سريبرينيتشا ـ ألمانيا تدعو للمصالحة وتحذر من تكرار المذبحة
١١ يوليو ٢٠٢٠
رغم مرور 25 عاماً، لاتزال ذكرى مذبحة سريبرينيتشا المروعة عالقة في الأذهان. وتزامناً مع ذكرى المذبحة دعا الرئيس الألماني للمصالحة والمساءلة الجنائية، فيما أكد وزير الخارجية أن مثل هذا الأمر "يجب ألا يتكرر مطلقاً".
إعلان
دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى المصالحة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة سربرنيتشا.
وأضاف الرئيس الألماني: "يجب بناء جسور جديدة مكان القديمة التي دُمِّرَتْ، وخلق الثقة في المكان الذي ساد فيه تحريض الناس ضد بعضهم بعضاً من خلال خطاب الحرب المفعم بالكراهية، والبحث عن الحوار في المكان الذي لم تُقَلْ فيه كلمة على مدار فترة طويلة".
وأشار شتاينماير في حديثه إلى الذين يدافعون عن هذا الأمر في البوسنة والهرسك وكامل منطقة غرب البلقان، وناشد الساسة قائلاً: " بمناسبة يوم الذكرى، أتمنى للأطراف السياسية التحلي بنفس الشجاعة لكي تواجه في نهاية المطاف الإرث التاريخي، ولكي تدعم المعالجة المجتمعية (لهذه الأحداث)، فهي تُعْتَبَر إلى حد كبير شرطا لتطور سلمي ومستقر لبلادكم وللمنطقة برمتها في الطريق نحو أوروبا".
ووسع شتاينماير نطاق التركيز ليتجاوز مذبحة سربرنيتشا وليشمل جميع ضحايا الحروب اليوغسلافية، فقال إن " الجرائم التي تم ارتكابها هنا، هي التعبير المتطرف عن أعمال التطهير العرقي التي لم تكن هدفا لطرف واحد فقط من أطراف الحرب، وقد اندرجت أعمال النهب والتشريد والتعذيب والقتل والاغتصاب الجماعي، ضمن الأحداث اليومية آنذاك وأدت إلى دوامة مفزعة من العنف والعنف المضاد".
وأعرب شتاينماير عن مواساته لجميع ضحايا الحرب والعنف في النزاعات التي وقعت في يوغسلافيا السابقة خلال تسعينيات القرن الماضي، كما أعرب عن مواساته الخاصة اليوم لضحايا سربرنيتشا وذويهم.
"يجب أن لا تتكررمطلقاً"
بدوره، أحيا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بكلمات مؤثرة ذكرى الضحايا. وقال ماس اليوم السبت بمناسبة مرور 25 عاما على المذبحة: "8 آلاف شاب مسلم ورجل قُتلوا، وذلك تحت أنظار العالم، نهاية القرن العشرين في وسط أوروبا. نحن متفقون: سربرنيتشا يجب أن لا تتكرر مطلقاً. يجب أن نواجه بحسم النزعات القومية المتطرفة، حيثما نصادفها".
وذكر ماس أنه لا يوجد مكان آخر مثل سربرنيتشا يرمز إلى الفظائع والجرائم ضد الإنسانية في دول يوغوسلافيا السابقة التي ارتكبت في تسعينيات القرن الماضي، وقال الوزير: "اليوم نحن مع ضحايا الإبادة الجماعية في سربرنيتشا، وأقاربهم - بأفكارنا وقلوبنا"، مضيفاً أن إحياء الذكرى يجب أن يكون حافزاً لاتباع مسار المصالحة وإعادة التقييم باستمرار.
يُذكر أن نحو ثمانية آلاف شخص قُتلوا خلال عدة أيام اعتبارا من الحادي عشر من تموز/يوليو 1995، عندما اجتاحت قوات صرب البوسنة المدينة بعدما أعلنتها الأمم المتحدة منطقة أمنية، دون أن توفر لها الحماية.
وتعتبر تلك المذبحة من أشد الفظائع التي تم ارتكابها خلال الحرب البوسنية (1992ـ 1995) وهي أول مذبحة جماعية يتم ارتكابها في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 194.
وبموجب اتفاق "دايتون" للسلام الذي تم التوصل إليه عام 1995 برعاية أمريكية، ظلت سربرنيتشا ذات الأغلبية الصربية جزءاً من "جمهورية صربيا"، وهي واحدة من منطقتين تتمتعان بحكم ذاتي واسع في الدولة البوسنية.
وأُدين الجنرال الصربي السابق راتكو ملاديتش في عام 2017 بصفته المتهم الرئيسي في جريمة الإبادة الجماعية في سربرنيتشا، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
ع.ج./ع.ج.م. (د ب أ)
"مصورات الحرب" .. نساء على خط النار
عكس الصورة النمطية عن المرأة، هناك نساء اقتحمن أكثر المجالات خطورة وقسوة وخاطرن بحياتهن من أجل توثيق الصراعات المسلحة. "مصورات الحروب" معرض يقام حاليا في دوسلدورف الألمانية يسلط الضوء على أبرز هؤلاء المصورات.
