ألمانيا تسجل أدنى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منذ سبعة عقود
٤ يناير ٢٠٢٤
متفوقة على هدفها السنوي نجحت ألمانيا في خفض كبير لانبعاثات الكربون لديها، لتسجل مستوى غير مسبوق منذ 70 عاما، لكن لا يزال أمامها طريق طويل قبل الوصول لهدفها النهائي. فما الذي أدى إلى هذا الانخفاض الكبير للانبعاثات؟
إعلان
أعرب وزير الاقتصاد وحماية المناخ في ألمانيا، روبرت هابيك، المنتمي إلى حزب الخضر المدافع عن البيئة، عن سعادته بانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا بشكل غير مسبوق منذ عقود في ألمانيا. وقال هابيك لصحيفة "بايريشه روندفونك" (Bayerischer Rundfunk) اليوم الخميس (4 يناير/ كانون الثاني 2024): "إن قطاع الطاقة يحقق نتائج جيدة بالفعل". لكنه دعا أيضًا إلى المزيد من الأموال للاستثمار في إعادة هيكلة الاقتصاد بشكل صديق للمناخ.
وأظهرت دراسة نشرت الخميس أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا، الدولة الصناعية الأكبر في أوروبا، وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ نحو 70 عاما بفضل انخفاض أقوى من المتوقع لاستخدام الفحم.
وصلت انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة إلى 673 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون العام الماضي، وهو "أدنى مستوى منذ الخمسينيات"، وبتراجع كبير عن عن 746 مليون طن عام 2022، بحسب حسابات مجموعة الخبراء Agora Energiewende.
كانت هذه الانبعاثات أقل بنسبة 46% من سنة 1990، وهي السنة المرجعية، لكن لا يزال أمام البلاد طريق طويل قبل الوصول إلى هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 65% بحلول عام 2030.
ويشير فريق الخبراء إلى أن هذا الانخفاض "ينسب بشكل كبير الى تراجع حاد لإنتاج الكهرباء باستخدام الفحم".
وفي حين زاد استخدام الفحم عام 2022 للتعويض عن توقف تدفق الغاز الروسي إلى ألمانيا، انخفض حرق الفحم العام الماضي إلى مستواه المسجل في الستينيات.
هناك عدة أسباب لذلك حيث انخفض استهلاك الطاقة في ألمانيا بشكل عام بنسبة 3,9% بوتيرة سنوية، ما يعكس الصعوبات التي يواجهها القطاع الصناعي. وانخفضت الانبعاثات من القطاع الصناعي بحوالى 20 مليون طن، أو 12% على أساس سنوي.
إلى جانب ذلك، استوردت البلاد المزيد من الكهرباء عام 2023، نصفها من الطاقة المتجددة وربعها من الطاقة النووية، بحسب مركز الأبحاث.
العامل الآخر الذي لعب دورا هو عامل هيكلي، إذ تواصل ألمانيا تحولها في مجال الطاقة مع اعتماد إنتاج الكهرباء بشكل متزايد على الطاقات المتجددة.
أشارت الوكالة الاتحادية لشبكات الكهرباء الأربعاء الى ان حصة الكهرباء المنتجة من هذه الطاقات، خاصة الرياح والطاقة الشمسية، بلغت 55% العام الماضي، مقابل 48% في 2022.
انخفضت حصة الفحم في مزيج الإنتاج إلى 26% مقابل نحو 34% عام 2022.
من جانب آخر أكدت مجموعة الابحاث أن قطاع السكن والنقل شهد "ركودا تقريبا" في مجال الانبعاثات وفشل للعامين الرابع والثالث على التوالي في تحقيق الأهداف المناخية.
ويؤكد الخبراء أن ألمانيا، ومن أجل تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها، تحتاج إلى "دفع استثماري" لتحديث أنظمة تدفئة المباني والصناعة. ويقدرون أن 15% فقط من خفض الانبعاثات في 2023 سيكون ذو طبيعة "مستدامة"، ويندرج في إطار المدى الطويل.
ص.ش/إ ف (أ ف ب)
المدن الأكثر إضرارا بالبيئة
تساهم المدن بشكل كبير في ارتفاع نسبة انبعاث غاز الكربون في العالم، وبحسب نتائج أبحاث حديثة، فإن 100 مدينة تساهم في 18في المائة من الانبعاثات الكربونية حول العالم. تعرف على المدن العشر صاحبة أكبر بصمة كربونية في العالم.
