ألمانيا- تراجع شعبية الحكومة واجتماع يعيد قضية ماسن للواجهة
٢٣ سبتمبر ٢٠١٨
لا زال المشهد الحكومي في برلين على محك قضية رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية هانز غيورغ ماسن الذي "عوقب" بإزاحته من منصبه لكن تمت ترفيته إلى منصب أعلى في وزارة الداخلية وبدخل يزيد بنحو 2500 يورو إضافية.
إعلان
جميع الأنظار متوجهة إلى ما سيسفر عنه الاجتماع الثلاثي اليوم الأحد (23 أيلول/ سبتمبر)، بين زعماء أحزاب الائتلاف الحكومي للبحث عن مخرج للخلاف حول نقل رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) هانز غيورغ ماسن إلى وظيفة حكومية رفيعة المستوى.
ومن المقرر أن تلتقي ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي مع كل من هورست زيهوفر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، وأندريا ناليس رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليوم الأحد لإيجاد حل وسط مقبول للجميع.
ويأتي ذلك بعد أن قررت ميركل وبضغط من الحزب الاشتراكي مناقشة المسألة من جديد. الضغط ذاته تعاني منه رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندريا ناليس التي تعرضت لموجة انتقادات قوية من قبل قاعدة حزبها بسبب موافقتها على ترفية ماسن. وكانت ناليس قد صرحت أنها أجبرت على ذلك لكي لا ينهار التحالف الحكومي. غير أن رئيسة الاشتراكيين سرعان ما عادت لتصرح لصحيفة بيلد أم زونتاغ الصادرة اليوم الأحد، بأن "الحكومة لن تنهار بسبب قضية ماسن".
ويصر وزير الداخلية زيهوفر على التمسك بماسن وبقائه في منصبه الجديد كوكيل في وزارة الداخلية - في ترقية سترفع راتبه الشهري حوالي 2500 يورو (2900 دولار) على الأقل.
ما هي أجهزة الاستخبارات الألمانية؟
01:24
ماسن الشخصية المثيرة للجدل
واندلع جدل حاد في ألمانيا مؤخرا حول مدى أهلية ماسن لرئاسة الاستخبارات الداخلية إثر تشكيكه في صدقية تسجيلات مصورة صحيحة تظهر أشخاصا يطاردون أجانب في مدينة كيمنتس. وكان الأخير قد حذر حينها من "تضليل متعمد". كما كشفت تقارير إعلامية أن ماسن سرّب معلومات سيادية إلى حزب البديل وعقد لقاءات مع بعض من قياداته. وهي عوامل طرحت أكثر من علامة استفهام حول مدى أحقيته في تولي منصب رئيس مكتب حماية الدستور ذي الطابع الإداري.
وفي تطور موازٍ، أجرت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الصادرة اليوم الأحد، مسحا كشف على أن التحالف المسيحي تراجع إلى 28 في المئة. أما الشريك الأصغر في الائتلاف، حزب يسار الوسط "الاشتراكي الديمقراطي"، فحصل على 17 في المئة فقط. وهذا يعني أن الأحزاب الثلاثة لن تكون قادرة على تشكيل حكومة بنسبة 45 في المئة مجتمعة إذا أجريت انتخابات جديدة.
في غضون ذلك، ارتفعت شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي المناهض للهجرة إلى 16 في المئة، كما زادت شعبية الخضر إلى 14 في المئة. وحصل حزب اليسار على 11 في المئة. بينما بقي الحزب الحر مستقرا عند تسعة بالمائة.
وشارك 2368 شخصا في الاستطلاع، للإجابة على سؤال "أي حزب ستصوت له إذا تم تحديد موعد الانتخابات الاتحادية يوم الأحد القادم".
و.ب/ع.ج (د ب أ، أ ب د)
هزات ومطبات وضعت حكومة ميركل في عين العاصفة
فترة مخاض استمرت ستة أشهر وجهود مضنية بذلت قبل أن ترى حكومة ميركل الحالية النور في آذار/ مارس من العام الحالي. غير أن المصاعب لم تتوقف عند ذلك. جولة مصورة تسلط الضوء على أبرز المحطات التي وضعت الائتلاف الحاكم على المحك.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
مخاض عسير ومولود ضعيف
شهدت الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر 2017 تراجعاً لحزب المستشارة وحليفها البافاري وللحزب الاشتراكي الديمقراطي. في حين دخل حزب البديل اليميني الشعبوي البرلمان للمرة الأولى وبقوة. أدى هذا مع الخلاف حول قضايا أساسية كالهجرة، إلى فشل ميركل في تشكيل ائتلاف حاكم مع حزبي الخضر والحزب الليبرالي وبعد ذلك الاضطرار للدخول في ائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومنح الأخير وزرات سيادية.
