تستعد ألمانيا لتشديد قوانين محاربة الإرهاب على إثر الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها البلاد، وفي نفس السياق يسعى وزير الداخلية الألماني إلى تخفيف إلزام الصمت للأطباء، ضمن حزمة إجراءات لزيادة الأمن سيتم طرحها للنقاش.
إعلان
ذكرت الصحافة الألمانية اليوم لأربعاء ( 10آب / أغسطس 2016) أن وزير الداخلية الألماني يعد سلسلة إجراءات لتشديد آليات مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءين في تموز/ يوليو واللذين تبناهما تنظيم "الدولة الإسلامية". ونقلت صحيفة "بيلد" عن مصادر أمنية أن الوزير توماس دي ميزير الذي يعقد مؤتمرا صحافيا الخميس يريد خصوصا اعتماد آلية سريعة لترحيل اللاجئين وطالبي اللجوء "الذي يشكلون خطرا على الأمن العام".
ويعتزم دي ميزير أيضا أن يصوغ بالأحرف الأولى خلال الشهر الجاري "إعلان برلين" مع وزراء داخلية الولايات المنتمين إلى الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة ميركل وحليفه البفاري الذي يقوده زيهوفر، والذي يدعو إلى آلية لنزع الجنسية وحظر للنقاب.
ويدعو هذا الإعلان أيضا إلى تجنيد 15 ألف موظف في الشرطة بين 2016 و2020 وإنشاء مركز لمكافحة جرائم الانترنت تابع للشرطة الجنائية الألمانية لمكافحة تهريب الأسلحة عبر مجموعة مواقع "دارك نت" السرية. كذلك، تدعو الوثيقة إلى منع تمويل المساجد من جانب تنظيمات متطرفة وتطالب بطرد المسؤولين الدينيين الأجانب "الذين يدعون إلى الكراهية".
إلى ذلك، يعتزم وزير الداخلية الألماني تخفيف التزام الأطباء بالصمت. وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء أن هذة نقطة في حزمة إجراءات لزيادة الأمن في ألمانيا سيتم طرحها للنقاش. وبحسب تقرير الصحيفة، فإنه من المخطط إجراء تعديل في القانون يسمح للأطباء بإبلاغ السلطات في الوقت المناسب بجرائم يخطط مرضاهم لتنفيذها.
من جانب آخر، يعتزم وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير تحسين المراقبة عبر الفيديو في محطات القطارات. وقال دي ميزير اليوم الأربعاء خلال زيارة لشرطة مدينة بريمن الألمانية إن هناك خططا لاستخدام برمجيات يمكنها إطلاق إنذار حال ظلت حقيبة دون حركة لفترة معينة من الوقت.
وذكر الوزير أن هذا النظام يجرى اختباره حاليا في مشروع تجريبي، وأضاف: "مثل هذا الأمر سيكون فعالا للغاية فيما يتعلق بالوقاية (من هجمات محتملة) وسيحافظ على الموارد". وأضاف دي ميزير أن هناك خططا أيضا لاستخدام برمجيات للتعرف على الوجوه من أجل تسهيل عمليات الملاحقة الأمنية.
وأشار دي ميزير إلى مشروع مشترك مع السكك الحديدية لتحسين المراقبة عبر الفيديو بصورة كبيرة، مضيفا أن بريمن ضمن 20 مدينة ستطبق فيها تلك الإجراءات بكثافة.
وفي أول رد فعل للمعارضة على حزمة الإجراءات الجديدة لمكافحة الإرهاب، يرى رئيس حزب اليسار الألماني برند ريكسينغر المقترحات الجديدة القادمة من وزراء الداخلية المحليين المنتمين للاتحاد
المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغلا ميركل بشأن تعزيز الأمن الداخلي بأنها "هجوم على الديمقراطية". وقال ريكسينغر اليوم الأربعاء بالعاصمة الألمانية برلين: "سيتم تحجيم حقوق المواطنين بشكل كبير دون حمايتهم من أية هجمات مستقبلية عن طريق ذلك". ووصف اليساري الألماني البارز مطالب ساسة الاتحاد المسيحي بأنها شعبوية رخيصة.
