ألمانيا ترحب بإردوغان في قمة العشرين بوصفه "ضيفاً مهماً"
٣٠ يونيو ٢٠١٧
بعد قرار برلين منع الرئيس التركي من إقامة فعاليات جماهيرية خلال زيارته للمشاركة بقمة العشرين، أعلنت الحكومة الألمانية عن ترحيبها بإردوغان. كما أعلن رئيس هنغاريا أن بلاده لن تشارك في التصريحات الأوروبية المعادية لتركيا.
إعلان
قالت الحكومة الألمانية اليوم الجمعة (30 حزيران/يونيو 2017) إنها ترحب بالرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بوصفه ضيفا مهما على قمة مجموعة العشرين التي تقام في هامبورغ يومي السابع والثامن من يوليو/تموز على الرغم من قرار برلين أمس الخميس منع إردوغان من إقامة لقاءات جماهيرية.
وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفن زايبرت، للصحفيين إنه ليست لديه معلومات تشير إلى أن إردوغان لن يشارك في القمة وأكد أن ألمانيا تتطلع لمشاركته. ومضى قائلاً "أود أن أؤكد أن الرئيس إردوغان بالنسبة للحكومة الألمانية ضيف مهم ونرحب بمشاركته في قمة مجموعة العشرين".
وفي سياق منفصل، دافع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، عن إردوغان في وجه الانتقادات الأوروبية. وخلال حضوره منتدى أعمال في العاصمة التركية أنقرة، قال السياسي المنتمي إلى اليمين المحافظ اليوم الجمعة إن "بلاده لن تشارك أبدا في التصريحات المعادية لتركيا التي ربما تصدر في دول مهمة تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي". وأضاف أوربان، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء المجرية (إم تي آي)،: "حتى لو جلب ذلك مضايقات".
وكان أوربان قد وصل أمس الخميس إلى أنقرة برفقة نصف فريقه الحكومي ونحو 70 رجل أعمال مجريا، وقد استقبله كل من إردوغان ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم.
ويشار إلى أن إردوغان يواجه انتقادات داخل الاتحاد الأوروبي بسبب الإجراءات التي اتخذها في أعقاب محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة في منتصف تموز/يوليو الماضي.
كما يواجه أوربان، الذي انضمت بلاده إلى الاتحاد الأوروبي في 2004، انتقادات لأسلوب حكمه الذي يصفه المنتقدون بالاستبدادي. ووصف أوربان اليوم الصداقة مع تركيا أنها " نتاج إستراتيجية تعتد بالقيم الإنسانية في المجر وفي أي بلد محافظ".
خ.س/ف.ي (رويترز، د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.