شهدت ألمانيا في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري تقديم 78 ألف طلب لجوء مقابل أكثر من 90 ألف طلب في نفس الفترة من العام الماضي. فيما تعتبر باحثة نفسانية خطط وزير الداخلية إنشاء "مراكز إرساء" بأنها غير مجدية.
إعلان
تلقت سلطات الهجرة في المانيا في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 78 ألف طلب لجوء، حسب إحصائية جديدة لوزارة الداخلية الاتحادية نشرتها صحيفة "باساور نوين برسه" اليوم السبت (16 حزيران/يونيو 2018). وحسب الصحيفة، فإن الفترة نفسها من العام الماضي 2017 قد شهدت تقديم أكثر من 90000 طلب لجوء.
وتشير الإحصائية الجديدة لوزارة الداخلية الاتحادية إلى ان ألمانيا استقبلت أكثر من 18 ألف طالب لجوء ظهرت بصمات أصابعهم في المركز الأوروبي لحفظ البصمات "أيوروداك"، ما يعني أنه كان عليهم البقاء في البلد الأوروبي الذي تقدموا فيه بطلب اللجوء وانتظار البت فيه، حسب إجراءات اتفاقية دبلن. ولو كان بإمكان وزير الداخلية هورست زيهوفر تطبيق إجراءاته المثيرة للجدل والتي تقضي بمنع دخول لاجئين إلى ألمانيا ممن تقدموا بطلب لجوء في بلد أوروبي آخر، كان سيتم رفض طلبات هؤلاء على الحدود بشكل مباشر، وكان عدد طلبات اللجوء في ألمانيا منذ مطلع العام الجداري سينخفض بنسبة الخمس، حسب الصحيفة البافارية.
وقالت مصادر في وزارة الداخلية للصحيفة إن المانيا تقدمت بطلبات بلغ عددها 65 ألف طلب إلى دول أوروبية تخص قبول عودة لاجئين إليها قدموا فيها طلب لجوء قبل وصولهم إلى المانيا. وأضافت الصحيفة أن 41 ألف طالب لجوء ثبت لديهم وجود بصمات أصابعهم في المركز الأوروبي لحفظ البصمات "أويروداك". في المقابل، وحسب نفس المصادر، فقد قبلت المانيا عودة 9 آلاف طالب لجوء من دول أوروبية أخرى، سبق وأن قدموا طلبات لجوء فيها.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الكاثوليكية عن الشرطة الاتحادية قولها إنها وثقت 14.731 حالة دخول البلاد بشكل غير قانوني، بينها 3.900 حالة تم فيها رفض طلب اللاجئين دخول ألمانيا. وحسب المصادر، فإن ذلك كان ممكنا في المناطق التي جرت فيها عمليات مراقبة الحدود وتدقيق هويات المسافرين إلى البلاد.
على صعيد آخر، حذرت الباحثة النفسانية لويزه بابيل من تنفيذ خطط وزير الداخلية هورست زيهوفر الخاصة بإنشاء "مراكز إرساء" للاجئين الوافدين. وقالت الباحثة الأكاديمية في جامعة دريسدن إن المراكز المذكورة ومن منظار العلاج النفساني، طريق خاطئ للتعامل مع اللاجئين الذين يعانون من صدمات نفسية.
يذكر أن حكومة ولاية سكسونيا التي تكون دريسدن عاصمة لها تسعى بالتناغم مع خطط وزير الداخلية زيهوفر إلى تجويل نزل اللاجئين فيها إلى "مراكز إرساء" وهي مراكز تستقبل اللاجئين منذ وصولهم إلى الأراضي الألمانية مرورا بتقديم طلبات اللجوء وانتظار البت فيها وحتى مرحلة ترحيلهم في حال تم رفض طلبات اللجوء.
وقالت الباحثة النفسانية بابيل إن المقيمين في المراكز يبقون لفترة طويلة تحت ضغط التوتر الذي يعانون منه وهو طبيعيا يكون في حالة ارتفاع مستمر، لأنه لا توجد إمكانية الخلو بالنفس وتأمل الوضع الذاتي بعيدا عن أنظار وضجيج الآخرين. وهذا ينطبق بشكل خاص على كل اللاجئين الذين عاشوا حالات التعذيب أو الملاحقة أو التهديد بالموت في بلدانهم أو مناطق إقامتهم، حسب تعبير بابيل.
