ألمانيا- تراجع عدد الإسلاميين الخطرين منذ بداية العام الجاري
٨ أغسطس ٢٠٢٠
كشفت الداخلية الألمانية أن أعداد الإسلاميين "الخطرين" في البلاد قد تراجع، إذ تبين السجلات تراجع الرقم عن ذلك المسجل قبل ستة أشهر، في ظاهرة يرجعها الخبراء إلى عوامل عديدة بينها الهزائم التي تجرّعها تنظيم "داعش".
إعلان
تراجعت أعداد الإسلاميين المسجلين كخطرين في ألمانيا منذ بداية العام الجاري، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية الألمانية، رداً على سؤال صحفي، لافتة إلى أن الشرطة سجلت بداية تموز/ يوليو الماضي 629 شخصا فقط كإسلاميين خطرين على مستوى ألمانيا كلها.
وكانت الشرطة قد ذكرت أن عدد المسجلين ضمن هذا التصنيف قبل ستة أشهر كان يبلغ 677 شخصا. وتطلق الشرطة الألمانية وصف "خطر" على الأشخاص الذين يعتقد أن لديهم دوافع سياسية للقيام بعمل إجرامي جسيم - كأن ينفذوا مثلا هجوما إرهابيا.
وفي العادة لا يبقى الشخص الذي صُنف بمثل هذا الوصف مرة واحدة "خطرا" بصورة دائمة، بل يتم مراجعة هذه التصنيفات بصورة منتظمة، فينظر إن كان الشخص يتصرف وفقا لهذا الوصف أم أقلع عن مقتضيات تصنيفه به.
أسباب محتملة للتراجع
يذكر أن عدد المسجلين الخطرين بين الإسلاميين كان قد تصاعد بصورة متواصلة بين عامي 2015 و 2018، لكن أرقامهم تراجعت مؤخرًا، وهو ما يرجعه خبراء إلى الهزائم التي تعرض لها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي كان مصدر جذب لبعض السلفيين في ألمانيا، وكذلك إلى توقف أنشطة بعض الإسلاميين، إضافة إلى تهديد السلطات بترحيل الإسلاميين الخطيرين غير الحاملين للجنسية الألمانية.
وتقول وزارة الداخلية الألمانية إن 24 إسلاميا غادروا ألمانيا العام الجاري، بينهم 12 مصنفين كخطرين، حيث تم ترحيل شخص واحد إلى كل دولة من الدول الآتية: مصر، أفغانستان، جورجيا، روسيا، طاجيكستان، تونس، الجزائر والعراق.
وأشارت الداخلية إلى أنه قد تم إبعاد أربعة إلى تركيا وثلاثة إلى لبنان، وسلمت الشرطة الاتحادية الألمانية إلى بولندا والسويد وإيطاليا وهولندا ما مجموعة خمسة إسلاميين، وكان هناك أيضا "رحيل طوعي مراقب" لإسلاميين إلى مقدونيا وسوريا وتركيا والعراق.
تخطط ألمانيا لتوسيع وحدة الشرطة التابعة لها الموسومة بفرقة GSG9، وذلك نظرا لاستمرار التهديد الإرهابي الذي تتعرض له. وتتمتع هذه المجموعة بتاريخ متميز امتد على زمن تجاوز أربعة عقود.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
مستعدون للتعامل مع الحالات الصعبة
فرقة الـ GSG9، وهو مختصر لعبارة (مجموعة حماية الحدود 9)، أنشئت في سنة 1972 بعد أن فشلت الشرطة الألمانية النظامية في إنقاذ رهائن إسرائيليين اختطفهم ارهابيون فلسطينيون في أولمبياد ميونيخ. وكان تشكيلها مثيرا للجدل، حسب بعض السياسيين في ألمانيا الذين وجدوا فيها بقية من قوات أس أس النازية سيئة الصيت.
صورة من: picture alliance/dpa/Hannibal
بناء سمعة طيبة
أول مهمة تولتها الـGSG9، نعتت بـ"عملية النار السحرية". وقد أكسبتها سمعة طيبة. فبعد أن اختطف إرهابيون فلسطينيون طائرة "لوفتهانزا" سنة 1977، تمكن فريق الأمن العام9، من إنقاذ الركاب في عملية مدتها سبع دقائق، بمقديشو. وأصيب، حينها، عضو من المجموعة، بالإضافة إلى مضيفات بجراح، بينما قتل ثلاثة من أصل أربعة خاطفين. وللأسف، قتل الطيار قبل الشروع بالعملية.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
مكافأة على مهمة منجزة
"أولريش فيغنر"، واحد من الأعضاء المؤسسين لـ GSG9، حصل على شهادة استحقاق من الحكومة الألمانية بعد تلك العملية الناجحة.وصار يلقب بـ"بطل مقديشو". توفي في 28 ديسمبر/ كانون الأول2017، عن عمر ناهز الـ88 عاما. ولم يكن أبدا معجبا بلقبه؛ بل كان يردد دائما: "قمنا بالمهمة معا."
صورة من: imago/Sven Simon
حاضرون في البحر...
ينشط فريق GSG9 لأداء عمله في حالات احتجاز الرهائن، وحالات الإرهاب والقيام بتفجير القنابل. ولكنه يعمل أيضا لتأمين المواقع، كما ظاهر في الصورة الملتقطة عشية قمة G9 (مجموعة الدول الصناعية الثمانية) عام 2007 في مدينة هايليغندام الشمالية.
صورة من: Getty Images/A. Hassenstein
...كما هم جاهزون على الأرض
معظم عمليات الـ GSG9 سرية، ويقال إنها شاركت في أكثر من 1900 عملية منذ تأسيسها. ويقع مقرها حاليا في مكانٍ ما بمدينة زانكت أوغستين الغربية، بالقرب من العاصمة الألمانية السابقة، بون.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
تدريب دائم
يخضع أعضاء فريق الـ GSG9، لتدريب صارم تؤخذ فيه كل الاحتمالات بعين الاعتبار. وهنا يتعاملون مع هجمات إرهابيين مسلحين في محطة للسكك الحديدية. ويتم حاليا وضع خطط لتوسيع الوحدة بمقدار الثلث ومنحها مقرا آخرا في العاصمة برلين. وعلى الرغم من أن عدد أفرادها يبقى سريا، إلا أن وسائل الإعلام تقدره في حدود 400 عنصراً.
تيموثي جونز/ مريم مرغيش