قامت السلطات الألمانية بترحيل عدد من المواطنين المصريين بينهم عدد من طالبي اللجوء السياسي، قالت إنهم انتهكوا قواعد الإقامة. لكن هناك تضارب كبير في الأرقام بين الجانبين المصري والألماني حول عدد المرحلين.
إعلان
قال مسؤولون بمطارات مصرية، إن السلطات الألمانية قامت بترحيل مجموعة من المصريين على خلفية انتهاكهم لمتطلبات الإقامة، بعضهم من طالبي اللجوء السياسي.
المسؤولون المصريون قالوا إن نحو 100 مواطن مصري تم ترحيلهم وإن تسعة منهم كانوا قيد الاحتجاز تم تسليمهم للجانب المصري دون جوازات سفر، وتعد عملية الترحيل هذه هي الأكبر نوعها في تاريخ وقائع مشابهة جرت بين البلدين. لكن وزارة الداخلية الألمانية أقرت بترحيل تسعة فقط من المصريين.
وتسعى ألمانيا إلى تفعيل سياسة هجرة أكثر تشددا بعد استقبالها أكثر من مليون لاجئ بين عامي 2015 و 2016، معظمهم من تمزّق بلادهم الحرب مثل سوريا وأفغانستان والعراق، ما أثار ردود فعل واسعة لدى اليمين المتطرف.
ووصل المواطنون المصريون الذين تم ترحيلهم إلى القاهرة أول أمس الأربعاء (السابع من مارس/ آذار) على متن طائرة قادمة من فرانكفورت بصحبة 50 فرداً من قوى الأمن الألمانية، بحسب مسؤولين مصريين.
ويقول المسؤولون الألمان إن المصريين المرحلين كانوا برفقة 38 شخصاً فقط وليس 50 كما ذكر الجانب المصري، وأن من بينهم أفراد شرطة وأطباء ومترجمون.
وقال مسئولون مصريون في مطار القاهرة إنه تم إجراء تحقيقات بصورة فردية مع من تم استلامهم من الجانب الألماني بشأن الظروف التي أدت لإخراجهم من ألمانيا وما إذا كان قد صدر بحقهم مذكرات اعتقال أم لا، فيما تم إطلاق سراحهم جميعا لاحقاً والسماح لهم بدخول البلاد.
وتعارض منظمات حقوق الإنسان في ألمانيا عمليات الترحيل إلى مصر مع مخاوف من مواجهة العائدين لمعاملة قاسية من قبل سلطات لديها تاريخ طويل من الانتهاكات بما في ذلك حالات موثقة للتعذيب.
وتحدث مسؤولون مصريون مشترطين عدم الكشف عن هويتهم بدعوى أنهم غير مخول لهم التحدث مع الصحفيين، وقالوا إن الرحلة القادمة من فرانكفورت كانت مليئة بالمرحلين من ألمانيا مشيرين إلى أن إيطاليا كانت قد نظمت في السابق رحلات ترحيل مشابهة.
وزارة الداخلية الالمانية من جانبها علقت على الأمر عبر متحدث رفض الإفصاح عن اسمه، وقال إن ألمانيا ترحب بالمهاجرين بأذرع مفتوحة، لكن الهجمات ضد المهاجرين وأحيانا ضد من يساعدهم ارتفعت أيضا بشكل حاد.
وزارة الخارجية المصرية من جانبها نفت أمس الخميس ترحيل 100 مصري من ألمانيا. وقال بدر عبد العاطي سفير مصر في برلين، في موقع وزارة الخارجية المصرية على فيسبوك "إن الخبر غير دقيق، وأن إجمالي من تم ترحيلهم من ألمانيا يوم الـ 7 من الشهر الجاري لا يتجاوز 9 أشخاص فقط، وأنه قد سبق التنسيق بشأنهم منذ عدة أشهر مع السفارة المصرية في برلين والقنصليتين العامتين في فرانكفورت وهامبورغ...".
وأوضح السفير المصري أنه "إذا كانت الرحلة تقل بالفعل 100 شخص فإن الغالبية العظمى كانت من الأطقم الفنية والطبية والأمنية المعاونة، في حين أن المصريين لم يتجاوز عددهم 9 أشخاص".
ع.ح/ ع.ج (د ب أ، أ ب)
كيف بدأت أزمة اللاجئين في أوروبا؟
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو