ألمانيا تحيي الذكرى الـ 35 لسقوط جدار برلين و"انتصار الحرية"
٩ نوفمبر ٢٠٢٤
تحتفل ألمانيا بذكرى مرور 35 عاماً على سقوط جدار برلين تحت شعار "صون الحرّية" في وقت انهار فيه الائتلاف الحكومي الألماني ووسط تراجع الديمقراطية عالمياً وعدد من الحروب المندلعة في مناطق متفرقة من العالم.
إعلان
تحتفل ألمانيا اليوم السبت (التاس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024) بذكرى مرور 35 عاماً على سقوط جدار برلين في أجواء من الفرح العارم تتباين مع الأوضاع السياسية المشحونة ولا سيما في ظل الأزمة الحكومية في البلد وتراجع الديمقراطية في العالم.
غير أن الاحتفالات المنظمة في نهاية هذه الأسبوع تصبّ جلّ تركيزها على الرمزية الكبيرة لهذا الحدث الذي وقع في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1989.
فعالية في توقيت صعب
وتندرج هذه الفعاليات تحت شعار "صون الحرّية" الذي يلقى صدى خاصاً في وقت تشهد الديموقراطية تراجعاً في العالم الذي ما زالت الحروب تمزّقه، كما الحال في أوكرانيا وغزة. وتأتي الفعاليات في وقت انهار فيه الائتلاف الحكومي بقيادة أولاف شولتس إثر إقالة وزير المالية الليبرالي مساء الأربعاء، ليدخل الاقتصاد الأوروبي الأول فترة من الضبابية.
وفي تسجيل مصوّر نشر الجمعة، صرّح المستشار الألماني أولاف شولتس أن قيم 1989 المثالية "لا يمكن اعتبارها من المسلّمات... يكفي لنا أن ننظر إلى تاريخنا وإلى العالم من حولنا".
وأشاد شولتس بسقوط جدار برلين قبل 35 عاما بأنه كان "انتصارا للحرية"، في حين تحدث عمدة برلين الحاكم كاي فيغنر عن "يوم مصيري لألمانيا".
وفي مسعى إلى تجسيد هذه القيم، أقيمت منشأة في الهواء الطلق تمتدّ على أربعة كيلومترات على امتداد الحدود السابقة للجدار تقدّم نسخات عن لافتات حملها متظاهرون في عام 1989، فضلاً عن أخرى من صنع مواطنين.
وساهم سقوط الجدار، رمز الحرب الباردة والشرخ الذي كان قائما بين الكتلة الغربية والتكتّل الشيوعي، في تمهيد الطريق لانهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية وإعادة توحيد شطري ألمانيا بعد سنة.
وشيّد "جدار العار" في آب/أغسطس 1961 على طول 155 كيلومترا حول برلين الغربية بغية وضع حدّ للنزوح المتزايد لسكان الجمهورية الديموقراطية الألمانية. وقضى 140 شخصاً على الأقلّ نحبهم في محاولتهم اجتياز الجدار.
إعلان
شخصيات بارزة تشارك في الحدث
ودُعي نشطاء من حول العالم للمشاركة في الاحتفالات بمناسبة ذكرى سقوط الجدار والممتدّة حتى الأحد، وعلى رأسهم زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا والمعارضة الإيرانية مسيح علي نجاد.
ودعيت أيضً فرقة البانك الروسية المعارضة "بوسي رايوت" لإحياء عرض أمام المقرّ السابق لجهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية الذي كان معروفاً باسمه المختصر "شتازي".
وقال الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير خلال خطاب ألقاه مساء الأربعاء بمناسبة انطلاق الفعاليات الاحتفالية "نقف اليوم إلى جانب هؤلاء الذين يناضلون من أجل الحرّية وضدّ الإخضاع".
ولفت جو شيالو المسؤول عن شؤون الثقافة في حكومة برلين الإقليمية إلى أن التركيز على الحرّية يكتسي أهمية خاصة "لا سيّما في وقت نواجه فيه تصاعد النزعة الشعبوية وتنامي التضليل الإعلامي والانقسامات الاجتماعية".
انقسامات سياسية
وكشفت الانتخابات المنظّمة في أيلول/سبتمبر في ثلاث ولايات كانت سابقا تابعة لألمانيا الشرقية عن الانقسامات السياسية التي ما زالت سائدة بين شرق البلد وغربه. وحقّق فيها حزب " البديل من أجل ألمانيا " اليميني الشعبوي المصنف متطرفا في بعض ولايات ألمانيا، نتائج غير مسبوقة في تاريخه، في حين سجّلت مجموعة جديدة من اليسار خرقا انتخابياً.
ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب)
بالصور.. العاصمة برلين قبل الوحدة الألمانية وبعدها
مثلما كانت برلين رمزاً لألمانيا المقسمة، ومسرحاً للمعاناة والحرب الباردة، أصبحت رمزاً للوحدة الألمانية. نأخذكم هنا في جولة مصورة على معالم المدينة، قبل إعادة التوحيد وبعدها مع اقتراب الذكرى الـ 30 لإعادة توحيد ألمانيا.