صورة من: picture-alliance/AP Images/Anja Niedringhaus
جيردا تارو
مصورة يهودية توجهت، بعد هروبها من ألمانيا عام 1933، إلى إسبانيا لتصوير الحرب الأهلية فيها. وثقت تارو المقاومة ضد الجنرال فرانشيسكو فرانكو - الذي وصل للحكم في إسبانيا عقب الحرب الأهلية. أثارت صور تارو الإعجاب والتعاطف عبر أوروبا، وهذه الصورة نموذج من أعمالها حيث تظهر عضوة في الميليشيا الجمهورية ضد الجنرال فرانكو أثناء تدريبها على إطلاق النار بالقرب من مدينة برشلونة.
صورة من: International Center of Photography
جيردا تارو
أعطت تارو الأولوية أثناء توثيقها الحرب الأهلية الإسبانية للمدنيين، وخاصة النساء والأطفال، كما هو واضح في هذة الصورة لمجموعة من اللاجئين في جنوب إسبانيا. واستطاعت تارو تحقيق نجاح كبير خلال فترة قصيرة، وتعد أول مصورة صحفية تفقد حياتها أثناء التقاطها للصور على خط النار.
صورة من: International Center of Photography
لي ميلر
واحدة من أربع مصورات تم السماح لهن بمرافقة الجيش الأمريكي في أوروبا في نهاية الحرب العالمية الثانية. التقطت ميلر صوراً رائعة لمجلة "فوغ" توثق تحرير معسكري الإبادة النازيين "داخاو" و"بوخنفالد". أما قبل الحرب، فقد كانت ميلر من أتباع السريالية في اعمالها، حتى أن المصور مان راي - الذي يعد من رواد التصوير السريالي في العالم - كان واحداً من أصدقائها المقربين.
صورة من: Lee Miller Archives
فرانسواز ديمولديه
التقطت فرنسواز هذه الصورة عام 1976 في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي سافرت إليها لتغطية الحرب الأهلية هناك. الصورة، التي توثق مذبحة ضد الفلسطينيين، فازت بجائزة "صورة الصحافة العالمية". المفارقة كانت أن الصورة التي جعلت فرنسواز أول أمرأة في العالم تفوز بتلك الجائزة رُفض نشرها من قبل. لكن الحرب اللبنانية ليست الأولى لفرنسواز، حيث غطت قبلها الحرب الأمريكية في فيتنام أثناء ذروتها.
صورة من: Succession Françoise Demulder/Roger-Viollet
كريستين سبنجلر
نشأة سبنجلر في العاصمة الإسبانية مدريد جعلتها تتأثر بأعمال الفنانين الإسبان، ومن ضمنهم فرنشيسكو غويا، الذي استطاع التعبير عبر رسوماته عن اللحظات الحالكة في حياة الإنسان. وبعد تصويرها وتوثيقها للصراعات في إيرلندا وفيتنام وكمبوديا وايران وفلسطين، أدركت سبلنجر أنه لحسن الحظ لا يعتاد البشر أبداً على الخوف والظلم.
صورة من: Christine Spengler/Sygma/Corbis
كاثرين ليروي
أثناء تصوير الصراعات المسلحة، قد تميل الكفة أحياناً لجانب على حساب الآخر: إما الجنود أو المدنيين. حاولت المصورة كاثرين ليروي، خلال توثيقها للحرب الأمريكية في فيتنام، تصوير جانبي الصراع. صوبت كاثرين عدسة الكاميرا نحو جندي أمريكي أثناء عثوره على جثمان زميل له، ومن ثم زارت نفس الجندي في منزله بعدها بأعوام من أجل توثيق ما خلفته الحرب من آثار.
صورة من: Dotation Catherine Leroy
كارولين كول
اعتادت كارولين، المصورة في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، على توثيق الكوارث الطبيعية والصراعات بمنطقة أمريكا الوسطى. ثم وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر لتكون بمثابة نقلة في حياة كارولين، حيث قررت بعدها السفر إلى أفغانستان ثم إلى العراق لتغطية الحرب الأمريكية في الدولتين. إلا أن كارولين قررت في النهاية العودة مرة أخرى لتغطية الكوارث الطبيعية.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
سوزان ميسلاس
أغلبية الصور التي تم التقاطها للحروب والصراعات العسكرية خلال القرن العشرين كانت باللونين الأبيض والأسود. وتعد سوزان بين أولى المصورات اللاتي استخدمن الألوان في صورهن لتثير الكثير من الجدل. فصور سوزان ميسلاس لمناطق النزاع في أمريكا الوسطى نجحت في توسيع مفهوم الحرب لدى الرأي العام، حيث أظهرت كيف تكون معاناة المدنيين في أوقات الحروب. تفتيش المسافرين في نيكاراجوا بهذة الصورة مثال حي على تلك المعاناة.
صورة من: Susan Meiselas/Magnum Photos
أنيا نيدرينجهاوس
أنيا معروفة بعودتها الدائمة لمناطق الصراعات المسلحة لتوثيقها من خلال صورها. بدأت أنيا حياتها المهنية بتصوير الحرب في البوسنة، كما قامت بتصوير الحرب الأمريكية في أفغانستان، حيث التقطت هذه الصورة. وأثناء عملها في أفغانستان لحساب وكالة "أسوشيتدبرس"، لقت أنيا نيدرينجهاوس مصرعها. ويضم معرض "مصورات الحرب" 80 عملاً للمصورة الراحلة.
صورة من: picture-alliance/AP Images/Anja Niedringhaus