أعلن وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير اليوم الثلاثاء (20 آذار/ مارس 2012) أنه من المقرر تزويد إسرائيل بغواصة ألمانية إضافية مزودة بصواريخ متوسطة المدى يقول الخبراء إنها قادرة على حمل رؤوس نووية. وأكد دي ميزير عقب لقائه مع نظيره الإسرائيلي إيهود باراك اليوم في برلين إنه ستكون هناك "مساعدات مالية" من ألمانيا لهذه الصفقة، وقال: "إننا ملتزمون بذلك ونرى أنه التصرف السليم". وحسب مصادر رسمية ألمانية فإن برلين ستساهم في جزء من تكاليف صناعة الغواصة وبمبلغ قدره 135 مليون يورو، وهو ما يعادل نحو ثلث التكاليف. وجاءت الموافقة على هذه الصفقة، التي من المتوقع التوقيع عليها رسميا غدا الأربعاء، بعد نحو ثلاث سنوات من المفاوضات بين ألمانيا وإسرائيل.

برلين تحذر من مخاطر التصعيد بين إيران وإسرائيل

المحادثات بين وزير الدفاع الألماني دي ميزير ونظيره الإسرائيلي باراك تناولت أزمة البرنامج النووي الإيراني أيضا، في ظل مخاوف من مهاجمة السلاح الجوي الإسرائيلي منشآت إيرانية نووية خلال الأشهر المقبلة. وفي هذا الصدد قال باراك: "كافة الخيارات ينبغي أن تكون مطروحة". وفي المقابل، حذر دي ميزير مجددا من اتخاذ مواقف أحادية الجانب في هذا الشأن، وقال: "أوصي جميع الأطراف بضبط النفس... العقوبات المشددة والمفاوضات الشاقة هما مطلب الساعة". وذكر دي ميزير أن التصعيد العسكري سيكون له "مخاطر غير محسوبة على إسرائيل والمنطقة وآخرين".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الغواصة ستكون السادسة التي تحصل عليها إسرائيل من ألمانيا، وفقا لاتفاق بين حكومتي البلدين يعود إلى عام 2005، ويقضي أيضا بأن يتشارك البلدان في تحمل التكاليف. وتمتلك البحرية الإسرائيلية حتى الآن ثلاث من هذه الغواصات تم تزويدها بها خلال عامي 1999 و 2000، فيما أوشكت عملية تصنيع الغواصتين الأخريين على الانتهاء ومن المتوقع تسليمهما لإسرائيل خلال العام الجاري.

حزب اليسار المعارض يعترض على الصفقة

وفي أول رد فعل داخلي انتقد حزب اليسار، أحد أصغر أحزاب المعارضة الألمانية، الصفقة، وقالت المتحدثة باسم الكتلة البرلمانية للحزب لشؤون نزع السلاح إنجا هوجه: "إنه وفي ضوء التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران فإن توريد مثل هذه الغواصة ذات القدرات النووية لإسرائيل هو تصرف غير مسؤول تماما". وطالبت البرلمانية الألمانية حكومة بلادها بإلغاء توريد الغواصتين قيد التصنيع وكذا عدم البدء بتصنيع الغواصة السادسة.

وتنتمي الغواصات، التي يجري تصنيعها بمدينة كيل شمالي ألمانيا، إلى طراز "دولفين"، وتدار بنظام تشغيل مكون من محرك ديزل وكهربي يعمل بخلايا الوقود. ووفقا للخبراء، من الممكن تزويد هذا النوع من الغواصات بصواريخ متوسطة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية، إلا أنه لا يوجد تأكيد رسمي لهذه التكهنات حتى الآن.

(ع.ج.م/ د ب أ/ أ ف ب)

مراجعة: أحمد حسو