ألمانيا: تصاعد اليمين المتطرف يرفع عدد المتشددين المراقَبين
عادل الشروعات د ب أ
١٠ يونيو ٢٠٢٥
كشف تقرير سنوي لوزارة الداخلية الألمانية عن ارتفاع كبير في عدد المتطرفين اليمينيين الخاضعين لرقابة الاستخبارات الداخلية خلال عام 2024. ويأتي هذا التصاعد بالتزامن مع تنامي دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.
كشف تقرير سنوي لوزارة الداخلية الألمانية عن ارتفاع كبير في عدد المتطرفين اليمينيين الخاضعين لرقابة الاستخبارات الداخليصورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
إعلان
أفاد تقرير سنوي عرضه وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت اليوم الثلاثاء (العاشر من يونيو/ حزيران 2025)، بأن عدد المتطرفين الذين تراقبهم الاستخبارات الداخلية الألمانية ارتفع بشكل ملحوظ خلال عام 2024، على خلفية تنامي الدعم لحزبالبديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.
وأوضح التقرير السنوي للوكالة، أن عدد المتطرفين اليمينيين الذين يخضعون لرقابة هيئة حماية الدستور الاتحادية، كما تسمى الاستخبارات الداخلية، ارتفع بنسبة 23% ليصل إلى 50250 شخصا العام الماضي. ويرجع جزء من هذا الارتفاع إلى تزايد الدعم لحزب البديل، الذي تصنفه الاستخبارات كمشتبه في كونه حزبا "يمينيا متطرفا بشكل مؤكد".
وكان الحزب الذي حصل على المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في فبراير/شباط الماضي، والذي يشكل حاليا أكبر كتلة معارضة في البرلمان، قد أعلن أن عدد أعضائه أصبح 50 ألف عضو حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وبحسب هيئة حماية الدستور، تم تصنيف نحو 20 ألف عضو من أعضاء الحزب ضمن "التيار اليميني المتطرف" خلال العام الماضي. وقال التقرير: "من حيث التأثير السياسي والاجتماعي وعدد الأعضاء، يعد حزب البديل من أجل ألمانيا الفاعل الرئيسي ضمن طيف الأحزاب اليمينية المتطرفة أو المشتبه بها في هذا الاتجاه". كما ارتفع عدد المتطرفين اليمينيين الذين يعتقد أنهم مستعدون لاستخدام العنف بمقدار 800 شخص، ليصل عددهم إلى 15300 شخص في عام 2024.
تصنيف حزب البديل "يمينيا متطرفا".. ما انعكاساته في ألمانيا؟
17:10
This browser does not support the video element.
مفوض الشرطة الألمانية: عضوية حزب "البديل" لا تتوافق مع العمل الشرطي
في سياق متصل، أعرب مفوض الشرطة الاتحادية في ألمانيا، أولي غروتش، عن معارضته لانتماء ضباط الشرطة إلى حزب البديل من أجل ألمانيا، واصفا ذلك بأنه "لا يتوافق " مع أداء مهام الخدمة في جهاز الأمن.
وقال غروتش في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" نشرت مساء أمس الاثنين: "الانتماء إلى حزب البديل والعمل كضابط شرطة أمران لا يتوافقان". وأضاف النائب السابق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أنه يتعين فصل الضباط الذين يظهرون التزاما واضحا بالحزب من الخدمة، موضحا: "بالنسبة لي، الالتزام يعني أن يعلن الضابط تأييده للحزب علنا، أو أن يترشح باسمه في انتخابات المجالس المحلية أو حتى لمقعد في البوندستاغ".
وأشار غروتش إلى قرار وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية في مايو/ أيار الماضي، بتصنيف الحزب "يمينيا متطرفا بشكل مؤكد"، مستندة إلى "أدلة ملموسة" على بذل الحزب جهودا تهدد النظام الديمقراطي الحر في البلاد.
ومع ذلك، علقت الوكالة تنفيذ التصنيف مؤقتا، والذي كان سيسمح لها بمراقبة الحزب بسلطات أوسع، وذلك في انتظار البت في الدعوى القانونية التي رفعها الحزب أمام المحكمة الإدارية في كولونيا. وإلى حين صدور الحكم، ستواصل الوكالة التعامل مع الحزب باعتباره "حالة تطرف مشتبه بها".
تحرير: حسن زنينيد
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)