بسبب تقدم طالبان.. ألمانيا تدرس تعليق الترحيل إلى أفغانستان
١٢ يوليو ٢٠٢١
قالت وزارة الداخلية الألمانية إنها تدرس طلبا مقدم من الحكومة الأفغانية بتعليق عمليات ترحيل اللاجئين إليها لمدة ثلاثة أشهر، يأتي ذلك بعد تدهور الوضع الأمني وتزايد سيطرة حركة طالبان على أجزاء واسعة من البلاد.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
إعلان
تدرس الحكومة الألمانية تعليقا محدود المدة لتنفيذ قرارات الترحيل الصادرة بحق أفغان مرفوض طلبات لجوئهم. وكانت الحكومة الأفغانية طلبت من دول أوروبية مطلع هذا الأسبوع تعليق عمليات الترحيل إليها لمدة ثلاثة أشهر.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية اليوم الاثنين (12 تموز/يوليو 2021) في برلين: "تم تقديم الطلب لدينا في ألمانيا أيضا وندرسه الآن". وذكر المتحدث أن الحكومة الاتحادية ستبت في هذا الأمر "على وجه السرعة"، مضيفا أنها ستسعى أيضا إلى إجراء محادثات مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى ومع الحكومة الأفغانية حول الأمر.
وتعمل وزارة الخارجية الألمانية حاليا على صياغة تقرير جديد لتقييم الوضع في أفغانستان، والذي من المتوقع، وفقا لمتحدثة باسم الوزارة، أن يكتمل هذا الشهر. وبسبب العنف المتزايد الذي تمارسه حركة طالبان الإسلامية المتشددة وتزايد الإصابات بكورونا، أصبحت إعادة طالبي اللجوء المرفوضين حاليا مدعاة للقلق، وفقا لبيان صادر عن الوزارة الأفغانية المسؤولة عن اللاجئين أول أمس السبت.
وأشارت الوزارة إلى أن هناك أيضا مخاوف بشأن تزايد عدد الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء في الخارج والنازحين في البلد نفسه. ووصلت يوم الأربعاء الماضي طائرة على متنها 27 رجلا تم ترحيلهم من ألمانيا إلى كابول.
وقد تم رصد معظمهم في ألمانيا بسبب ارتكاب جرائم جنائية. ومنذ بدء انسحاب القوات الدولية من أفغانستان في أوائل أيار/مايو الماضي، ساء الوضع الأمني، حيث تتزايد سيطرة حركة طالبان على البلاد.
قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان يسلم مهامه
على صعيد متصل، سلم قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان الجنرال أوستن سكوت ميلر مهامه الإثنين في سياق الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من البلد.
وخلال مراسم أقيمت في كابول، قام الجنرال ميلر الذي يقود قوات التحالف في أفغانستان منذ أيلول/سبتمبر 2018 بتسليم القيادة إلى الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) المتمركزة في فلوريدا بجنوب شرق الولايات المتحدة، والمسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في عشرين دولة في الشرق الأوسط وفي وسط وجنوب آسيا، من ضمنها أفغانستان.
طالبان تكثف اختراق عواصم الأقاليم الأفغانية
فيما كثف مسلحو طالبان تسللهم داخل العديد من عواصم الأقاليم في أفغانستان، حسبما قال مسؤولون اليوم، وسط تنامي المخاوف بشأن استقرار الدولة التي مزقتها الحرب بعدما تنهي القوات الدولية انسحابها في الأسابيع المقبلة. وقال فرحناز باميري وناجي نازاري عضوا مجلس إقليم بدخشان إن طالبان سيطرت على منطقة شرطية في عاصمة الإقليم الواقع بشمال شرق البلاد.
وقالا إنه تم إخراج المسلحين من مناطق أخرى بالمدينة في عمليات أمنية جرت مؤخرا. وفي نفس الوقت، مازالت طالبان تسيطر على مواقع في قلعة نو عاصمة إقليم بادغيس بغربي البلاد، وتمكن المسلحون من اختراق المدينة قبل أسبوع. كما انتزعت طالبان السيطرة على منطقتين شرطيتين داخل غزني عاصمة الإقليم الذي يحمل نفس الاسم بجنوب شرق البلاد، بحسب عضوي المجلس المحلي حميدالله سارواري وغلام سخي زابولي.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs