ألمانيا: ترك غزة للجوع انتهاك للقواعد ومعاناة إنسانية مقلقة
علاء جمعة أ ف ب رويترز
٢٥ مايو ٢٠٢٥
أعربت ألمانيا عن قلقها الشديد إزاء تفاقم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة. كما وصفت تأخير إيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر بأنه مخالفة للقواعد الدولية.
وزير خارجية ألمانيا: "من جهة، نحن ملتزمون بدعم دولة إسرائيل ونشعر بالمسؤولية تجاهها، ومن جهة أخرى نحن ملتزمون بقيم الإنسانية الأساسية، ونرى بوضوح بالطبع معاناة هؤلاء الناس".صورة من: Abdel Kareem Hana/AP/picture alliance
إعلان
وصف سياسي ألماني بارز تصرفات إسرائيل فيما يتعلق بتأخير إيصال المساعدات إلى قطاع غزة الفلسطيني المحاصر بأنها مخالفة للقانون الدولي. وفي تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني "تسي دي إف"، قال ارمين لاشيت المختص بشؤون السياسة الخارجية في حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي، اليوم الأحد (25 مايو/ أيار 2025) إن "حجب شحنات المواد الغذائية والمساعدات والأدوية المخصصة للسكان ليس من قبيل محاربة حماس"، لافتا إلى أن هذا الأمر يعد انتهاكا للقواعد الدولية.
وأكد لاشيت أن القانون الدولي يفرض، حتى في الحروب، حماية السكان المدنيين وتزويدهم بالغذاء، وأردف: "ترك الناس يتضورون جوعا هو انتهاك للقانون الدولي".
تجدر الإشارة إلى أن لاشيت يترأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، كما أنه كان مرشح الاتحاد المسيحي لمنصب المستشار في الانتخابات البرلمانية قبل الماضية في عام 2021.
قال لاشيت إن "حجب شحنات المواد الغذائية والمساعدات والأدوية المخصصة للسكان ليس من قبيل محاربة حماس"، لافتا إلى أن هذا الأمر يعد انتهاكا للقواعد الدولية. صورة من: Land NRW_Laurence Chaperon
وكانت إسرائيل خففت، في منتصف الأسبوع الماضي، حصارا محكما استمر قرابة ثلاثة أشهر على دخول المساعدات الإنسانية، لكنها - بحسب الأمم المتحدة - لم تسمح إلا بقدر ضئيل للغاية من المساعدات لا يلبي الحاجة. وقد أطلقت القوات الإسرائيلية قبل نحو أسبوع هجوما واسع النطاق جديدا، ما يؤدي إلى سقوط عشرات القتلى يوميا في غزة جراء هذا الهجوم الموسع.
إعلان
وزير الخارجية الألماني: الوضع في غزة لا يحتمل
من جانبه، عبر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الأحد عن قلق بلاده البالغ إزاء المعاناة الإنسانية"التي لا تحتمل"، الناجمة عن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، قائلا إنه على اتصال بنظرائه في إسرائيل والشرق الأوسط وأوروبا سعيا لإيجاد حلول.
وأضاف في مقابلة مباشرة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ARD): "من جهة، نحن ملتزمون بدعم دولة إسرائيل ونشعر بالمسؤولية تجاهها، ومن جهة أخرى نحن ملتزمون بقيم الإنسانية الأساسية، ونرى بوضوح بالطبع معاناة هؤلاء الناس".
وأضاف فاديفول المنتمي أيضا إلى الحزب المسيحي الديمقراطي: "لذلك من الواضح تماما - وقد ناقشت هذا اليوم مرة أخرى مع نظيري الإسرائيلي جدعون ساعر - أنه يجب إيصال المساعدات الإنسانية بسرعة وبشكل فعال".
وقال فاديفول إنه ومنذ زيارته لإسرائيل قبل 14 يوما يتحدث تقريبا يوميا مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر. وأضاف أن " ألمانيا ستوجه كامل سياستها المتعلقة بهذه المنطقة وبإسرائيل وفقا لمبادئ الإنسانية ومصير الشعب الفلسطيني"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا "موقف صعب على غير المعتاد بالنسبة لنا".
وتابع فاديفول: "ألمانيا لديها موقف واضح: لا لطرد (السكان الفلسطينيين) من قطاع غزة، و(نسعى إلى) القضاء على الجوع. القطاع وكذلك الضفة الغربية ملك للفلسطينيين في الطريق نحو حل الدولتين".
أكثر من عشرين قتيلا في غزة منذ فجر الأحد
ميدانيا أعلن الدفاع المدني في غزةمقتل 22 فلسطينيا في ضربات شنها سلاح الجو الإسرائيلي على القطاع منذ فجر الأحد. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس إن طواقم الجهاز نقلت "22 شهيدا على الأقل بينهم عدد من الأطفال وعشرات المصابين، ولا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض، نتيجة استمرار العدوان والقصف الجوي الإسرائيلي منذ الساعة الثانية والنصف فجرا وحتى بعد ظهر اليوم الاحد".
ومن جهتها، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد عبر منصة "اكس" بمقتل اثنين من المتعاونين معها السبت في ضربة على منزلهما في قطاع غزة.
