحدرة من ولاية تورينغن ميشيل كيزفيتر كانت تبلغ من العمر 22 عاما عندما قُتلت في 25 أبريل 2007 في هايلبرون (بادن فورتمبرغ) برصاصة في الرأس. كيزفيتر هي الضحية العاشرة والأخيرة للثلاثي الإرهابي من الخلية السرية النازية.