ألمانيا تدعو للالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين في غزة
١١ نوفمبر ٢٠٢٣
أشارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني في غزة. وفي أعقاب لقاء مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين أكدت الوزيرة ضرورة حماية المدنيين والتفريق بين الأهداف المدنية والعسكرية".
إعلان
أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال زيارتها إلى تل أبيب، السبت (11 نوفمبر/ تشرين الثاني)، أنه يتعين على المجتمع الدولي التركيز على الحد من تداعيات العمليات العسكرية الدائرة في غزة على السكان المدنيين.
وقالت بيربوك في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في اليوم الثاني من جولتها بالشرق الأوسط "يجب أن تتعاون جميع الدول، التي ترغب في المساعدة على ضمان احتواء المعاناة الإنسانية بغض النظر عن الطرف الذي تدين له بالولاء، حتى لو اضطرت إلى مواجهة معارضة".
مؤكدة أن المستشفيات تعتبر أماكن شديدة الحساسية بموجب القانون الدولي الإنساني " ويجب على إسرائيل شأنها في ذلك شأن أي دولة أخرى في العالم أن تلتزم بهذا، تماما كما أن لإسرائيل شأنها في ذلك شأن أي دولة أخرى في العالم الحق في أن تدافع عن نفسها". وتحدثت الوزيرة الألمانية عما أسمته "معضلة".
وطالبت بيربوك بضمان حماية السكان المدنيين والتفريق بين أفراد القوات المقاتلة والأشخاص المدنيين وقالت:" يجب مراعاة هذا الأمر بقدر الإمكان في كل قرار فردي" مشيرة إلى أن المستشفيات تتمتع بحماية خاصة في الصراعات المسلحة وفقا لاتفاقية جنيف، لكنها لفتت إلى أن هذه الأماكن المدنية يمكن أن تفقد وضع الحماية الخاص في حال كان يتم استخدامها لأنشطة عسكرية أو كمراكز قيادة.
وأضافت "هذا ما اقترحته في الخليج والضفة الغربية واليوم في إسرائيل وهذا ما سأنقله أيضا إلى بروكسل (لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي)".
وشملت جولة بيربوك في المنطقة زيارة الإمارات والسعودية. كماالتقت بمسؤولين فلسطينيين في رام الله، مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وأعلنت وزيرة الخارجية عن زيادة قيمة مساعدات بلادها الإنسانية للأراضي الفلسطينية بمقدار 38 مليون يورو.
وتابعت وزيرة الخارجية أنها ستؤكد للمسؤولين الإسرائيليين الذين ستجري معهم محادثات أنه " يجب للأموال المخصصة للسلطة الفلسطينية أن يتم توفيرها بالكامل. ونظرا لأن أمن إسرائيل هو أكثر ما يهمنا فإنه يجب علينا في هذه اللحظة أن ندعم تلك الأطراف والمؤسسات مثل السلطة الفلسطينية لأنها تحتاج إليه من أجل تحقيق دولة فلسطينية مستقلة".
وطالبتالسعودية ودول إسلامية أخرى اليوم السبت بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة ورفضت تبرير إسرائيل لتصرفاتها بحق الفلسطينيين بأنها دفاع عن النفس.
وتساءلت بيربوك عن سبل دفاع إسرائيل عن نفسها في حالة التوصل لوقف كامل لإطلاق النار، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يزال غير واضح. لكنها شددت على ضرورة التوصل لهدنات إنسانية من أجل إيصال المساعدات إلى غزة وحماية الأرواح.
ويشهد الشرق الأوسط حالة من التوتر منذ أن اجتاح مسلحون تابعون لحركةحماس بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص. وشنت إسرائيل هجوما انتقاميا متصاعدا علىقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس أسفر عن مقتل حوالي 11 ألف شخص معظمهم من المدنيين في قطاع غزة. يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ع.أ.ج/ ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب ا)
حصيلة ثقيلة جراء الهجوم على إسرائيل.. انقسام عربي وإدانة غربية
"يوم قاسٍ" عاشته إسرائيل حسب قياداتها بعد تنفيذ حماس هجوما كبيرا أدى لمقتل وأسر المئات، غالبيتهم مدنيين. نتنياهو توعد بالرد، والغرب أعلن دعمه الكامل لإسرائيل. في المقابل اتسمت مواقف البلدان العربية والإسلامية بالانقسام.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، قامت حركة حماس، يوم السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهجوم كبير على إسرائيل عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلاً عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة. وقتل عدد كبير من المدنيين وعناصر من جهازي الشرطة والجيش، فضلاً عن أسر العشرات، في الهجوم الإرهابي.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
حصيلة القتلى في ارتفاع وجلهم مدنيين
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". تجاوزت حصيلة القتلى الإسرائيليين 700 شخص، بينهم 73 عسكرياً فضلا عن مئات الجرحى. القتال استمر داخل مدن إسرائيلية محاذية لغزة لليوم الثالث تواليا، ما دفع إسرائيل إلى إخلاء جميع سكان غلاف غزة، معلنة أنها في "حالة حرب".
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
إسرائيل تتوعد بالرد
أطلقت حماس، المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، اسم "طوفان الأقصى" على هجومها قائلة إنه جاء ردا على "العدوان الإسرائيلي" في القدس. في المقابل أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، واستدعت 300 ألف جندي احتياط، وقصفت المئات من الأهداف في قطاع غزة. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية فرض حصار مطبق على القطاع.
صورة من: dpa
المأساة كذلك في غزة
في الجانب الفلسطيني، الوضع الإنساني كذلك في غاية الصعوبة، وزارة الصحة في غزة أكدت وقوع حوالي 500 قتيل ومئات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي، فيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 123 ألف شخص داخل القطاع الذي يعاني مسبقا من تدهور الخدمات الأساسية، كما سقط قتلى فلسطينيون في الضفة الغربية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
صورة من: Ibraheem Abu Mustafa/REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حق هذه الأخيرة الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملة طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
انقسام عربي
الإمارات وصفت هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة كانت لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد" لكنها دعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
ماذا بشأن السعودية وإيران وتركيا؟
توجهت أيضا الأنظار لموقف السعودية التي يتردد أنها مقبلة على التطبيع مع إسرائيل. الرياض طالبت بوقف التصعيد، لكنها ذكرت "تحذيراتها من انفجار الأوضاع نتيجة الاحتلال". إيران وقفت بوضوح إلى جانب حماس لكنها نفت ضلوعها في الهجوم ردا على اتهامات إسرائيلية وأمريكية، فيما دعت تركيا التي تحسنت علاقاتها بإسرائيل مؤخراً، إلى "دعم السلام" و"عدم الإضرار بالمدنيين".