ألمانيا تدرس قرارا حول مذبحة القرن الماضي في ناميبيا
١٣ يونيو ٢٠١٦
بعد اعتبار البرلمان الألماني الجرائم التي وقعت من قبل الدولة العثمانية ضد الأرمن "إبادة جماعية"، من المتوقع صدور بيان يعتبر قمع قوات ألمانيا القيصرية بداية القرن الماضي لعرقية الهيريرو والناما في ناميبيا "إبادة جماعية".
إعلان
أكدت وزارة الخارجية الألمانية أنه من المقرر إصدار بيان عن جرائم القتل التي ارتكبتها قوات الاحتلال الألمانية في ناميبيا مطلع القرن الماضي خلال العام القادم على أقصى تقدير. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الاثنين (13 يونيو/ حزيران 2016) في العاصمة برلين إن وزير الخارجية الاتحادي فرانك-فالتر شتاينماير يعمل تحت ضغط شديد من أجل التوصل لاتفاق بشأن بيان مشترك لكلا البلدين قبل الانتخابات البرلمانية القادمة في ألمانيا المقرر إجراؤها العام المقبل. وأكد المتحدث قائلا: "حدث تقدم كبير في عملية المفاوضات".
وكانت القوات الألمانية قد قمعت انتفاضة في المستعمرة الألمانية السابقة في جنوب غربي إفريقيا في الفترة بين عامي 1904 حتى 1908 بقتل عشرات الآلاف من عرقية الهيريرو والناما، حيث قتلت قوات ألمانيا القيصرية الفارين وتركت آخرين يموتون في الصحراء جوعا وعطشا. ومن المقرر توصيف هذه المذبحة في بيان مشترك بين حكومتي ألمانيا وناميبيا على أنها "إبادة جماعية".
وانتقد نوربرت لامرت رئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" عدم إصدار بيان عن جرائم القتل التي ارتكبتها قوات الاحتلال الألمانية في ناميبيا مطلع القرن الماضي. وفي مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف)، قال لامرت إن "عدم إصدار بيان لا لبس فيه من الجانب الألماني عن هذه المذبحة، أجده مؤسفا وفي ظل الخلافات الأخيرة (حول قرار إبادة الأرمن) أراه محرجا بعض الشيء".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقد مرارا تبني البرلمان الألماني لقرار يعتبر الجرائم التي وقعت ضد الأرمن إبان فترة الإمبراطورية العثمانية "إبادة جماعية" وقال في تصريحات لوكالة أنباء الأناضول الرسمية منتصف الأسبوع الماضي إن ألمانيا هي "آخر دولة" يفترض أن تصوت على "ما يعرف بإبادة جماعية" من قبل تركيا، مضيفا أنه ينبغي أولا محاسبة ألمانيا على الهولوكوست وإبادة أكثر من 100 ألف من عرقية الهيريرو في جنوب غرب أفريقيا أوائل القرن العشرين.
هـ.د/ع.خ (د ب أ)
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري