ألمانيا تستقبل الآلاف من أفغانستان والرئيس يكرم قائد الإجلاء
١٧ سبتمبر ٢٠٢١
منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان وصل حوالي 5400 شخصا إلى ألمانيا، وفيما تتواصل الجهود لإخراج المواطنين الألمان والموظفين المحليين والذين يستحقون الحماية، نفت برلين إعادة فتح سفارتها في كابول قريبا.
إعلان
ذكرت وزارة الداخلية الألمانية اليوم الجمعة (17 سبتمبر/أيلول 2021) ردا على استفسار أن إجمالي عدد من دخلوا من أفغانستان إلى ألمانيا منذ منتصف آب/أغسطس الماضي بلغ 5404 أشخاص، من بينهم 4559 أفغانيا و522 ألمانيا.
وبحسب البيانات، فإن من بين الأفغان 259 موظفا محليا سابقا عملوا لدى مؤسسات ألمانية، وبرفقتهم 945 فردا من أفراد أسرهم.
وأصدرت وزارة الداخلية الألمانية هذا الأسبوع تصريحات إقامة لعدد 2600 من نشطاء حقوق الإنسان وفنانين وعلماء وصحفيين وغيرهم من الأشخاص الذين يحتمل أن يكونوا معرضين للخطر حال ظلوا في أفغانستان. هذا يعني أن هؤلاء الأشخاص وكذلك شركائهم وأطفالهم يحصلون على تصريح إقامة في ألمانيا، لذلك لا يتعين عليهم التقدم بطلب للحصول على اللجوء.
وبعد حركة طالبان المتشددة إلى السلطة في العاصمة كابول في منتصف آب/أغسطس الماضي، نقلت رحلات الإجلاء التي قام بها الجيش الألماني 4587 شخصا إلى ألمانيا، من بينهم 3849 أفغانيا و403 مواطنين ألمان.
وعقب انتهاء الجسر الجوي في نهاية الشهر الماضي، جاء أشخاص آخرون من أفغانستان إلى ألمانيا بوسائل أخرى - على سبيل المثال عبر باكستان أو قطر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، ماريا أديبار، إن هدف الحكومة الألمانية هو مساعدة المواطنين الألمان والموظفين المحليين وأولئك الذين يسعون للحصول على الحماية، ممن تلقوا موافقة على القدوم، على مغادرة أفغانستان"، مضيفة أن الحكومة على اتصال وثيق مع باكستان وقطر، اللتين نظمتا بالفعل رحلات جوية مدنية من كابول، مشيرة إلى أنه تم إجلاء سبعة أشخاص آخرين من البلاد نتيجة لهذه الجهود خلال الأيام الماضية.
وفي سياق متصل منح الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير وسام الاستحقاق، وهو أحد أرفع أوسمة الشرف في ألمانيا، للواء الجوي للبريجادير جنرال، ينس آرلت، الذي قاد مهمة الإجلاء التي قام بها الجيش الألماني من أفغانستان. وفي الوقت نفسه ذكر شتاينماير أن هناك العديد من "الأسئلة المؤلمة" حول المهمة التي استمرت 20 عاما من قبل القوى الغربية في أفغانستان.
من جهة أخرى قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية في مؤتمر صحفي اعتيادي في برلين اليوم إن بلادها لا تعتزم إعادة فتح سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول خلال الأيام القادمة.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد قال نهاية الشهر المنصرم خلال زيارة للعاصمة القطرية الدوحة:" إذا كان ذلك ممكنا على الصعيد السياسي وإذا سمح الوضع الأمني بهذا، فعندئذ ستكون لألمانيا سفارة خاصة بها مرة أخرى في كابول"، مؤكدا أنه يجري التشاور مع الشركاء الأوروبيين.
لكن الوزير الألماني أعرب في التاسع من الشهر الحالي عن اعتراضه على الاعتراف بحكومة حركة طالبان في كابول في هذه المرحلة، وقال في أعقاب لقائه بنظيره الأمريكي انتوني بلينكن في القاعدة الجوية الأمريكية في رامشتاين الألمانية: "لن يدور الأمر حول هذا الاعتراف كما أنني أستبعده في هذه اللحظة"، لكنه أعرب عن تأييده لاستئناف المحادثات مع حركة طالبان ، وأشار في هذا السياق إلى أن حكومة بلاده تسعى إلى الاستمرار في إخراج أشخاص في حاجة للحماية من أفغانستان، وبينهم مواطنون ألمان.
ع.ج.م/ص.ش (د ب أ)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع