ألمانيا تستعد لإجراء انتخابات عامة مبكرة في 23 فبراير
١٢ نوفمبر ٢٠٢٤
تعتزم ألمانيا إجراء انتخابات عامة مبكرة في 23 فبراير/شباط المقبل، بعد انهيار ائتلاف يسار الوسط بزعامة المستشار أولاف شولتس.
إعلان
بعد انهيار ائتلاف يسار الوسط بزعامة المستشارأولاف شولتس قبل أسبوع، تعتزم ألمانيا تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في 23 شباط/فبراير 2025، حسبما علمت جهات إعلامية الثلاثاء (12 نوفمبر/ تشرين الثاني) من بينها وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ) ووكالة فرانس برس وصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ".
وقال مصدر مقرب من الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يتزعمه المستشار لفرانس برس إنه بعد أيام من المواجهة، تم التوصل إلى الموعد بالاتفاق مع المعارضة المتمثلة في الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي.
وقال مصدر آخر مطلع على المناقشات إنه من المتوقع أن يطرح المستشار مسألة الثقة على مجلس النواب (البوندستاغ) في 16 كانون الأول/ديسمبر. على أن يصوت النواب عليها بعد يومين من تقديم الاقتراح.
ويأتي القرار بعد أسبوع من المشاحنات في برلين، بعد أن أقال شولتس وزير المالية في حكومته، كريستيان ليندنر، رئيس الحزب الديمقراطي الحر المؤيد لمؤسسات الأعمال، وهو ما دفع الحزب إلى الانسحاب من الائتلاف الثلاثي. جدير بالذكر أن انسحاب الحزب الديمقراطي الحر، ترك شولتس بدون أغلبية في مجلس النواب الالماني (البوندستاغ).
وقالت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" في موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء إنه في هذه الحالة، سيتعين على الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير أن يتخذ قرارًا بشأن الحل في وقت مبكر من عيد الميلاد، ووفقًا للقانون الأساسي (الدستور الألماني)، سيكون أمامه ما يصل إلى 21 يومًا للقيام بذلك.
بعد ذلك، تدخل فترة الـ 60 يومًا التي يجب إجراء الانتخابات الجديدة فيها حيز التنفيذ، والتي ستؤدي بعد ذلك إلى تحديد يوم الأحد 23 فبراير/ شباط 2025 موعدًا للانتخابات الاتحادية المبكرة، وبهذا ستعقد الانتخابات قبل وقت قصير من الكرنفال، بحسب ما كتبت "زود دويتشه تسايتونغ".
ومن شأن هذه التسوية أن توضح مآل الأحداث بعد انهيار التحالف الثلاثي بقيادة أولاف شولتس الأربعاء والذي أغرق أكبر اقتصاد في أوروبا في أزمة غير مسبوقة.
وكان المستشار الذي يترأس الآن حكومة أقلية مع أنصار حماية البيئة، حدد في البداية موعد التصويت على الثقة في 15 كانون الثاني/يناير على أن تجرى الانتخابات في آذار/مارس.
لكن تحت ضغط من جميع الأطراف لتقديم الموعد، تراجع شولتس الذي لا يحظى بشعبية وأوكل مهمة تحديد الموعد إلى الكتل البرلمانية للمحافظين من الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي الذين يتقدمون بفارق كبير في استطلاعات الرأي، وحزبه الاشتراكي الديموقراطي.
ص.ش/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)
بالصور- أولاف شولتس الاشتراكي "الرصين" يصبح مستشارا لألمانيا
من كان يتصور أن الرجل الذي لم يستطع الفوز برئاسة حزبه الاشتراكي قادر على أن يعيد المستشارية للحزب بعد 16 عاماً تحت حكم المحافظين بقيادة ميركل؟! أولاف شولتس فعلها! ومبدأه هو: الرصانة والإصرار! هنا لمحة عن حياته.
صورة من: HANNIBAL HANSCHKE/REUTERS
أولاف الشاب
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/ يونيو 1958، وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1975 في سن السابعة عشرة. آنذاك كان شعره طويلاً، كما كان يعرف بارتداء جواكت صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.
صورة من: Gladstone/Wikipedia
تحولات
شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". في الصورة شولتس يعرض أمام الكاميرا دفتر عضويته بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
نضوج في مجال الاقتصاد!
بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في هامبورغ. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.
صورة من: Thilo Rückeis/dpa/picture-alliance
البداية الفعلية مع شرودر
انطلقت مسيرته فعلياً عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرّع هزيمة شرودر أمام أنغيلا ميركل. لكن شولتس أعاد المستشارية إلى الاشتراكيين بعد 16 عاماً من حكم المحافظين بقيادة ميركل.
صورة من: Roland Weihrauch/dpa/dpaweb/picture-alliance
"رجل آلي"!
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وصرّح قبل فترة قصيرة لجريدة "دي تسايت" الألمانية: "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعياً إلى "مجتمع عادل".
صورة من: Bernd Thissen/dpa/picture alliance
"نسخة متحورة" من ميركل!
في 2018 ومع توليه وزاره المالية، أصبح شولتس نائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت. ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلّدها في الإيماءات، خصوصاً إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاغس تسايتونغ" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحوّرة" من ميركل!
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Niefeld
لمعان في زمن كورونا
في 2018، خلف شولتس، المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شويبله، وتولى وزارة المالية وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير. لكن بعد بدء جائحة كورونا لم يتردد شولتس في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وبذلك عرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في قلب المشهد ومقدمته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
المنقذ!
خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة. ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه للفوز بالمستشارية. وبخلاف التوقعات وقتها، تمكن من الفوز بسبب الطريقة الرصينة التي خاض بها حملته الانتخابية.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
حياته الخاصة
أولاف شولتس (63 عاما) متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما). ويقول عنها إنها "حب حياته". ويقيم الزوجان في بوتسدام بالقرب من برلين. وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال. ولشولتس شقيقان هما ينس (62 عاما) وهو طبيب كبير والآخر إنغو (60 عاما) وهو صاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات.
صورة من: dapd
فضائح!
تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي "وايركارد" و"كوم إكس". لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه. كما أنه تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة هامبورغ في 2017 عندما كان رئيسا لحكومتها. لكن كل ذلك لم يجعل ثقته بنفسه تهتز.
صورة من: Michele Tantussi/AP Photo/picture alliance
ملفات شائكة
تنتظر شولتس ملفات سياسية شائكة، ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية غير مسبوقة من ثلاثة أحزاب (مع الخضر والليبرالي). وصحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد، خصوصاً وأن الحزب الليبرالي المحافظ جزء من حكومة "إشارة المرور" وبيده وزارات مهمة مثل المالية والنقل. إعداد: محيي الدين حسين / ص.ش