صورة من: picture-alliance/AP/M. Sohn
فيديو كيمنتس
بعد التظاهرات المعادية للمهاجرين نفى رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) هانس غيورغ-ماسن وجود عمليات "مطاردة جماعية" لأجانب، مع أن ميركل أدانتها. كما ادعى ماسن أن فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، وشكك في صحته بينما كان التسجيل حقيقياً. وتعليقاً على كلامه، قال الحزب الاشتراكي الديمقراطي إن ماسن "ألحق ضرراً كبيراً بالثقة في أجهزة الأمن"، بسبب تدخله في الشأن السياسي.
صورة من: twitter.com/AZeckenbiss
"اتصالات" مع حزب البديل
ذكر حزب اليسار أنه يشتبه بوجود "اتصالات" بين ماسن وحزب البديل اليميني الشعبوي، مشيرا إلى الاشتباه في أن يكون ماسن قد أعطى نصائح لرئيسة حزب البديل السابقة، فراوكه بيتري، عام 2015 بشأن كيفية تجنب الخضوع لمراقبة هيئة حماية الدستور. واتهم الحزب ماسن بـ"وضع" يده الحامية فوق حزب البديل. وبالمثل ينظر الحزب الاشتراكي بعين الشك والريبة للقاءات ماسن أكثر من مرة مع ممثلين عن الحزب الشعبوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pilick
"ترقية" ماسن
أثار الاتفاق بين زعماء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم بشأن إقالة ماسن (55 عاماً)، من منصبه وترقيته إلى منصب سكرتير دولة في وزارة الداخلية موجة انتقادات واسعة في الأوساط السياسية في برلين. وجاءت الانتقادات حتى من داخل الائتلاف الحاكم ومن المعارضة ممثلة بأحزاب اليسار والخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي). ويذكر أن ماسن مثل زيهوفر انتقد سياسة ميركل في ملف اللجوء.
صورة من: Getty Images/M. Tantussi
الشريك يهدد بنفاد صبره
حذر رالف شتيغنر، نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الاتحاد المسيحي بقيادة ميركل وزيهزفر من أن "ما تبقى من صبر لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي تجاه الائتلاف الحكومي الموسع تضاءل للغاية". أما رئيس منظمة الشباب في الحزب الاشتراكي، كيفين كونيرت، فقد وصف قرار ترقية ماسن "بالصفعة في الوجه"، موجها انتقادات لاذعة لقيادة حزبه متهما إياها بانتهاج سياسة "الاسترضاء".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
زيهوفر يلوح بالاستقالة
في خطوة مفاجئة أعلن وزير الداخلية الألماني ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر (68 عاماً) في الأول من تموز/يوليو الماضي عزمه تقديم استقالته من منصبه كوزير للداخلية احتجاجا على سياسة ميركل في ملف الهجرة واللجوء، ما أثار شكوكاً حول مستقبل الائتلاف الحكومي. جاء ذلك في اجتماع مغلق لحزبه في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Kneffel
حل "توافقي"
جمّد زيهوفر استقالته في انتظار محادثات جديدة مع ميركل. وبعد شد وجذب توصل الطرفان لاتفاق ينص على إقامة مراكز عبور على حدود ألمانيا مع النمسا، للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي. وتوافق الطرفان على أن يتم رد هؤلاء اللاجئين انطلاقاً من هذه المراكز إلى الدول التي تم تسجيلهم فيها. ميركل بدت راضية بـ "الحل الوسط الجيد".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
"إصلاح" النظام التقاعدي
في "عقد الائتلاف" تم الاتفاق على إصلاح نظام التقاعد، غير أن أزمة ما لبثت أن انفجرت في نهايات شهر آب/ أغسطس قبل أن تعود الأطراف الثلاثة للحوار والتوصل لاتفاق بشأن التقاعد والمساعدات الاجتماعية. عندها قال رئيس كتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان فولكر كاودر(في الصورة يسار) "يمكننا أن نبرهن أننا من يحكم هذه الدولة". مهما يكن من الأمر لم تكن هذه الأزمة حادة مثل الآنفة الذكر.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
"تردي" شعبية الحزب البافاري قبل الانتخابات
قبل أقل من شهر على الانتخابات المحلية في ولاية بافاريا أظهر استطلاع للرأي حصول الحزب (الاتحاد المسيحي الاجتماعي) في الولاية على نسبة تأييد 35 بالمائة فقط، وهي أقل بكثير من نسبة 47.7 بالمائة التي حصل عليها في انتخابات عام 2013. ويحكم الحزب الولاية منذ أكثر من 70 عاما، ويكافح حاليا للدفاع عن أغلبيته المطلقة في البرلمان المحلي في مواجهة التحدي الذي يشكله حزب "البديل من أجل ألمانيا". إعداد: خالد سلامة