إسرائيل تعلن تكثيف هجماتها في غزة
وكانت إسرائيل أعلنت تكثيف عملياتها العسكرية ونيتها السيطرة على كامل القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية كارثية. وقال رئيس أركان الجيش، إيال زامير اليوم الأحد: "نحن نكثف نشاطنا وفقا للخطة المقررة". وأضاف زامير، خلال زيارة للقوات في مدينة خان يونس جنوب القطاع الساحلي: "حماس تحت ضغط هائل. لقد فقدت معظم قدراتها، ونظام القيادة والسيطرة لديها".
وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ومساء، أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة (كوغات)، وهي الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، أن 107 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت غزة الأحد.
تحرير: صلاح شرارة
وقف إطلاق النار ينعش الآمال في السلام وطي صحفة حرب غزة
بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة؛ أصبح الأمل كبيرا بعودة باقي الرهائن لأهاليهم، وعودة النازحين لديارهم، وطي صفحة الحرب والبدء بإعادة الإعمار.
صورة من: Menahem Kahana/AFP
فرحة لا توصف
فرحة الأهل بعودة أحبائهم بعد أكثر من 15 شهرا من الاختطاف، لا توصف. حيث فقد كثيرون الأمل بعودة أحبائهم المختطفين بعدما انقطعت أخبارهم وعدم معرفة ما إذا كانوا على قيد الحياة.
صورة من: Maayan Toaf/GPO/Handout/REUTERS
إطلاق ثلاث رهائن في اليوم الأول
في اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ تم إطلاق ثلاث رهائن، وهن: رومي غونن (24 عاما) وأيميلي داماري (28 عاما) ودورون شتاينبرشر (31 عاما)، وقضت هؤلاء 470 يوما في الاحتجاز لدى حماس في غزة.
صورة من: Oded Balilty/AP/picture alliance
الإصابة لم تعكر فرحة العودة
بعض الرهائن الإسرائيليين أصيبوا بجروح أثناء اختطافهم أو احتجازهم، مثل ايميلي داماري، التي أطلق سراحها في اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق حيز التنفيذ، حيث أنها أصيبت في يدهم.
صورة من: Israel Defense Forces/Handout/REUTERS
إطلاق سراح سجناء
في اليوم الأول للاتفاق أطلقت إسرائيل سراح 90 معتقلا فلسطينيا مقابل إطلاق حماس سراح 3 رهائن، كن محتجزات في قطاع عزة منذ 15 شهرا. حسب قائمة قدمتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية، فإن جميع المفرج عنهم هم من النساء أو القصر.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
الاحتفال بعودة المعتقلين الفلسطينين
تجمع العشرات في بلدة بيتونيا في الضفة الغربية لاستقبال حافلتين تقلان عشرات المعتقلين الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم من سجن عوفر الإسرائيلي، رافعين أعلاما فلسطينية وأعلام حماس، وصعد عدد منهم على سطح الحافلتين، بينما كانت تسمع أصوات المفرقعات والألعاب النارية والزغاريد.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
الاحتفال بوقف إطلاق النار
انتظر الفلسطينيون في غزة بفارغ الصبر اتفاق وقف إطلاق النار لينعموا بشيء من الهدوء دون خوف من القصف. وقد بادر الصغار للتعبير عن فرحتهم بعفوية وبساطة، كما في الصورة من مدينة رفح.
صورة من: Abed Rahim Khatib/dpa/picture alliance
السير بين الدمار
فور الإعلان عن دخول الهدنة حيز التنفيذ، بادر آلاف النازحين الفلسطيين للعودة إلى ديارهم وخاصة في شمال قطاع غزة. أكثرهم عاد سيرا على الأقدام رغم طول المسافة. لكن كثيرين قد لا يجدون سقفا يأويهم بعد الدمار الذي خلفته الحرب.
صورة من: Omar Al-Qattaa/AFP/Getty Images
العودة بأي وسيلة
لم ينتظر النازحون تأمين وسيلة نقل مريحة للعودة إلى ديارهم، حيث عاد كثيرون سيرا على الأقدام وبعضهم استخدم عربات تجرها الحمير او أي وسيلة نقل أخرى للعودة إلى منزله ونقل ما يمكن من أمتعة وأدوات منزلية.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
انتظار قافلات المساعدات على معبر رفح
فور التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار انطلقت قوافل المساعدات الإنسانية الدولية تتدفق عبر مصر إلى معبر رفح، وكانت مئات الشاحنات تنتظر على المعبر للسماح لها بالدخول إلى قطاع غزة.
صورة من: AFP/Getty Images
دخول المساعدات إلى القطاع
قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 630 شاحنة دخلت غزة يوم الأحد، ووصل منها على الأقل 300 محملة بالمساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع في اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. والمرحلة الأولية للاتفاق مدتها ستة أسابيع، تنص على دخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية يوميا إلى غزة.
صورة من: Amr Nabil/AP Photo/picture alliance
دمار هائل
حسب تقرير حديث للأمم المتحدة فإن نحو 60 بالمئة من المباني في قطاع غزة إما تضررت أو دُمرت خلال الحرب، مما أدى إلى نزوح حوالي 90 بالمئة من السكان. وأظهر تقرير للأمم المتحدة نشر العام الماضي أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد يستمر حتى عام 2040 على الأقل.
صورة من: Hasan N. H. Alzaanin/Anadolu/picture alliance
عشرات آلاف القتلى والمصابين
الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023 خلفت دمارا هائلا وأكثر من 47 ألف قتيل و111 ألف جريح في غزة بعضهم أصيب بإعاقة دائمة، حسب أرقام السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة. وفي الجانب الإسرائيلي قتل أكثر من 1200 واصيب 5400 آخرين.