"مساعدة اللاجئين" هو فرع دراسي جديد تقدّمه جامعة دورتموند في ألمانيا للطلاب الراغبين في التخصص بمجال العمل مع اللاجئين والمهاجرين. منسق هذا التخصص الدراسي ميشيل بوسه يروي لمهاجر نيوز شروط الانتساب لهذا الفرع الجديد.
إعلان
منذ الفصل الدراسي الشتوي للسنة الدراسية 2014/2015 فتحت جامعة العلوم التطبيقية والآداب في مدينة دورتموند في ألمانيا المجال للطلاب لدراسة تخصص "العمل الاجتماعي مع التركيز على الفقر والهجرة (اللاجئين)" في قسم العلوم الاجتماعية التطبيقية في الجامعة. مهاجر نيوز تحدّث مع منسق برنامج الدراسة المزدوجة في الجامعة ميشيل بوسه حول هذا الاختصاص الجديد.
دراسة مزدوجة
يعتبر هذا الاختصاص من نموذج ما يسمى بـ"الدراسة المزدوجة" التي تجمع ما بين الدراسة النظرية والخبرة العملية، إذ يعمل الطلاب نصف عدد ساعات العمل الأسبوعية في مؤسسة للعمل الاجتماعي، بينما يقضون النصف الآخر في الدراسة في الجامعة.
وبحسب بوسه فإن الطلاب الذين يدرسون هذا الفرع يقضون يومين ونصف في الدراسة في الجامعة ويعملون يومين ونصف مع مؤسستهم (أيام العمل من الاثنين إلى الأربعاء، وأيام الدراسة بعد ظهر يوم الأربعاء إلى يوم الجمعة).
ما هي مدة الدراسة؟
يقول بوسه إن الدراسة في هذا الاختصاص تستغرق ثمانية فصول دراسية (أربع سنوات)، ويتكّون برنامج الدراسة من 180 وحدة دراسية، ما يعادل بالإجمال 5400 ساعة دراسية. وبعد إتمام جميع الوحدات الدراسية يحصل الطالب على درجة بكالوريوس في الآداب (B.A.)، وسيتمّ تخريج الدفعة الأولى في صيف هذا العام.
ما هي شروط التقديم؟
على من يرغب بدراسة هذا الفرع في جامعة دورتموند أن يجد بنفسه عملاً جزئياً لدى مؤسسة أو منظمة اجتماعية تربوية، تدفع له 900 يورو في الشهر كحدّ أدنى مقابل 20 ساعة عمل.
وتشترط الجامعة على الطلاب أن تكون المنظمة أو المؤسسة التي يجب أن يعملوا فيها خلال مدة الدراسة مهتمة بقضايا الفقر والهجرة واللجوء بشكل خاص.
وبالإضافة إلى ذلك يجب أن تتوافر لدى المتقدّم المهارات اللغوية التي تمكّنه من متابعة الدروس والمحاضرات. وبحسب بوسه فإن إثبات المهارات اللغوية الكافية يشمل إحدى الشهادات التالية:
1- شهادة اجتياز امتحان اللغة الألمانية للدخول الجامعي: الدرجة الثانية على الأقل (DSH2)
2- شهادة اجتياز امتحان اللغة الألمانية كلغة أجنبية ((TestDaf: وأن يكون حاصلا على 16 درجة على الأقل في جميع أجزاء الامتحان.
3- شهادة اجتياز امتحان "تيلك" Telc Deutsch C1 Hochschule
ما الذي يتعلّمه الطلاب؟
بحسب الموقع الرسمي لجامعة دورتموند فإن الطلاب يكتسبون الكفاءة المهنية للعمل كمساعدين للاجئين إذ يتضمن برنامج الدراسة:
1- حركات الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي.
2- الإجراءات القانونية المتعلقة بالهجرة (مثل كيفية الوصول إلى سوق العمل، حق الإقامة، قانون الاتحاد الأوروبي، إجراءات الطعن ضد القرارات.
3- القضايا السياسية الاجتماعية.
4- نظريات وطرق حلّ التمييز الاجتماعي والعنصرية المتعلقة بالأعراق.
5- اكتساب المعرفة الثقافية للبلدان التي يأتي منها اللاجئون بشكل أكبر.
6- ثقافة الترحيب في المجتمع المستقبل.
7- التوعية بالأحكام المسبقة.
8- مزايا وإضافات العمل الاجتماعي.
9- التنسيق بين التخصصات المختلفة.
إقبال من الطلاب
وبالرغم من أن هذا الاختصاص حديث نسبياً، إلا أنه أصبح يشهد إقبالاً متزايداً من قبل الطلاب بعد موجة اللجوء إلى أوروبا، ففي أول عامين كان عدد المتقدّمين مساوياً تقريباً لعدد المقاعد الدراسية، إلا أنه ازداد في العامين التاليين حيث تقدّم أكثر من 80 شخص للمقاعد الـ35 المتوفرة. ويوجد حالياً 135 طالب يدرسون هذا الاختصاص في الدفعات الأربع التي تم قبولها حتى الآن، كما أفاد منسّق برنامج الدراسة المزدوجة ميشيل بوسه لمهاجر نيوز.
"بناء الجسور"
وبالرغم من أن البدء بالتدريس في اختصاص "العمل الاجتماعي مع التركيز على الفقر والهجرة (اللاجئين)"، لم يبدأ إلا قبل موجة اللجوء بعام تقريباً، إلا أن جامعة دورتموند كانت تخطط لذلك من قبل، حسبما قال ميشيل بوسه، مؤكّداً على أهمّية أن يساهم مساعدو اللاجئين والمهاجرين الذين يتم تأهيلهم في بناء الجسور لإيصال الخدمات المتوفرة لمن يحتاجها من اللاجئين والمهاجرين.
محي الدين حسين - مهاجر نيوز 2018
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش