كشف المحققون الألمان عن تفاصيل جديدة في جريمة اغتيال مواطن جورجي في برلين والمعتقل بسببها مواطن روسي، يعود الفضل في الامساك به إلى شابين شاهداه بالصدفة. وعارضت الحكومة الألمانية ادعاءات للرئيس الروسي بوتين بشأن القتيل.
إعلان
أكد المحققون الألمان في ملابسات جريمة اغتيال مواطن من جورجيا في برلين، أنهم لا يستبعدون استعانة القاتل بشخص على الأقل لتنفيذ جريمته، وذلك حسبما أوضح ممثل الادعاء العام الاتحادي، أمام أعضاء لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني اليوم الأربعاء (11 كانون الأول/ ديسمبر 2019)، وذلك وفقا لمشاركين في الجلسة التي عقدت بشكل غير رسمي.
وبرر ممثل الادعاء هذه الفرضية بأن المشتبه به بقتل الجورجي وصل إلى برلين قادما من وارسو قبل يوم واحد فقط (من تنفيذ الجريمة)، على أقصى تقدير، وأنه من المستحيل ببساطة أن يستطيع خلال هذه المدة القصيرة معرفة مكان سكن الضحية وعاداته، إضافة إلى التخطيط بشأن المكان الذي سيهرب إليه بعد تنفيذ الجريمة.
كما أوضح ممثل الادعاء الاتحادي أن المحققين لم يعرفوا حتى الآن من الذي دبر للجاني سلاح الجريمة، وهو مسدس من عيار غلوك 26. وكان المشتبه به قد وصل إلى باريس قادما من موسكو، ثم انتقل إلى بولندا ومنها إلى برلين.
شابان يبلغان الشرطة عن المشتبه به
وقال أعضاء لجنة الداخلية بالبرلمان الألماني إنهم علموا بوجود أدلة على قيام جهة استخباراتية بمنح المشتبه به هوية مزورة وقال ممثل الادعاء المكلف بالقضية إن المشتبه به الروسي حصل في سبتمبر/ أيلول عام 2015 على جواز سفر أصلي باسم جديد بعد شهرين من حذف اسمه من لائحة المطلوبين للاشتباه في قيامه بجريمة قتل أخرى.
ونقلت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" أن الوصول إلى المشتبه به والقبض عليه يعود الفضل فيه إلى شابين، شاهداه صدفة وهو متخفيا بارتداء "باروكه" (شعر مستعار) ويرمي دراجة وسلاحا ناريا في نهر "شبريه" بقلب برلين فأبلغا الشرطة، التي ألقت القبض عليه، وهو مسجون حاليا على ذمة التحقيقات، ويلزم الصمت بشأن الاتهامات الموجهة إليه.
ويتهم الادعاء العام الألماني جهات تابعة للدولة في روسيا أو في الشيشان بتكليف القاتل بالمهمة.
برلين ترفض ادعاءات بوتين
ويُعتقد أن الضحية، وهو جورجي (40 عاما)، قاتل في الشيشان إلى جانب الانفصاليين الشيشانيين، قد تم قتله برصاصة في الرأس من الخلف، في حديقة تيرغارتن، في 23 آب/ أغسطس الماضي.
وفي سياق ذي صلة وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الضحية بأنه "قاطع طريق" و"سفاك دماء". وكان اسم الضحية مدرجا ضمن قائمة ممن تعتبرهم روسيا إرهابيين، وهي القائمة التي سلمها جهاز المخابرات الداخلية الروسي، للسلطات في ألمانيا قبل فترة طويلة، طالبا تسليمهم.
واتهم بوتين ألمانيا بأنها لم تسلم القتيل رغم الطلبات التي قدمتها روسيا، وهو ما نفته الحكومة الألمانية على لسان متحدث باسم وزارة الداخلية، والذي قال إن الحكومة لا تعرف شيئا عن وجود طلبات روسية لتسليم القتيل.
يذكر أن الجورجي القتيل "تورنيكه ك" تقدم بطلب لجوء في ألمانيا ولكن الطلب رفض، كما أنه فشل عام 2018 في شكواه ضد الرفض، مما جعله يتقدم باستئناف، كان لا يزال تحت النظر من قبل المحكمة المعنية.
وتسببت هذه الجريمة في زيادة سوء العلاقات بين ألمانيا وروسيا، حيث تتهم برلين روسيا بعدم التعاون مع المحققين في ألمانيا للكشف عن ملابسات الجريمة، مما جعلت ألمانيا تطرد مؤخرا اثنين من الدبلوماسيين الروس.
ص.ش/أ.ح (د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.