ألمانيا .. مستوى غير مسبوق للجرائم ذات الدوافع السياسية
١٢ مايو ٢٠٢٢
شهدت ألمانيا مستوى مرتفعا جديدا للجرائم ذات الدوافع السياسية والدينية. وتم تسجيل ما يزيد قليلا عن أكثر من 55 ألف جريمة ذات خلفية سياسية على مدار العام. وتسببت جائحة كورونا وما تبعها من إجراءات في ارتفاع نسبة الجرائم.
إعلان
بالرغم من أن عدد الإصابات بكورونا في ألمانيا بات يشهد انخفاضا، بيد أن الوباء تسبب بشكل غير مباشر في طفرة في الإحصاءات المتعلقة بالجريمة ذات الدوافع السياسية. ترتبط غالبية الجرائم المسجلة بالاحتجاجات ضد تدابير كوروناالحكومية وما تبعه من اضرار في الممتلكات العامة، بحسب المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا.
ووصفت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر في برلين مقتل موظف في محطة وقود يبلغ من العمر 20 عاما في إيدار-أوبرشتاين في ولاية راينلاند بفالتس بأنه نقطة تحول خطيرة، حيث أطلق الجاني النار على العامل الشاب لأنه أبلغه بضرورة ارتداء الكمامة. وتأتي أقوال الوزيرة بعد عرض النتائح الثلاثاء (10 مايو/ أيار) في برلين.
وتمثل الجرائم التي سجلتها الشرطة والبالغ عددها 55048 جريمة زيادة بنسبة 23 في المائة في غضون عام واحد، وهي تمثل أعلى مستوى على الإطلاق في ارتفاع معدلات الجريمة منذ بداية أرشفتها وتصنيفها في عام 2001.
وذكر المكتب أن معظم الجرائم ارتكبها متطرفون يمينيون. وأحصت الشرطة نحو 22 ألف جريمة ذات دوافع يمينية متطرفة، بزيادة قدرها 7% مقارنة بعام 2020.
ارتفاع الجرائم غير المصنفة
ونُسبت حوالي 10 آلاف جريمة إلى متطرفين يساريين، بتراجع قدره 8, 7% مقارنة بعام 2020 . وبحسب البيانات فإن نحو ثلاثة أرباع الجرائم المرتكبة ضد مسؤولين أو ممثلين منتخبين تورط فيها مشتبه بهم لم تستطع الشرطة تصنيفهم في أيديولوجية معينة.
وارتفع على وجه الخصوص عدد الجرائم التي سجلها المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية والتي لا يعتبرها المحققون يسارية، أو يمينية أو مدفوعة بأيديولوجية أجنبية أو دينية، حيث كانت نسبة الزيادة ما يقرب من 150 في المئة: من 8,600 جريمة إلى أكثر من 21,000 جريمة.
ويصف هولغر مونش، رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، البيئات التي غالبا ما يصعب تقييمها من وجهة نظر الشرطة، بأنها "مشهد مختلط غير متجانس". فما يفعله المحتجون من "أصحاب نظرية المؤامرة" يصب في النهاية في أجزاء كبيرة منه "بمناهضة الدولة". وعلى غرار مظاهرات كورونا، التي بدأت تنحسر الآن، ينبغي الإشارة إلى على وجه الخصوص أن اليمين المتطرف حاول استخدام الاحتجاجات كأداة لأغراضه الخاصة "وإقامة صلة بالمركز المدني الديمقراطي للمجتمع". بيد أن هذا حقق نجاحا ملموسا، بحسب مونش.
وعلى الرغم من أن عدد القضايا في هذا المجال آخذ في الانخفاض قليلا، إلا أنها لا تزال تمثل الحصة الأكبر من جميع الجرائم بنسبة 40 في المائة.
وزيرة الداخلية نانسي فيزر : "معاداة السامية عار في بلادنا"
وبينت الوزيرة فيزر قلقها بشأن الجرائم المعادية لليهود، والتي زادت بنسبة 29 في المئة بتسجيل أكثر من 3000 حالة. ووصفت الوزيرة الألمانية تزايد هذا النوع من الجرائم بأنه إنه "عار على ألمانيا" وقالت: "كم التحريض المعادي للسامية وازدراء الإنسانية لا يزال ينتشر اليوم. ومن المخجل كيف يتم التقليل من شأن الإبادة الجماعية لليهود الأوروبيين من قبل بعض منكري كورونا".