بوابة براندنبورغ
أحد أشهر معالم العاصمة برلين. كانت البوابة التي بُنيت عام 1791، علامة على الحدود بين برلين الشرقية والغربية في سنوات الانقسام. كانت تقع خلف الخط الحدودي مباشرة في الشطر السوفييتي من المدينة، ولم يكن الوصول إليها متاحاً للناس. لكن في خريف 1989 لم تعد الحدود قائمة، لتعجّ ساحة البوابة منذ ذلك الحين بالناس الذين يأتون من دول أخرى أيضاً لرؤية البوابة الشهيرة.
سجن "هوهن شون هاوزن" التذكاري
حتى عام 1989 كان سجن "هوهن شون هاوزن" "سجن التحقيقات المركزي التابع لجهاز أمن الدولة" في ألمانيا الشرقية، حيث كان يتم زج السجناء السياسيين وتعذيبهم جسدياً ونفسياً. كان مجمع مباني السجن -بأسواره العالية- سرياً ولم يكن يظهر على أي خريطة للمدينة. بعد إعادة التوحيد، تم إغلاق السجن ليتم فتحه بعد بضع سنوات كموقع تذكاري للزوار.
جدار برلين
لمدة 28 عاماً قسّم جدار برلين المدينة إلى شطرين، شرقي وغربي. قُتل العديد من الأشخاص أثناء محاولة عبور الحدود التي كانت تمتد على طول 167.8 كيلومتراً. وحتى الآن ما يزال عدد القتلى غير معروف. "معرض الجهة الشرقية" هو أطول بقايا جدار برلين، وتم الرسم عليه من قبل العديد من الفنانين المحليين والعالميين في عام إعادة التوحيد.
صورة من: Eberhard Klöppel;Lukas Schulze/dpa/picture alliance
لينين في "فريدريتش هاين"
كان هذا التمثال العالي للينين، الذي بلغ ارتفاعه 19 متراً والمصنوع من الغرانيت، منصوباً في منطقة فريدريتش هاين في برلين بين عامي 1970 و1991. حضر حفل إسدال الستار عن التمثال 200 ألف شخص، وفي مقدمتهم رئيس وزراء "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" فالتر أولبريشت. وبعد انهيار الشيوعية في أوائل التسعينات، أُزيل التمثال. اليوم تسمى "ساحة لينين" السابقة "ساحة الأمم المتحدة".
من "قصر الجمهورية" إلى "قصر برلين"
كان "قصر الجمهورية" مركز السلطة في "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" ومقر مجلس الشعب ومقر عقد مؤتمرات حزب الوحدة الاشتراكي الحاكم. تم افتتاح القصر عام 1976 واستغرق بناؤه 32 شهراً. بين عامي 2006 و2008، تم هُدم القصر الذي كان يُعرف أيضاً بـ "متجر أنوار إريش هونيكر (أمين عام الحزب الحاكم)"، لكثرة الكنوز التي كان يحويها. وفي مكان القصر، أعيد بناء قصر برلين التاريخي مع منتدى هومبولت.
متاجر "إنترشوبس"
"إنترشوبس" كان اسم سلسلة متاجر في "جمهورية ألمانيا الديمقرطية"، لم تكن تقبل سوى العملات الأجنبية عند الدفع، ولذلك لم يكن العديد من المواطنين قادرين على شراء السلع التي كانت تبيعها هذه المتاجر. تم افتتاح متاجر "إنترشوبس" الأولى عند محطة القطارات "فريدريتش شتراسه" في برلين الشرقية، كما تظهر في الصورة. اليوم حلت مكانها محلات تجارية أخرى.
أماكن اللعب
كانت سقالات التسلق المعدنية (يسار الصورة) موجودة في كل أماكن اللعب تقريباً في ألمانيا الشرقية. اليوم سقالات التسلق مصنوعة من حبال سميكة، ولا تلحق أيّ أذى بالأطفال إذا اصطدموا بها أثناء اللعب. يمكنك مشاهدة المزيد من صور برلين قبل إعادة التوحيد وبعدها عبر البحث عن هاشتاغات #GermanyThenNow #BerlinThenNow على الفيسبوك.
فندق "إنترهوتيل ميتروبول"
تم افتتاح الفندق الذي كان مكوناً من 13 طابقاً في شارع "فريدريتش شتراسه" عام 1977. العديد من رجال الأعمال والدبلوماسيين والمشاهير أقاموا في هذا الفندق. بالنسبة لمعظم مواطني "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" الذين لم تكن لديهم عملات أجنبية، لم يكن من الممكن الإقامة في هذا الفندق. أما اليوم فبات يوجد فندق تابع لسلسلة "ماريتيم" مكان "إنترهوتيل ميتروبول"، ويمكن للجميع الإقامة فيه، لكن بأسعار باهظة!
متجر "كاوفهاوس ديس فيستنس"
متجر "كاوفهاوس ديس فيستنس" (Kaufhaus des Westens)، الذي يعرف أيضاً بالاسم المختصر "KaDeWe"، هو أشهر متجر في ألمانيا، بمساحة تبلغ 60 ألف متر مربع، وثاني أكبر متجر في أوروبا بعد "هارودز" في لندن. تم افتتاح المتجر الفاخر عام 1907، وتعرض للاحتراق بشكل كامل تقريباً في الحرب العالمية الثانية. أما الآن، فالمتجر الواقع في برلين الغربية يجذب السكان المحليين والسياح ومحبي السلع الفاخرة. راينا بروير/م.ع.ج