ح.ز/ ح.ح (أ.ف.ب / د.ب.أ)
ألمانيا وشبح الإرهاب ـ إجهاض اعتداءات إرهابية
تكشف الأحداث في ألمانيا إلى أنه وفي السنوات الخمس الماضية تعرض كل هجوم إرهابي خطط له متطرفون إما للفشل أو الإجهاض، عدا الهجوم الذي نفذه في آذار/ مارس 2011، رجل ألباني قتل جنديين أمريكيين وأصاب آخرين.
صورة من: Reuters/F. Bimmer
أحبطت سلطات الأمن الألمانية هجوما كان "تنظيم داعش" يخطط لتنفيذه في البلدة القديمة بدوسلدورف عاصمة ولاية شمال الراين ويستفاليا غرب ألمانيا. وقال المدعي العام بمدينة كارلسروه إن السلطات ألقت القبض على 3 من المشتبه فيهم من سوريا الخميس (2 حزيران 2016 )، مشيرا إلى أن شخصا رابعا رهن الحبس الاحتياطي في فرنسا للسبب ذاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hitij
وفي شباط/ فبراير الماضي، تابعت الشرطة نشاط خلية إرهابية في العديد من الولايات الألمانية حيث اتخذت إجراءات فورية في كل من برلين وشمال الراين وستفاليا وسكسونيا السفلى. وتمّ توقيف أربع جزائريين مشتبه في قيامهم بالتخطيط لهجوم في برلين في مرحلة مبكرة، وفق السلطات الإتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
في نيسان/أبريل 2015 تم إلقاء القبض على زوجين في مدينة أوبرأورزيل في وسط ألمانيا، بعد العثور على قنبلة أنبوبية في الطابق السفلي لمنزلهما. وثارت شبهات حول انتماء الزوجين للحركة السلفية. وواجه الزوج اتهامات بالتخطيط لعمل يحرض على الإرهاب في حين تمّ إسقاط التحقيق الخاص بالزوجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
في ديسمبر 2012 تمّ العثور على عبوة ناسفة في كيس قماش في محطة القطار في بون. ورغم من أن المدعي العام افترض أنها محاولة لشن هجوم إرهابي، فإنه لم يتسن التأكد من هذا. وفي 2013 ألقي القبض على 4 من المشتبه بهم بتهمة التخطيط لهجوم على زعيم الحزب اليميني المتطرف الألماني من أجل ولاية شمال الراين ويستفاليا أو "برو إن آر في". ولا يزال الإرهابيون الأربعة المشتبه بهم قيد المحاكمة في دوسلدورف منذ سبتمبر.
صورة من: picture alliance / dpa
في أبريل2011 ألقى المحققون القبض على 3 من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة بتهمة التخطيط لتفجير قنبلة في ألمانيا. وفي ديسمبر 2011، تم القبض على عضو رابع من هذه الخلية التي أطلق عليها اسم "خلية دوسلدورف". وصدرت ضد الأربعة جميعهم أحكاما بالسجن في 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
آذار/مارس 2011 لم تنجح الشرطة في إفشال هجوم، عندما قتل رجل من ألبان كوسوفو جنديين أمريكيين وأصاب اثنين آخرين بإصابات خطيرة في مطار فرانكفورت الرئيسي الدولي حيث صدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة.
صورة من: AP
في محطة قطارات كولونيا وضع رجلان في يوليو 2006 حقيبتين بهما متفجرات داخل قطارات جهوية تسير بين مدينتي هام وكوبلينس. غير أن فتيل الحقيبتين لم يشتعل. وفي ديسمبر 2008 تمّ الحكم بالسجن المؤبد على واضع "حقيبة القنبلة" في كولونيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
في سبتمبر 2007 ألقي القبض على ما يُسمى "مجموعة زاورلاند". وفي 2010 صدرت أحكام بالسجن حتى 12 عاما ضد أربعة عناصر بتهمة التخطيط لاعتداءات إرهابية على مراقص ومطارات ومؤسسات أمريكية في ألمانيا.
صورة من: AP
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، ألغيت المباراة الودية التي كانت ستجمع بين المنتخبين الألماني والهولندي. وكشفت تقارير إعلامية داخلية أن قرار برلين جاء بناء على رسالة سرّية بعث بها مكتب الاستخبارات إلى وزير الداخلية تفيد بوجود عناصر تعد لهجوم إرهابي أثناء المباراة. وأبطلت السلطات مفعول قنبلة بمحيط الملعب.