وتأتي الانتقادات الموجهة إلى العدد الكبير من الجرائم غير القابلة للتصنيف من أجزاء من المجتمع المدني. إن تصنيف العنف ذي الدوافع السياسية ليس مجرد مسألة إحصائيات، كما تقول خبيرة التطرف اليميني بيا لامبرتي. اذ أصبح محيطمنكري كورونا "متطرفا بشدة" ويظهر "استعدادا واضحا لاستخدام العنف".
بطء التحقيق بعد الهجوم في هاناو
ويعترف الباحث في علم النفس الاجتماعي إتريس هاشمي بوجود العديد من الإشارات إلى تطرف يميني بين المحتجين على إجراءات كورونا. وتحت انطباع الزيادة الهائلة في الجرائم المعادية لليهود، يقول: "أيديولوجية نظرية المؤامرة نحو العالم متشابكة بشكل وثيق مع العناصر العنصرية والمعادية للسامية". كل هذا يعرض للخطر الناس "الذين يتم تحديدهم على أنهم أعداء".
لقد اختبر هاشمي بنفسه ما يعنيه أن يكون مستهدفا من قبل العنصريين. وبصفته أحد الناجين من هجوم 19 شباط/ فبراير 2020 في هاناو بولاية هيسن، غالبا ما ينتقد تعامل الشرطة والساسة في ألمانيا. وحول هدف مكافحة العنصرية فإن لدى هاشمي آمال كبيرة قبل كل شيء في خطة العمل ضد التطرف اليميني.
وفي الوقت نفسه، يتعين على وزيرة الداخلية والسلطات الأمنية التعامل مع ظاهرة جديدة من العنف الذي ربما يكون له دوافع سياسية وتعود أصوله إلى حرب روسيا ضد أوكرانيا. وردا على ذلك، يسجل المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية أيضا جرائم مرتبطة بذلك في ألمانيا. في البداية، كان هناك حوالي 270 في الأسبوع، معظمها كان موجها ضد أشخاص من أصل روسي ، كما يقول مونش.
مارسيل فورستناو/ ع.أ.ج
ألمانيا - محطات في تاريخ العنف اليميني المتطرف
أحدثها جريمة قتل مروعة في مدينة هاناو يُشتبه بأن دافعها عنصري. منذ عام 1990 بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف 198 شخصا أغلبهم من أصول أجنبية. ملف الصور هذا يلقي نظرة على جرائم هذا اليمين وأنشطته خلال ثلاثة عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أول ضحايا اليمين المتطرف انغولي
يعد الأنغولي آمادو أنتونيو كيوا من أول ضحايا عنف اليمين المتطرف في ألمانيا، وقد هاجمته مجموعة من النازيين الجديد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، وقتله المهاجمون ومثلوا بجثته.
صورة من: Amadeu Antonio Stiftung
ضحايا أتراك في هجوم بمدينة مولن
مبنى في مدينة مولن شمال ألمانيا، تعرض لهجوم نفذه النازيون الجدد في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993، وأسفر إحراق البناء عن مصرع 3 أشخاص من أصول تركية، والبمنى كان يسكنه بشكل أساسي مهاجرون أتراك إلى ألمانيا.
صورة من: AP
الخلية النازية السرية في 1996
يمينيون راديكاليون بمدينة أيرفورت. لأكثر من 10 سنوات ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا. ومن بين المتهمين بجرائم متنوعة أوفه موندلوز وأوفه بونهارت ومانفريد لودر (صورة ملتقطة للثلاثة في عام 1996)
صورة من: privat/dapd
هجمات اليمين المتطرف طالت حتى المراقص
صورة تظهر 3 من ضحايا هجوم اليمين المتطرف، حيث هاجم ذوو الرؤوس الحليقة مرقصاً للديسكو في ألمانيا في 19 كانون الثاني/ يناير 2003، وقتلوا طعنا 3 شبان يظهرون في الصورة.
