ألمانيا تسعى لشراء "باتريوت" من أمريكا لصالح أوكرانيا
عادل الشروعات د ب أ
١٠ يوليو ٢٠٢٥
في ظل تصاعد الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا، أعلنت ألمانيا نيتها شراء أنظمة "باتريوت" الدفاعية من الولايات المتحدة لدعم كييف، وتعزز حرب أوكرانيا الطلب على المسيرات الألمانية، مع نمو سريع في القطاع.
أعلنت ألمانيا نيتها شراء أنظمة "باتريوت" الدفاعية من الولايات المتحدة لدعم كييف.صورة من: U.S. Army/ABACAPRESS/picture alliance
إعلان
تعتزم الحكومة الألمانية شراء أنظمة دفاع جوي من طراز "باتريوت" من الولايات المتحدة، لتقديمها لأوكرانيا. وخلال مؤتمر عن إعادة إعمار أوكرانيا عقد في العاصمة الإيطالية روما، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الخميس (العاشر من يوليو/ تموز 2025): "تحدثت بشأن ذلك مع الرئيس ترامب يوم الخميس الماضي، وطلبت منه أيضا تزويدنا بهذه الأنظمة"، وذكرميرتس أن وزيري الدفاع الأمريكي والألماني يتفاوضان حاليا بهذا الشأن، لكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
وأضاف ميرتس متحدثا عن أنظمة باتريوت التي تستخدمها أيضا القوات المسلحة الألمانية: "الأمريكيون بحاجة إليها جزئيا لأنفسهم، لكنهم يمتلكون أيضا عددا كبيرا منها". ولم يذكر ميرتس عدد الأنظمة التي تنوي ألمانيا شراءها، لكن وفقا لما يتردد، فإن الحديث يدور مبدئيا حول شراء نظامين اثنين. وتتعرض أوكرانيا حاليا لهجمات جوية روسية.
إعلان
دعم أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي من أنواع مختلفة
وقد سبق لألمانيا أن دعمت أوكرانيا بشكل كبير بأنظمة دفاع جوي من أنواع مختلفة. وتعد منظومة باتريوت وحروفها اختصار لعبارة بالإنجليزية معناها: رادار تتبع مصفوف مرحلي لاعتراض الأهداف، والمنظومة من بين أحدث أنظمة الدفاع الجوي في العالم. وهي تستخدم للتصدي للطائرات المعادية، والصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز.
وتستطيع صواريخ الاعتراض، وفقا لنوع الرأس الموجه المستخدم، إصابة أهداف على مسافة تصل إلى نحو 100 كيلومتر، وعلى ارتفاعات تصل إلى 30 كيلومترا، في نطاق أشبه بقبة تحيط بموقع الإطلاق. وتشبه محطة الإطلاق المتنقلة شاحنة كبيرة، وتحتوي على ما يصل إلى أربع حاويات إطلاق.
صواريخ إس 400 الروسية وباتريوت الأمريكية في الميزان
01:32
This browser does not support the video element.
ووفقا للجيش الأمريكي، يمكن تحميل ما يصل إلى 16 صاروخا اعتراضيا في المحطة، بحسب التكوين. ووفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "سي إس آي إس"، يبلغ سعر الصاروخ الواحد من النسخة الشائعة "باك3-" حوالي أربعة ملايين دولار.
حرب أوكرانيا تزيد الطلب على صناعة المسيرات الألمانية
وفي سياق متصل تشكل النزاعات العسكرية - مثل حرب أوكرانيا - محركا قويا لصناعة المسيرات الألمانية، بحسب الاتحاد الألماني لصناعات الطيران والفضاء. وقالت المديرة التنفيذية للاتحاد، ماري-كريستينه فون هان: "يشهد مصنعو أنظمة المسيرات الألمان حاليا طلبا متزايدا على أنظمة الاستطلاع العسكري والمواجهات الحربية"، مشيرة إلى أن دورات الابتكار تشهد سرعة مذهلة، وقالت: "ما كان بالأمس شركة ناشئة في مرآب، سيصبح غدا إنتاجا متسلسلا".
ويمثل الاتحاد - بحسب بياناته - حوالي 260 شركة عضوة يبلغ إجمالي مبيعاتها السنوية حوالي 52 مليار يورو وتقدر قوتها العاملة بنحو 120 ألف موظف. ولا يستطيع الاتحاد الآن تقديم أرقام محددة لإيرادات قطاع أنظمة المسيرات نظرا لحداثة القطاع. ووفقا لرصد يقتصر على 30 شركة، ارتفعت الإيرادات بنسبة 9% العام الماضي.
ويتوقع الاتحاد زيادات أكبر في الإيرادات هذا العام. كما زاد عدد الموظفين بنحو 24% ليصل إلى 7700 موظف خلال عام. وبحسب الاتحاد، يعمل حوالي 70% من مصنعي المسيرات الألمان في القطاع العسكري. أما في القطاع المدني، فيحرز المصنعون تقدما هائلا في تطوير تطبيقات ونماذج أعمال محددة، بحسب بيانات الاتحاد. وقالت فون هان: "يمكن أن يصبح استخدام المسيرات المدنية في ألمانيا مفيدا للمجتمع الألماني حال تقديم الدولة دعم بناء كجهة تنظيمية"، مضيفة أن هذا القطاع يحظى بقبول متزايد بين السكان.
تحرير: عبده جميل المخلافي
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.