صورة من: picture-alliance/AP/Joseph Nair
الرياض - السعودية
يبدو أن أكبر مدينة في السعودية هي أيضا الأكثر تلوثا في البلاد، بسبب الأنشطة الصناعية بالمدينة. بعد دراسة شملت حوالي 13 ألف مدينة في العالم، وجد الباحثون أن المراكز ذات الكثافة السكانية العالية ساهمت بشكل كبير في ارتفاع نسبة انبعاث الكربون في العالم. وتستهلك المناطق الحضرية الكبيرة أكثر من 70 في المائة من إجمالي الطاقة في العالم، وهذا يعني أن المدن الكبرى قادرة تغيير الوضع العالمي للمناخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
طوكيو - اليابان
لا تتجاوزنسبة السيارات الجديدة والصديقة للبيئة التي تباع في طوكيو 2 في المئة. ويساهم تجمع طوكيو- يوكوهاما الحضري، في إصدار كميات هائلة من إشعاعات ثاني أكسيد الكربون سنويا، وتتسبب طوكيو وحدها في إنتاج حوالي 62 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام. ويُؤمل أن تنخفض هذه النسب بعد توقيع البلد على اتفاقيات دولية تسعى للحد من انبعاث الغازات الدافئة، والتسويق للمركبات الصديقة للبيئة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Tödt
شيكاغو- الولايات المتحدة الأمريكية
هي ثالث أكبر المدن من حيث الكثافة السكانية في أمريكا، كما أنها تحتل المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة في الانبعاثات الكربونية. وعرف مستوى التلوث بشيكاغو ارتفاعا كبيرا بين عامي 2014 و2016، وفقا لدراسة أجرتها جمعية الرئة الأمريكية، كما تم تصنيف شيكاغو في المرتبة الثالثة أيضاً بالنسبة للمدن الأمريكية الأكثر "اتساخا".
صورة من: picture-alliance/AA/B. S. Sasmaz
سنغافورة
تعد الصناعات المتعددة في هذه المدينة الدولة، هي السبب وراء كثير من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وبحلول عام 2020، من المتوقع أن تصبح 60 في المائة من انبعاثات غاز الكربون ناتجة عن القطاع الصناعي. ويبدو أن الحكومة قد أدركت خطورة الوضع وبدأت في العمل للحد من نسبة التلوث، فأعلنت عام 2018 عام العمل المناخي، كما أعلنت عن فرض ضريبة الكربون على المرافق الشديدة التلوث.
صورة من: picture-alliance/AP/Joseph Nair
شنغهاي - الصين
ليس غريبا أن تحتل شنغهاي الترتيب الخامس، فهي واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم. وقد أدى الازدحام بالمدينة إلى بروز مشاكل بيئية خطيرة، بما في ذلك تلوث الهواء والماء. وكما هو الحال في العديد من المدن الصينية الأخرى، فإن محطات توليد الطاقة وحركة المرور المستمرة والدائمة هي من الأسباب الرئيسية لانبعاثات الكربون. كما أن هذا الوضع، سبب كافي لرؤية الناس وهم يرتدون كمامات خلال تنقلهم بالمدينة.
صورة من: picture-alliance/Imaginechina/Z. Yang
لوس أنجلوس - الولايات المتحدة الأمريكية
لوس أنجلوس ليست كما نراها في أفلام هوليوود دائما، فالهواء في المدينة صُنف الأسوأ في الولايات المتحدة كلها. لكن كاليفورنيا وضعت أهدافا طموحة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2030، وذلك من خلال استخدام طاقة نظيفة ودعم السيارات الكهربائية أو الهجينة. وقد اتخذ حاكم ولاية كاليفورنيا "جيري براون" دورا قياديا في مجال مكافحة تغير المناخ، معارضا إدارة ترامب.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Rossi
هونغ كونغ
تعتبر هونغ كونغ من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم. الآلاف من وسائل النقل تملأ طرقها، كما تسبب محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والصناعات الملوثة في انتشار الضباب في الهواء. بالإضافة إلى ذلك، فإن قطاع الشحن البحري التابع لها يساهم في انبعاث قرابة 50 بالمائة من الكربون الملوث للمدينة، حسب ما كشفت عنه إدارة حماية البيئة التابعة للمنطقة.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Xiaoyang
نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية
تعتبر نيويورك أكبر مدينة أمريكية من حيث عدد السكان، ويمكن إعطاؤها "الميدالية البرونزية" للبصمة الكربونية. في كانون الثاني/ يناير الماضي، رفعت المدينة دعوى قضائية ضد أكبر خمس شركات نفط في العالم، وهي: " BP وشيفرون وكونوكو فيليبس واكسون موبل ورويال داتش شل، بتهمة مساهمتها في تغير المناخ وآثار ذلك على المدينة. تخصص المدينة جهدا مكثفا لخفض انبعاثاتها، ولكن ما يزال أمامها الكثير من العمل.
صورة من: picture-alliance/Sergi Reboredo
غوانزو - الصين
في هذه المدينة التي تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان في الصين، تصدر المصانع والمركبات انبعاثات ملوثة باستمرار. الناس هناك يتعايشون مع الضباب الناتج عن دخان المصانع يوميا. وبعد حملات متعددة قامت بها منظمات حماية البيئة، تعهدت غوانزو باستبدال كل الحافلات وسيارات الأجرة التي تعمل بالوقود بحلول عام 2020 لتستخدم مركبات تعمل بالطاقة النظيفة.
صورة من: CC/Karl Fjellstorm, itdp-china
وفي المرتبة الأسوأ...
مدينة سيول في كوريا الجنوبية هي المدينة التي تملك أكبر بصمة كربونية في العالم. تلوث الهواء هو أكبر مخاوفها البيئية والصحية. أكثر من 30 ألف طن من الملوثات الضارة تنبعث فقط من 10 محطات قديمة تعمل بالفحم. وتشكل هذه الانبعاثات حوالي 20 بالمائة من نسبة التلوث في كوريا الجنوبية. في السنوات الأخيرة، أوقفت المدينة هذه الأنشطة في محاولة منها لمعالجة المشكلة. الكاتبة: ايرين بانوس رويز (م.ع)