صورة من: DW/A. Grunau
الأجانب هدف دائم لخلية "إن إس يو"
قتلت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة عشرة أشخاص على الأقل من عام 2000 إلى 2007. تسعة من الضحايا من أصول أجنبية، كانوا يعيشون كلهم في ألمانيا. كما قتلت المجموعة الارهابية شرطية ألمانية. وقد قُتل الضحايا بدم بارد.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد في لايبزغ تعرض لهجوم اليمين المتطرف
مجهولون يلقون براس خنزير في باحة مسجد بمدينة لايبزغ في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. ويُحسب إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عنف اليمين أكثر نشاطا في شرق ألمانيا
في عام 2014 سجل 47 اعتداء ذي دوافع عنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. صورة لعنصر من حليقي الرؤوس في برلين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
اليمين المتطرف يرفض اللاجئين
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديد بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. الصورة من تظاهرات في مدينة فرايتال ضد اقامة مراكز ايواء اللاجئين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
المشاعل من شعارات اليمين المتطرف
عناصر من اليمين المتطرف يستعرضون قوتهم في مدينة ماغديبورغ في 16 يناير 2015، وذلك في مناسبة لاحياء ذكرى قيام الحرب العالمية الثانية. وتسجل مدن شرق المانيا على وجه الخصوص ارتفاعا متسارعا في عدد الموالين لحركات اليمين المتطرف والنازيين الجدد.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Schlueter
المتهم بمهاجمة المرشحة لمنصب عمدة كولونيا
صورة من عام 2016، لعنصر من اليمين المتطرف ألقي القبض عليه بعد مهاجمته المرشحة لمنصب عمدة كولونيا هنريتا ريكر قبل يوم من انتخابها. الصورة تظهر المتهم وهو يدخل صالة المحكمة في دوسلدورف في 29 نيسان 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
اليهود مازالوا هدفاً للنازيين الجدد
أوفه أوتسي اوبالا صاحب المطعم اليهودي في مدينة كيمنيتس، يصف للصحفيين ما جرى في هجوم نفذته مجموعة من المقنعين المعادين لليهود والسامية، ويكشف عن اصابته في كتفه بحجر رماه به المهاجمون المقنعون في (27 آب / اغسطس 2018).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
الصليب المعقوف ما زال شعارهم
محموعة من النازيين الجدد يرفعون الصليب المعقوف وقد توهج فيه اللهيب في نيسان/ ابريل 2018. الصورة من طقوس خاصة جرت في منطقة لم يعلن عنها تمجيدا للحزب النازي.
صورة من: Reuters/G. Nakamura
اغتيال فالتر لوبكه
في الثاني من يونيو/ حزيران 2019 عُثِرَ على جثة فالتر لوبكه، رئيس المجلس المحلي لبلدية مدينة كاسل، في شرفة منزله مقتولا برصاصة في رأسه. ووجه الادعاء العام تهمة قتل لوبكه، لشتيفان إي. وداعمه المشتبه به ماركوس إتش.، وشتيفان معروف في السابق بأنه من النازيين الجدد. وكان لوبكه المتنمتي لحزب المستشارة ميركل من مؤيدي قضايا اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
معبد يهودي كهدف ليميني متطرف
سكان مدينة هاله الألمانية (شرق) يرفعون شعار:"سكان هاله ضد اليمين - الاتحاد من أجل الشجاعة الأخلاقية"، احتجاجا على جريمة وقعت في مدينتهم في 09.10.2019 عندما كان 52 شخصا يحتفلون بيوم الغفران داخل المعبد اليهودي بالمدينة، وحاول شتيفان ب. وهو شاب يميني متطرف (28 عاما) اقتحام المعبد، ولكنه فشل فأطلق النار على امرأة وشاب وجدهما في طريقه وقتلهما. وكان يعتقد أن "المرأة مسلمة" وفق تصريحه أمام المحكمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
هجمات بمدينة هاناو على مقاهي الشيشه
شهدت مدينة هاناو بولاية هسن مقتل 9 أشخاص في موقعين مختلفين ليلة 19 شباط/ فبراير 2020، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات على جثة المشتبه بأنه مطلق النار على الأشخاص التسعة وعلى على جثة والدته في مسكنه. إعداد م.أ.م / م.س