ح.ع.ح/ع.ج (د.ب.أ/ ك.ب.أ)
ألمانيا و"لاجئوها" ـ أبرز الأحداث منذ اعتداء زولينغن
أحيت ألمانيا الذكرى الـ 25 لاعتداء الحرق بمدينة زولينغن، الذي استهدف منزل عائلة ذات أصول تركية وأسفر عن مقتل خمسة من أفرادها وجرح أربعة. بيد أنه لم يكن الاعتداء الوحيد الذي شهدته ألمانيا في العقود الأخيرة ضد الأجانب.
صورة من: Imago/Tillmann Pressephotos
اعتداء زولينغن الرهيب
بحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.
صورة من: dpa
نصب تذكاري
وتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
مقتل شاب جزائري
في نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.
صورة من: picture-alliance/dpa/Patrick Pleul
قنبلة مسامير تنفجر في شارع الأتراك بكولونيا
في شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.
صورة من: DW/A. Grunau
خلية "إن إس يو"
كانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
موظف يضرم النيران من مسكن للاجئين
في فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
خلية "فرايتال"
بين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أرقام مقلقة في عام 2017
مدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
ظهور حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام
في موازاة ذلك ومع موجة اللاجئين التي دخلت ألمانيا، ظهرت حركات اعتبرت نفسها أنها "تدافع" عن قيم المجتمع، فخرجت تظاهرات كل أسبوع في عدد من المدن خاصة شرق البلاد نظمتها حركات كـ"بيغيدا" وغيرها تنادي بـ "حماية البلاد من الأسلمة"، كما اتهمت هذه الحركات المستشارة ميركل بـ "خيانة" البلاد.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي
انبثق هذا الحزب عن حركة مناهضة لسياسية ميركل وأوروبا عموما لانقاذ اليورو واليونان المتخبط في أزمة الديون السيادية، إلا أن "البديل" سريعا ما وجد في موضوع اللاجئين ضالته لحشد الأصوات. ويتهم بأنه يذكي خطاب الكراهية والعنصرية ضد الأجانب، لكنه أيضا استطاع أن يصبح أقوى قوة معارضة في البوندستاغ إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة بـ12,6 بالمائة من أصوات الناخبين.
صورة من: Getty Images/C. Koall
أصوات معارضة للبديل
في 27 من الشهر الجاري (أيار/ مايو 2018) نظم الحزب في برلين مظاهرة تطالب بتشديد سياسة اللجوء. وكان حزب البديل يأمل في مشاركة عشرات الآلاف، لكنه لم يحصل سوى على خمسة آلاف فقط. في حين شارك نحو 25 ألف شخص في المظاهرة الموازية والتي خرجت ضد هذا الحزب الشعبوي وأفكاره.
صورة من: DW/W. Glucroft
دريسدن تنتفض ضد التطرف
وكثيرة هي المظاهرات التي خرجت في السنوات الأخيرة ترفض وبوضوح الأفكار اليمينية المتطرفة وتدعم أسس الانفتاح داخل المجتمع. والصورة توثق لأكبر مظاهرة مناهضة للتطرف أقيمت في مدينة دريسدن التي اقترن اسمها مؤخرا باليمين المتطرف والشعبوي. وشارك في هذه المظاهرة المغني الشهير "كامبينو" إضافة إلى نجوم آخرين من عالم الفن والغناء.
صورة من: picture-alliance /dpa/A. Burgi
كراهية الأجانب "تطيح بأسس الدين المسيحي"
الكنيسة سواء الكاتوليكية أو الإنجيلية تبرأت من هذه الحركات واعتبرت أن الأفكار التي تروج لها "بيغيدا" وغيرها تحت ذريعة الحفاظ على الأسس الدينية للدولة، لا علاقة لها إطلاقا بالدين المسيحي الذي يدعو إلى التسامح. وازداد عدد الحالات التي قدمت فيها الكنيسية اللجوء الكنسي إلى لاجئين.